المحتوى الرئيسى

بوتين يحذر من اي ضربات جديدة لسوريا والحلفاء يبقون خياراتهم مفتوحة

04/15 17:56

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد من ان توجيه الغرب ضربات جديدة على سوريا سيحدث "فوضى" في العلاقات الدولية، وذلك بعد هجوم منسق السبت نفذته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقال بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني انه "اذا تكررت افعال مماثلة في انتهاك لميثاق الامم المتحدة فان هذا سيحدث من دون شك فوضى في العلاقات الدولية"، بحسب بيان للكرملين.

واضاف البيان ان الرئيسين "اعتبرا ان هذا العمل غير القانوني يلحق ضررا بالغا بامكانات التوصل الى تسوية سياسية في سوريا".

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت ضربات عسكرية على سوريا ردا على هجوم كيميائي مفترض في دوما بالغوطة الشرقية اتهمت الدول الغربية النظام السوري بتنفيذه.

وندد بوتين السبت "بشدة" بهذه الضربات معتبرا انها "عمل عدواني ضد دولة سيدة تشكل رأس حربة في مكافحة الارهاب".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الأحد إن القوى الغربية لا تعتزم شن مزيد من الضربات الصاروخية على سوريا لكنها ستدرس "الخيارات" المتاحة إذا استخدمت الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية مرة أخرى وذلك بعد ضربات على سوريا أثارت جدلا حول مشروعيتها وفعاليتها.

واستهدفت الضربات الأمريكية والفرنسية والبريطانية قلب برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا يوم السبت ردا على هجوم وقع قبل أسبوع يعتقد أنه بالغاز السام وتصر الدول الثلاث على أن الضربات لم تكن تهدف إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ولا التدخل في مسار الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثامن.

ويمثل القصف الذي نددت به دمشق وحلفاؤها بوصفه عملا عدوانيا أحدث وأكبر تدخل للدول الغربية ضد الأسد وحليفته روسيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على سوريا "غير مقبولة ولا قانونية".

وفي دمشق التقى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بمفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لنحو ثلاث ساعات بحضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز.

ومن المقرر أن يحاول المفتشون زيارة دوما لتفقد الموقع الذي يشتبه أنه شهد هجوما بالغاز. ونددت موسكو برفض الدول الغربية انتظار النتائج التي سيتوصل إليها المحققون قبل شن ضرباتها.

ورفض المقداد لدى خروجه الإجابة على الصحفيين المنتظرين خارج الفندق الذي اجتمع فيه بالمفتشين.

وفي تصريحات للتلفزيون البريطاني أيد جونسون قرار رئيسة الوزراء تيريزا ماي المشاركة في الهجوم قائلا إن هذا هو التصرف الصائب لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى.

وأضاف لبرنامج أندرو مار على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "الأمر لا يتعلق بتغيير النظام ... ولا يتعلق بمحاولة تحويل دفة الصراع في سوريا".

وقال "ليس هناك اقتراح على الطاولة حاليا بشن المزيد من الهجمات لأن نظام الأسد لم يكن من الحماقة لشن هجوم كيماوي آخر".

وتابع "إذا حدث هذا وعندما يحدث فمن الواضح أننا سندرس الخيارات مع الحلفاء".

وتتفق تصريحات جونسون فيما يبدو مع تصريحات سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي التي قالت في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إن ترامب أخبرها بأنه إذا استخدمت سوريا الغاز السام مرة أخرى "فإن الولايات المتحدة جاهزة للرد".

ولدى سؤاله إن كان ذلك يعني أن بمقدور الأسد أن يواصل استخدام البراميل المتفجرة ووسائل أخرى في الحرب ما دامت ليست أسلحة كيماوية قال جونسون أن تلك هي التبعات "البائسة" للأمر.

وأضاف أن الأسد مصمم على "فتح طريقه ذبحا" إلى النصر الساحق ولا يمكن أن يضغط عليه أحد سوى الروس ليأتي لمائدة التفاوض في جنيف.

لكن زعيم المعارضة البريطاني جيريمي كوربين قال إن الأساس القانوني الذي استند إليه قرار بريطانيا المشاركة في الضربات مشكوك فيه مضيفا أنه لا يؤيد إلا تحركا يدعمه مجلس الأمن الدولي.

وقال كوربين في مقابلة مع (بي.بي.سي) "أقول لوزير الخارجية.. أقول لرئيسة الوزراء.. أين السند القانوني لذلك؟"

وأضاف "الأساس القانوني... كان يجب أن يكون الدفاع عن النفس أو تفويض من مجلس الأمن الدولي. التدخل لأسباب إنسانية مفهوم قابل للنقاش من الناحية القانونية في الوقت الحالي".

وقالت الدول الغربية إن الضربات كانت تستهدف منع وقوع المزيد من هجمات الأسلحة الكيماوية بعد هجوم يشتبه بأنه كيماوي في مدينة دوما السورية في السابع من أبريل نيسان راح ضحيته ما يصل إلى 75 شخصا. وتلقي هذه الدول باللوم في الهجوم على الحكومة السورية.

ونفت روسيا، التي تدهورت علاقاتها بالغرب إلى مستوى عهد الحرب الباردة، وقوع أي هجوم كيماوي في دوما واتهمت بريطانيا بأنها وراء اختلاق الهجوم لتصعيد ما وصفته بالهستيريا المناهضة لروسيا.

وفي دمشق ذكرت وكالات أنباء روسية أن الأسد قال لمجموعة من نواب البرلمان الروسي يوم الأحد إن الضربات الصاروخية الغربية على بلاده عمل عدواني.

ونشرت سوريا مقطعا مصورا يظهر أنقاض معمل أبحاث تعرض للقصف لكنه يظهر أيضا الرئيس بشار الأسد أثناء وصوله لمكتبه كالمعتاد مع عنوان مرافق للمقطع يقول "صباح الصمود". ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا في الضربات الغربية.

ونقلت الوكالات الروسية عن النواب قولهم إن الأسد كان في "حالة مزاجية جيدة" كما أشاد بالدفاعات الجوية سوفيتية الصنع التي ساعدت في صد الضربات الغربية. وقبل الأسد دعوة لزيارة منطقة خانتي مانسي في سيبيريا بروسيا. ولم يتضح موعد الزيارة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن فلاديمير إيرماكوف مدير إدارة منع انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية قوله يوم الأحد إن الولايات المتحدة ستحرص على الحوار مع روسيا بشأن الاستقرار الاستراتيجي بعد الضربات على سوريا. وأضاف "في الإدارة الأمريكية هناك أشخاص معينون يمكن التحدث معهم".

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضربات بأنها ناجحة. وقال على تويتر يوم السبت "المهمة أنجزت" مرددا عبارة استخدمها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش في عام 2003 لوصف الغزو الأمريكي للعراق وهو الوصف الذي تعرض لسخرية واسعة النطاق بسبب استمرار العنف هناك لسنوات.

وقال اللفتنانت جنرال كينيث مكينزي للصحفيين في وزارة الدفاع (البنتاجون) "نعتقد أننا أصبنا قلب برنامج الأسلحة الكيماوية السوري بضرب برزة بالتحديد". لكن مكينزي أقر بأن عناصر من البرنامج لا تزال قائمة وإنه لا يمكن أن يضمن عدم قدرة سوريا على تنفيذ هجوم كيماوي في المستقبل.

وساعد الجيشان الروسي والإيراني الأسد على مدى السنوات الثلاث الماضية على سحق التهديد الذي تشكله المعارضة للإطاحة به.

وتشارك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في الصراع السوري منذ سنوات بتسليح جماعات معارضة وقصف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد ونشر قوات على الأرض لمحاربة التنظيم. لكن الدول الثلاث أحجمت عن استهداف حكومة الأسد باستثناء وابل من الصواريخ الأمريكية في العام الماضي.

تشير الضربات إلى أن ترامب ربما أعاد تحديد الخط الأمريكي الأحمر الذي يستتبع تخطيه تدخلا عسكريا في سوريا فيما يخص الأسلحة الكيماوية.

وفي واشنطن قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية "على الرغم من أن المعلومات المتاحة عن استخدام الكلور أكثر بكثير لكن لدينا معلومات مهمة أيضا تشير إلى استخدام السارين".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل