الشربيني وعبده .. بين ماض تميز وحاضر يزدان للغد - أهرام سبورت

«للأيام رائحة .. كما المدن وما بين ماض تميز على الأزمان وحاضر يزدان لاستقبال الغد عشت زمنين وجوبت خلالهما في عيون البشر وأبحرت في مشاعرهم من دون ملل أو ضجر أتوقف للحظات أمام موهبة كتبت اسمها بقدميها  أو نابغة يزيل بصوته جبال الحزن والآلم  كمصابيح  فجر».

بين المحمدين، عبد اللطيف الشربينى الشهير بميمي الشربيني وعبده عثمان آل دهل أكثر من وجه شبه ليس في الاسم الأول فقط، وأنما في الدور الذي لعباه سواء نفاثة  جيله،  أو صاروخ عصره  رغم لكل واحد منهما شخصيته الفريدة والتى تميزه عن غيره، مما يتمتع به من سمات وخصائص تخالف غيره، تماما كالبصمة ، أو الصوت أوالعين حيث رسمت لكل واحد منهما الاقدار لعب دور القدوة في مجاله وزمنه في فترة التحولات الكبرى فانتشلا زمنهما من حالة الجمود إلى حالة الحركة. وهذه الثنائيَّة التي شكلت وتشكل لكل واحد منهما في مجاله المحورَ الرئيس الذي يقرِّر ظهورَ وتقدُّمَها وازدهارَها، أَو ضُمورَها وانهيارَها.

والقدوة هو الذي يقتدى ويحتذى به من حيث جعله أسوة ومثالاً ونموذجاً لسلوكيات وتصرفات الآخرين وعادة ما يمثل شخص المقتدَى به قدراً من المثالية والرقي والسمو عند  زملائه  ومحبيه، والقدوة تنطوي في داخلها على نوع من الحب والإعجاب الذي يجعل المقتدِي يحاول أن يطبق كل ما يستطيع من أقوال وأفعال

الأول ميمي الشربيني كان الزمن  في   حاجة لوجوده ففي نهاية الستينيات وبعد اعتزال أغلب نجوم الاهلي ومصر ، استمر الشربيني مع الفريق الجديد الذي أطلق عليه "فريق التلامذة" ليطلق عليه المستكاوي لقباً جديداً هو "الألفة".. وكما عاصر الشربيني أجيال الضظوي وصالح سليم ورفاقهم، كان شاهداً على بدايات الجيل الجديد الذي تألق في السبعينيات والذي كان يضم على سبيل المثال لا الحصر حسن حمدي وفتحي مبروك وسمير حسن وصفوت عبد الحليم ومروان كنفاني وفؤاد أبو غيدة وإبراهيم عبد الصمد ومصطفى عبده وإكرامي الشحات ومحمود الخطيب ومصطفى يونس وعبد العزيز عبد الشافي "زيزو".

وقدم النفاثة نموذجا في قيادة عملية تواصل الاجيال وحماية تجربة عريقة من الانقراض لاسيما وان نكسة يونيو كادت ان تخلص على كرة القدم المصرية بعدما جندت كل الامكانات لخدمة قواتنا المسلحة من اجل اعادة البناء للاعداده لمعركة الثأر وتحرير الارض.

والثاني محمد عبده كانت الاجيال في حاجة اليه و يقتضي وجود قدوة يتبعها الأخرون لكونه يشكل نموذجا فريداً وهاماً على مستوى المجموع  في نقل الاداء الجميل والأفكارالمبدعة في النغمة  والقيم والسلوكيات الصحيحة  لما يتمتع به من فضائل وأخلاقيات وصفات حسنة، فإن قبول الآخرين لوجود الفضائل وتصديقهم بإمكانية الوصول إليها والتحلي بها 

والدور الذي يلعبه الان فنان العرب محمد عبده أشهر الفنانين العرب من خلال التقاليدَ والاعرافٍ والقِيَمٍ والتي ورثَها من الفترة الرائعة التي واكبها لكبار المطربين والملحنين والشعراء، قبل أَنَّ تنحدرُ الاغنية العربية نحو الانقراض التدريجيِّ لاسيما وانها تمر منذ فترةٍ طويلة بحالة جمودَ محزِن أَو تراجُعَ مؤسِف بسبب التبعيَّة الثقافيَّة التي تعد استعمارٍ جديد .