المحتوى الرئيسى

حملة «الأنفال» ضد الأكراد.. مات فيها 180 ألفا دفن بعضهم أحياء في الصحراء

04/15 17:23

بعد مرور 30 عامًا على حملة "الأنفال" التي قام بها الرئيس العراقي صدام حسين ضد أكراد العراق، خرجت حكومة إقليم كردستان العراق لتطالب بتعويض ذوي ضحايا هذه الحملة.

وبمناسبة الذكرى الثلاثين للحملة، أكدت حكومة أربيل في بيان لها على السعي لمحو الآثار النفسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية السلبية لتك الحملة اللا إنسانية.

البيان أوضح أنه إلى جانب السعي الدؤوب لإعادة رفات ضحايا "الأنفال" فإن إعادة إعمار قرى وبيئة كردستان التي تعرضت للتدمير والتشويه والمساعدة في تحسين الأوضاع المعيشية لذوي "المؤنفلين" كانت دائما في مقدمة مهام الحكومة.

وأكدت الحكومة أن التعريف بهذه الحملة الوحشية كعملية إبادة جماعية على الصعيد الخارجي من الأعمال الجادة التي عملت عليها الحكومة.. وعلى مستوى العراق تم الحصول على إقرار من محكمة الجرائم الكبرى قبل أي طرف آخر بأن هذه الحملة هي عملية إبادة عرقية، حسب شبكة "رووداو".

ويأمل الإقليم أن تتخذ الحكومة العراقية كواجب ومسؤولية قانونية وأخلاقية على عاتقها خطوات جادة وعملية لتعويض ذوي المؤنفلين وشعب وأرض كردستان ماديا ومعنويا.

اقرأ أيضا : فتح «أجواء كردستان العراق».. هل ينهي الجمود بين بغداد وأربيل؟

"الأنفال" إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق سنة 1988 ضد الأكراد في إقليم كردستان شمالي العراق.

هذه الحملة تعد من أبشع الجرائم التي ارتكبها الراحل صدام ونظامه ضد الأكراد، ولهذه الحملة جذورها في منتصف السبعينيات من القرن الماضي أي بعد سنوات من تولي حزب البعث الحكم في العراق عام 1968 واستهدفت عام 1983 البارزانيين الذين تم في المرحلة الأولى تهجيرهم من مناطقهم وزج بهم في مجمعات قسرية، وفي يوليو 1983 اعتقل 8 آلاف بارزاني من الذكور سن 8 أعوام فما فوق واقتيدوا إلى جنوب العراق ولم يعثر لهم على أثر منذ ذلك الوقت.

فقد وصلت بشاعة تلك الحملة إلى نقل أعداد كبيرة من السكان كأسرى إلى منطقة الحضر في محافظة الموصل وإلى نقرة السلمان في محافظة السماوة، حيث دفنوا أحياء مع عائلاتهم في مقابر جماعية.

اقرأ أيضا: كردستان العراق خارج نطاق الخدمة.. وحكومة الإقليم على حافة الهاوية

واستمرت الحملة بلا اسم حتى بلغت ذروتها عامي 1987 و1988 في أواخر حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران. واختار نظام صدام "الأنفال" اسما للحملة التي تضمنت عددا من الحملات العسكرية في كردستان.

تسمية هذه الحملة بهذا الاسم نسبة لسورة "الأنفال" في القرآن الكريم، والتي تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر.

وتم تنفيذها على عدة مراحل في ست مناطق جغرافية مختلفة أواخر فبراير 1987 وأوائل سبتمبر 1988 وتولى قيادة الحملة قاطع الشمال لحزب البعث الحاكم ومقره كركوك، وتم تكليف علي حسن المجيد ابن عم صدام مسؤول منطقة كردستان آنذاك وبصلاحيات استثنائية واسعة، بقيادة الحملة، وهكذا أصبح يعرف لدى الأكراد بـ"علي أنفال" أو "علي كيماوي".

كانت قيادة الحملة تستدعي قوات من الجبهة مع إيران، حسب "الشرق الأوسط".

واستخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيماوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.

ورغم بشاعة الحملة فإن النظام العراقي أكد أنها جاءت ردا على هجمات المقاتلين الأكراد "البيشمركة"، الذين سيطروا خلال الحرب مع إيران على بعض المدن بدعم من الحرس الثوري الإيراني.

ما إن وصل المجيد إلى كركوك لتولي قيادة الحملة في مارس 1987 حتى بات واضحا أن النظام كان يريد حل المسألة الكردية حلا نهائيا وحاسما بالتركيز أولا على المناطق حيث تنشط الحركة المسلحة الكردية واتباع سياسة "الأرض المحروقة" فيها وتفريغها من سكانها واعتقال الذكور منهم ونقل النساء إلى "مجمعات".

وثمة إحصائيات تفيد بأن أكثر من 180 ألف كردي لقوا حتفهم في الحملة وأن كثيرين منهم دفنوا أحياء في صحراء الجنوب العراقي، كما تم تدمير ما يقرب من 2000 قرية وإجبار قرابة نصف مليون مواطن كردي على الإقامة في قرى أقامتها الحكومة العراقية آنذاك، خصيصا كي يسهل السيطرة عليهم، وجرى إلقاء القبض على ما يقارب من 1000 مواطن كردي جرى تصفيتهم ودفنهم في قبور جماعية في مناطق نائية من العراق.

اقرأ أيضا: لماذا تخشى إيران نتيجة استفتاء كردستان العراق؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل