المحتوى الرئيسى

كل ما نعرفه عن فيلم نادين لبكي "كفرناحوم" الذي ينافس على السعفة الذهبية لمهرجان كان

04/13 17:13

تعيش السينما اللبنانية أكثر أحلامها جموحاً هذا العام، فبعد ترشيح فيلم زياد الدويري "قضية 23" لجوائز الأوسكار ليصبح أول فيلم لبناني يصل إلى الأوسكار، تمكن يوم أمس فيلم نادين لبكي "كفرناحوم" من الوصول إلى المجموعة الرسمية لمهرجان كان السينمائي (يبدأ في 8 أيار)، بعد غياب نحو ثلاثة عقود للسينما اللبنانية، منذ إدراج آخر أفلام مارون بغدادي "خارج الحياة" في المجموعة الرئيسية لنسخة العام 1992، إذ فاز يومذاك بجائزة لجنة التحكيم.

لم تقدم لبكي بعدُ كثيراً من التفاصيل عن فيلمها، الذي يتحدث عن طفل يقرر مواجهة أفراد عائلته ورفع دعوى قضائية عليهم لأنهم تسببوا بمجيئه إلى عالم زاخر بالقسوة.

تجري أحداث الفيلم في قرية شرق أوسطية لا يتم تحديدها، لكن ينطبق عليها الوضع السيىء الذي تعيشه المنطقة من الناحيتين الأمنية والسياسية. شارك في كتابة الفيلم، بالإضافة للبكي، جهاد حجيلي وميشيل كسرواني (مغنية وناشطة إجتماعية)، وأنتجه زوج لبكي الموسيقي خالد منزر، الذي يقدم تجربته الأولى في مجال الانتاج.

بدأت لبكي بالحضور في مهرجان كان عام 2007، عندما شارك فيلمها "كاراميل" ضمن أسبوع المخرجين، ثم بعد أربع سنوات شارك فيلمها "هلأ لوين" في مسابقة "نظرة ما" التي تعتبر أدنى بدرجة واحدة من المسابقة الرسمية، وقد أصبحت جزءاً من لجنة تحكيمها الخاصة في العام 2015.

في نسخة ذلك العام، افتتح أول انجازات لبنان في المهرجانات، عندما فاز فيلم إيلي داغر التحريكي "موج 98" بجائزة أفضل فيلم قصير، لتوضع السينما اللبنانية في الواجهة من جديد، ويقرر المهرجان الاحتفاء بها بعد عامين، إذ استذكر مخرجاً لبنانياً منسياً هو جورج نصر، الذي تمكن في العام 1962 من المشاركة بفيلمه "إلى أين" (رممته شركة قبوط اللبنانية للإنتاج) في المسابقة الرسمية للمهرجان (هو استاذ لبكي في الجامعة، وقد استوحت منه اسم فيلمها "هلأ لوين").

هذا المسار لم يأتِ بطريق المصادفة، كما يبدو واضحاً، إذ استطاعت مجموعة مؤسسات لبنانية متخصصة بالأفلام المستقلة - الفنية (التي تعتبر أفلام مهرجانات بشكل أساسي) تعزيز حضور المنتج اللبناني ضمن المسابقات العالمية، مستفيدةً في الوقت نفسه من ازدياد الطلب على الأفلام العربية بشكل عام منذ اندلاع الثورات عام 2011.

شارك غرداستطاعت مجموعة مؤسسات لبنانية متخصصة بالأفلام المستقلة الفنية تعزيز حضور المنتج اللبناني ضمن المسابقات العالمية، مستفيدةً في الوقت نفسه من ازدياد الطلب على الأفلام العربية بشكل عام منذ اندلاع الثورات عام 2011

الجامع المشترك بين هذه الأفلام هو تقديمها مستوى تقنياً ممتازاً يسمح لها بالدخول في المنافسة في أي مهرجان عالمي، وإطلاق أسلوب شبه تجاري يحقق أرباحاً نسبية في صالات العرض، ويتيح إعادة قسم من التكاليف. علماً أن التركيز الأكبر هو على مواضيع تتحدث عن صراع طائفي أو ديني مع خلفية حرب أهلية، لأن التحليل الأكثر رواجاً في أوروبا بشأن الأزمات العربية يتمحور حول صراع الأديان.

ينطبق هذا على فيلمي "هلأ لوين" و"قضية 23" اللذين يعالجان قصصاً تتحدث عن مواجهات طائفية، وأيضاً على فيلم لبكي "كفرناحوم" الذي يشير عنوانه إلى القرية التي عاش فيها السيد المسيح وكُتب عنها كثيراً في الكتاب المقدس.

ومن باب المصادفة أُختير هذا العام الفيلم العربي "يوم الدين" في المسابقة الرسمية، للمخرج المصري أبو بكر شوقي، الذي يقدم أول أعماله الطويلة التي تتحدث عن معاناة رجل ينتمي إلى الأقلية القبطية في مصر.

ينافس فيلم لبكي جان لوك غودار، المخرج الفرنسي الكبير الذي غيّر وجه السينما العالمية في العقود الماضية، ويعتبر أبرز مخرجي موجة الستينيات التي ترافقت مع حراك نقدي وثقافي – سينمائي لا يزال مسيطراً حتى اليوم في أوروبا، بالإضافة إلى أعمال مهمة لمخرجين آخرين أصغر سناً، استطاع كل منهم بطريقته، أن يتحول إسماً براقاً في السينما.

من هؤلاء، مجموعة سينمائيين آسيويين، أولهم جيا زانكي المخرج الصيني الذي ينتمي إلى الجيل السادس من مخرجي الصين، الذين قدموا في العقود الماضية أعمالاً بديعة استطاعت طرح وجهة نظر اجتماعية وسياسية غير مسبوقة في الصين، وقد تعرضت للمنع والمعارضة الدائمة، ومخرج آخر لا يقل إشكالية سياسية عن زميله، هو جعفر باناهي الإيراني الذي يواجه منذ العام 2009 مشاكل مع الحكومة الإيرانية، لم تمنعه من إنجاز أعمال رائعة لا تقل أهمية عن أفلامه الأولى التي نفذها مع عباس كياروستامي ومحسن مخملبف.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل