المحتوى الرئيسى

تباين ردود الأفعال العربية والدولية بشأن الضربات العسكرية على سوريا (تقرير)

04/14 20:20

شنت الدول الثلاث (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) عملية عسكرية على عدد من المواقع والأهداف التابعة للنظام السوري في سوريا.

واستهدفت الضربات مستودعات للجيش في مدينة حمص، ومطار المزة ومركز البحوث في برزة بدمشق، كما أعلن "البنتاجون" أنهم أطلقوا من 100 إلى 120 صاروخًا، وأشار التليفزيون السوري إلى أنهم أسقطوا 13 صاروخًا في منطقة الكسوة.

وتأتي الضربات ردًا على الهجوم الكيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية السبت الماضي، والذي أودى بحياة أكثر من 70 شخصًا، وإصابة المئات من بينهم نساء وأطفال، حيث تقول الدول المشاركة في الضربات العسكرية، والداعمة لها، أن النظام السوري، وعلى رأسه بشار الأسد، هو المسئول الأول عن هذا الهجوم الكيماوي.

وتباينت ردود الأفعال العربية والدولية ما بين مؤيد ومعارض بشأن هذه الضربات العسكرية، حيث يرى البعض أنها مشروعة ومستحقة ووجهت رسالتها بشكل قوي، فيما رأي البعض الآخر أنها انتهاك صريحا للقانون الدولي، فيما رأى آخرون أنه لا بديل عن الحل السياسي لإنهاء الازمة السورية.

أعلنت كل من السعودية وقطر وسلطنة عمان عن تأييدها للضربات الصاروخية التي قامت بها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على عدد من الأهداف العسكرية في سوريا.

فيما أعلن مجلس التعاون الخليجي هو الآخر عن دعمه للضربات العسكرية، حيث أكد  الأمين العام للمجلس الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، ضرورة إنهاء معاناة الشعب السوري بعد سنوات من الحرب المدمرة، داعيا الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية لإنهاء الأزمة السورية.

كما أعلنت البحرين عن تأييدها الكامل للعمليات العسكرية مشيرة إلى إنها ضرورية لحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية ومنع استخدام أي أسلحة محظورة من شأنها زيادة وتيرة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية.

وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضربات العسكرية، مشيرًا إلى أنها بعثت برسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد مفادها أن "المذابح لن تمر دون رد".

وأشار إلى أنه كان يجب الدفاع عن الشعب السوري البريء منذ فترة طويلة، واصفاً الضربات العسكرية بأنها «صائبة». وقال: «نجد الضربة الثلاثية على سوريا صحيحة فمن غير الممكن أن تبقى هجمات النظام من دون رد»، مضيفاً «لا يمكننا تأييد ما تعرض له الأطفال الصغار بالأسلحة الكيميائية، وينبغي على الفاعل أن يدفع ثمن ذلك».

من جانبها، أبدت المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، دعمها للضربات العسكرية، مؤكدة أنها "كانت ضرورية وملائمة للحفاظ على فعالية الحظر الدولي لاستخدام الأسلحة الكيماوية ولتحذير النظام السوري من ارتكاب انتهاكات أخرى". ورأت ميركل أن الهدف من الغارات الموجهة يتمثل في "تقليص قدرة النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية وردعه عن ارتكاب انتهاكات أخرى لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية".

أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو موافقة بلاده على قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شن ضربات على الترسانة الكيميائية في سوريا.

وقال ترودو، في تصريحات صحفية، إنه يدعم قرار الدول الثلاث "اتخاذ اجراءات لاضعاف قدرة النظام السوري على شن هجمات بأسلحة كيميائية على مواطنيه".

وأعلنت أستراليا عن تأييدهما للضربات العسكرية على سوريا، مشيرة إلى أن قصف الأهداف السورية هو "رسالة واضحة إلى النظام السوري وداعميه روسيا وإيران، بأنه لن يكون هناك تسامح مع استخدام السلاح الكيميائي".

وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي دعم بلاده للضربات العسكرية على سوريا والتي استهدفت المواقع المرتبطة بقدرات الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وأعلن رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك، دعم الاتحاد للضربات الثلاثية ضد النظام السوري، مشيرا في تغريدة نشرها على تويتر، أنّ الضربات الثلاثية، أظهرت للنظام السوري وروسيا وإيران بأنهم لن يواصلوا ارتكاب مأساة إنسانية، دون دفع ثمن لذلك على الأقل.

كما أيّد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج في بيان، الضربات العسكرية، مؤكدا أنها "ستقلل من قدرة النظام على مهاجمة شعب سوريا بالأسلحة الكيماوية".

وعبر برلمانيون جمهوريون في الكونجرس عن ارتياحهم للضربات. وقال السناتور كوري غاردنر ان هذه العملية "ضرورية" لأن الأمر يتعلق "بمعركة بين الخير والشر، معركة بين الولايات المتحدة والوجه المظلم للبشرية".   

أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم الصاروخي الذي قادته الولايات المتحدة على سوريا ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال بوتين إن التحركات الأمريكية في سوريا زادت الكارثة الإنسانية سوءا وسببت المعاناة للمدنيين فضلا عن إلحاق الضرر بالعلاقات الدولية.

ووصفت الخارجية الصينية في بيان الضربات الجوية بأنها "انتهاك للقانون الدولي".

ووصفت الخارجية العراقية، في بيان الضربات الجوية بأنها تصرف "خطير"، مشيرة إلى أن "عملا كهذا من شأنه جر المنطقة الى تداعيات خطيرة تهدد أمنها واستقرارها وتمنح الاٍرهاب فرصة جديدة للتمدد بعد أن تم دحره في العراق وتراجع كثيرا في سوريا".

واعتبر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا "جريمة" ولن تحقق أي مكاسب. مضيفاً ، في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني، «لن يحقق حلفاء أمريكا أي إنجازات من وراء الجرائم في سوريا. مهاجمة سوريا جريمة. إن الرئيس الأمريكي ورئيسة الوزراء البريطانية ورئيس فرنسا مجرمون».

وأعلن حزب الله اللبناني عن إدانته للهجوم، مؤكدًا دعمه الثابت للشعب السوري وسيادته وسائر شعوب المنطقة.

وأضاف الحزب، أن الهجوم يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وهو تأييد صريح ومباشر لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب الصهيونية التي طالما رعاها ومولها ووفر لها أسباب الدعم المادي والسياسي والإعلامي،

وأدان الرئيس الايراني، خلال اتصال هاتفي اجراه بالرئيس السوري بشار الاسد، العدوان الثلاثي على سوريا. مؤكداً على استمرار وقوف بلاده إلى جانب سوريا، معربا عن ثقته بأن هذا العدوان لن يضعف عزيمة الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب.

ووصف زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيرمي كوربن الضربات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد النظام السوري، بمشاركة بلاده وفرنسا، بأنها "عمل مشكوك في شرعيته". وقال إن "هذا العمل المشكوك في شرعيته، ينذر بتفاقم الصراع، ويقلل فرص المحاسبة على ارتكاب جرائم الحرب واستخدام الأسلحة الكيميائية".

وأضاف: "كان يتعين على رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، الحصول على موافقة البرلمان أولًا، بدلًا من مجرد اتباع الولايات المتحدة". وتابع: "ينبغي على بريطانيا الاضطلاع بدور قيادي في وضع حد للصراع، بدلًا من تلقي التعليمات من واشنطن، وتعريض أرواح جنودنا للخطر".، مشدداً أن "القنابل لن تنقذ الأرواح، ولن تجلب السلام".

وأعرب وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف، عن إدانته للعدوان الثلاثي على سوريا، معتبراً إياه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وقال الصراف، أن «هذا العدوان يستند إلى القوة العسكرية، فيما من المفترض أن تسود لغة السلام والعقل والمنطق والتفاوض، تجنباً للمزيد من الحروب والأزمات والقتل، وحقنا للدماء».

كما شدد على «رفض لبنان القاطع المساس بسيادته الوطنية عبر استخدام أجوائه للاعتداء على سوريا»، مشيراً إلى أن ذلك «سيجر لبنان إلى أتون الحرب بدلا من مساعدته على النأي بالنفس».

وعلق الزعيم الديني العراقي مقتدى الصدر على الضربة الغربية التي استهدفت سوريا معتبرا إياها إسهاما إضافيا في التنكيل بالشعب السوري.

وجاء في بيان نشره مكتب الصدر أن الضربة العسكرية إضافة إلى ما له من تداعيات كارثية على المنطقة عامة والعراق خاصة. ودعا الصدر العراقيين بكافة أطيافهم "عربا وكردا وسنة وشيعة وباقي الأديان"، للخروج في تظاهرة حاشدة وسلمية "ليترجموا رفضهم للظلم والتعدي على الشعوب عامة والشعب السوري خاصة على أن لا يرفع فيها أي شعار سوى أعلام سوريا والعراق فقط".

وأكدت المعارضة الديموقراطية في الكونغرس الأمريكي أن أي عمل عسكري واسع لاحقا يتطلب رؤية استراتيجية محددة وتصويتا في الكونغرس.

ودعت زعيمة الأقلية الديموقراطية في الكونغرس نانسي بيلوسي الرئيس ترامب الى تقديم خطة مفصلة إلى الكونغرس اذا كان يريد توسيع عمله العسكري. وقالت في بيان إن "ليلة من الضربات الجوية لا يمكن ان تكون بديلا لاستراتيجية متماسكة".

وأضافت أن "على الرئيس أن يأتي الى الكونغرس ليطلب موافقة جديدة على استخدام القوة العسكرية وتقديم مجموعة واضحة من الأهداف والعمل على أن يحاسب "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" على حمام الدم الذي سمح به".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل