المحتوى الرئيسى

«هنا القاهرة».. قصة أول نداء شق الأثير العربي.. العدوان الثلاثي استهدف 'الإذاعة المصرية' فانطلق من دمشق .. فيديو

04/14 17:45

في تاريخ الإذاعة العربية محطات لا تنسى ومواقف نبيلة خلفتها الأزمات وخلدتها سطور التاريخ لتكون دليلا للباحثين عن مجد الإذاعة والسائرين على خطى روادها.

«هنا القاهرة» تلك العبارة التي اقتحمت الأثير المصري والعربي كأول كلمة تنطق به الإذاعة المصرية بصوت مذيعها الأول "أحمد سالم" في 31 مايو 1934، ولم تستطع الحرب على مصر والعدوان الثلاثي أن يكتم صدى هذه العبارة فانطلق من دمشق.

وكان قد\ صدر عن القوات المصرية يوم الجمعة 2 تشرين الثاني سنة 1956 م البلاغ رقم 14 وجاء فيه: « في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحًا حدثت غارة جوية على قرية مصرية في أبي زعبل وكذلك على أجهزة إرسال محطة الإذاعة المصرية ما سبّب عطلًا فيها وبعض الخسائر الأخرى التي لم تحدد بعد».

وقامت طائرات فرنسية بريطانية آنذاك بتوجيه ضربات جوية على هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة صحراء أبي زعبل شمال القاهرة أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وقبل أن يلقي الرئيس المصري عبد الناصر خطبته من فوق منبر الجامع الأزهر، فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال.

وعند ذلك أعلنت إذاعة دمشق مباشرة بصوت المذيع عبد الهادي البكار «هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر» وتحوّلت الإذاعة السورية إلى إذاعة مصرية خلال أيام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وتم بث خطاب عبد الناصر من إذاعة دمشق.

وحول تلك الواقعة فقد يقول الإعلامي القدير محمد قطان الذي كان شاهدًا على هذه الحادثة - وفقا لموقع الأزمة السوري: "كنت طالبًا حين أخذتنا المدرسة للمشاركة في برنامج - ركن الطلبة - الذي كان يعده ويقدمه عبد الهادي البكار، وكنا نقف أمام الاستديو والأخبار تتوارد إلى العاملين في إذاعة دمشق عن الاعتداء بالطيران على مصر، والفوضى والقلق والتوتر يعم أرجاء الإذاعة وكان يقف كل من يحيى الشهابي ومحمد الخاني وهائل اليوسفي وفؤاد شحادة يتناقشون ماذا يمكن للإذاعة السورية أن تقدم لمصر الجريحة تحت قصف الفرنسيين والبريطانيين وخاصة أنه تم تدمير محطات الإرسال للإذاعة المصرية".

ويستكمل قطان: "كان عبد الهادي البكار في طرف آخر من الاستديو، وفجأة اقتحم البكار استديو الأخبار من دون استشارة أحد أو أخذ أي موافقة، وجلس خلف الميكرفون ليطلق لصوته العنان صارخًا من شدة اللوعة والأسى «هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر» وهكذا تحوّلت الإذاعة السورية إلى إذاعة مصرية خلال أيام العدوان الثلاثي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل