المحتوى الرئيسى

الصين تمنع بيع الكتاب المقدس “أون لاين”

04/15 17:36

ظهور تجار التجزئة عبر الإنترنت خلق ثغرة ما جعل الكتاب المقدس متاحا بسهولة

منعت الحكومة الصينية تجار التجزئة عبر الإنترنت من بيع الكتاب المقدس، في أعقاب قواعد جديدة للسيطرة على المشهد الديني المزدهر في البلاد.

تم الإعلان عن إجراءات للحد من مبيعات الكتاب المقدس خلال عطلة نهاية الأسبوع وبدأ سريانها هذا الأسبوع، وبحلول يوم الخميس لم تسفر عمليات البحث عن الكتاب المقدس على مواقع كبار تجار التجزئة الصينيين عبر الإنترنت مثل JD.com، وتاوباو، وأمازون، عن شيء، رغم أن بعض تجار التجزئة عرضوا تحليلات للكتاب المقدس أو قصص مصورة.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تتماشى هذه الخطوة مع جهد طويل الأمد للحد من تأثير المسيحية في الصين، فبين الديانات الرئيسية في الصين – والتي تشمل البوذية والطاوية والإسلام والمعتقدات الشعبية- المسيحية هي الديانة الوحيدة التي لا يُباع نصها المقدس الرئيسي من خلال القنوات التجارية العادية، فالكتاب المقدس يُطبع في الصين لكنه متاح قانونيا فقط في مكتبات الكنيسة.

ظهور تجار التجزئة عبر الإنترنت خلق ثغرة ما جعل الكتاب المقدس متاحا بسهولة، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن إغلاق هذه الثغرة يعقب اللوائح الدينية الحكومية الجديدة التي شددت فعليًا القواعد الخاصة بالمسيحية والإسلام، بينما روّجت للبوذية والطاوية والدين الشعبي كجزء من جهود الرئيس شي جين بينغ لتعزيز القيم التقليدية.

وتأتي هذه الخطوات أيضا في الوقت الذي تتورط فيه بكين في مفاوضات مع الفاتيكان لإنهاء الانقسام بين الكنيسة السرية والكنيسة الكاثوليكية التي تديرها الحكومة، ومن شأن هذا انقسام دام حوالي 70 عاما بين الحكومة الصينية والكنيسة العالمية.

ومن جانبهم، ذكر مراقبون أن الإجراءات الجديدة يمكن أن تكون علامة على قمع أوسع نطاقا، وفي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء يبرز نهج بكين قال متحدث باسم الحكومة إنه لن يُسمح للفاتيكان أبدا بالسيطرة على رجال الدين في الصين، وجاء ذلك بعد إعادة تنظيم الحكومة مؤخرا، إذ تولى الحزب الشيوعي المتشدد إدارة السياسة الدينية.

“يبدو أن القوة المعارضة داخل السلطات الصينية التي تعارض العلاقات الصينية مع الفاتيكان أصبح لها صوتا” هذا ما أكده يانغ فنغانغ، رئيس مركز الدين والمجتمع الصيني في جامعة بوردو، مضيفا: “يظهر بوضوح أنهم قلقون أو مهتمون بالكاثوليك وكذلك البروتستانت”.

يمكن الاطلاع على نصوص الديانات الرئيسية الأخرى في الصين على الإنترنت، كما أن القرآن تم بيعه عبر الإنترنت أيضا، وربما يعكس هذا وضع الإسلام كإيمان تمارسه الأقليات التي تتمتع في بعض الأحيان بامتيازات أكثر من الأغلبية العرقية الصينية، والقرآن أيضا متاح تجاريا في المكتبات، وخلافا للكتاب المقدس، لديه معادل صيني لـ”ردمك”، معرف الكتاب الرقمي.

ورغم هذا، تعرضت المسيحية والإسلام، إلى ضغوط حكومية شديدة، فمنذ عام 2014 وحتى 2016 تم إزالة أكثر من 1500 صليب من الكنائس في مقاطعة صينية واحدة تربطها علاقات وثيقة بشي، وفي الوقت نفسه صعدت الحكومة من إجراءاتها ضد ما تعتبره إظهارا عامًا مفرطًا للعقيدة الإسلامية، مثل الرجال الذين يرتدون لحى طويلة أو النساء اللواتي يرتدين الحجاب، وكذلك المتاجر والمطاعم التي لا تبيع منتجات الخنزير أو التبغ أو الكحول.

وفي الوقت نفسه، بحسب الصحيفة، شجعت سياسة الحكومة العقائد التي ترى أنها تتمتع بطابع محلي أكثر، على سبيل المثال من خلال دعم الموسيقى الطاوية أو الحج الديني الشعبي، كما تحدث شي أيضًا عن البوذية، واصفاً إياه بأنه جزء لا يتجزأ من الحياة الثقافية والروحية للشعب الصيني.

وانعكس هذا النهج العام للإيمان في تقرير صدر يوم الثلاثاء يبين مدى الإحياء الديني في البلاد،  وأظهر تقرير سابق  عام 1997، أن الصين لديها 100 مليون من أتباع جميع أديانها المعترف بها رسميا، والتقرير الجديد يضاعف العدد، ورغم أن الاستطلاعات الأخرى تُظهر أرقاماً إجمالية أعلى، فإن التقرير الجديد مهم لأنه يمثل اعترافا رسميا بالطفرة الدينية في الصين.

التقرير يظهر أن معظم الديانات في الصين يزيد مداها سريعا، ولم يُحسب عدد المؤمنين البوذيين أو الطاويين لأن هذه المعتقدات تفتقر إلى قوائم العضوية، ولكن يمكن ملاحظة نموها في العدد المتزايد من المعابد، التي وصلت إلى 33.500 و9 آلاف اليوم، من أصل 13 ألف و1500 عام 1997.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل