المحتوى الرئيسى

سر اختيار رسول الله لرحلة «الاسراء والمعراج».. خطيب الجمعة بـ«السيدة نفيسة»:الرحلة تُذكر المسلمين بواجبهم تجاه «الأقصى»..تطمئن كل مغلوب على أمره بقرب نصر الله.. وأكثروا من هذا الدعاء

04/13 16:11

•الماديون أغرقوا أنفسهم في استيعاب «الإسراء والمعراج »

•نبوءة رسول الله تحققت في زمانه ومستمرة حتى اليوم

•سماحة تشريعات الإسلام جعلته أسرع الديانات انتشارًا في زماننا

•« الاسراء والمعراج » رسالة لكل مغلوب على أمره

•حضور «الأقصى» في الإسراء والمعراج يُذكر الأمة بواجبها تجاهه

ألقى الدكتور مصطفى عزت حميدان، من علماء وزارة الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم بعنوان: «دروس حول الإسراء والمعراج»، بحضور الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، واللواء عبد المقصود على رئيس حي الخليفة، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، بمسجد «السيدة نفسية»، بمحافظة القاهرة.

قال الدكتور مصطفى عزت حميدان، من علماء وزارة الأوقاف، إن الله سبحانه وتعالى مجد نفسه، وعظم شأنه بقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه، فقد قال الله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ » الآية الأولى من سورة الإسراء.

وأضاف أنه قد عظم الله عز وجل شأنه وهو يتحدث عن هذه الرحلة العجيبة، التي حملت بشرًا –رسول الله صلى الله عليه وسلم- من الأرض إلى السماء وأعادته إلى الأرض، ليقول الله تعالى للعالمين أن هذا الكون كله في قبضته جل وعلا، مشيرا إلى أن الماديين أغرقوا أنفسهم في كيفية انتقال النبي -صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وكذلك كيفية الإعراج به .

وأوضح «حميدان» أن الدرس الذي نستلهمه من هذه المعجزة، التي هي من أعظم معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الذي حمل نبينا -صلى الله عليه وسلم- بهذه الكيفية هو وحده الذي حمل هذه الرسالة ونشرها في أرجاء الكون.

ونبه إلى أنه قد تتحقق ما نبأ به النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما أقسم لعدي بن حاتم: «والله ليُتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون»، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا»، منوهًا بأنه تحققت نبوءته -صلى الله عليه وسلم- وانتشر الإسلام في زمانه، ولا يزال ينتشر في زماننا، بل إنه أسرع الديانات انتشارًا في زماننا اليوم.

وأفاد بأن هذا الانتشار الواسع سببه سماحة تشريعات الإسلام ويُسر أحكامه، وذلك ليس فيما يتعلق بشأن المسلمين، وإنما حتى مع المخالفين والأعداء، لأن الله تعالى قال في عنوان رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ » الآية 107 من سورة الأنبياء .

وأشار إلى أن إمامة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- للأنبياء في المسجد الأقصى تؤكد على أواصر الأخوة بينهم، هذا المعنى الذي تكرر في الإسراء والمعراج، فكانوا يستقبلونه كلما حل في سماء بالترحاب.

واستشهد «حميدان» بما قال -صلى الله عليه وسلم-: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ»، أي أن مصدر الرسالات جميعًا واحد وهو الله تعالى، واتفقت جميع الرسالات على الدعوة لله جل في عُلاه، ولا إله غيره، كما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة، فقال لعمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-: «والذي نفس محمد بيده، لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي»، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- تقريب هذا المعنى بشكل وصفي لهم.

وأكد أنه في الإسراء والمعراج درس كبير لكل مهزوم وكل مكلوم ومغلوب، بأن الحق ظاهر منصور، وأن الباطل مهما علا شأنه فهو زاهق، فنحن نتعلم من رحلة الإسراء والمعراج درسًا مهمًا وهو أن معية الله سبحانه وتعالى مع عباده وأوليائه، فلن تغيب عن أوليائه، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى أكد عالمية هذه الرسالة، فهي للإنس والجن، وجعل الله تعالى هذه التسرية بالإسراء، ثم السمو بالمعراج، في أصعب الأوقات على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وكأنه تعالى أراد أن يقول لرسوله –صلى الله عليه وسلم- بهذه الرحلة ، أنه لو لم تسعك الأرض لوسعتك السماء.

وكشف سر اختيار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرحلة الإسراء والمعراج دون غيره من الأنبياء، منوهًا بأنه ليس لأنه الحبيب المصطفى ولا لأنه خاتم الأنبياء، وإنما لمقام العبودية، فهو –صلى الله عليه وسلم- كان عبدًا لله تعالى في السراء والضراء، فيب المنن والمحن، فصعد إلى سدرة المتهى وعاد إلى الأرض، ليتواضع للأتباع وهو السيد المتبوع، مستشهدًا بقوله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ» الآية الأولى من سورة الإسراء، فقد قال تعالى عبده ولم يقل مصطفاه.

ولفت إلى أن المسجد الأقصى كان حاضرًا في رحلة الإسراء والمعراج بقوة، لارتباط الوثيق بين المسجد الحرام والأقصى، حيث ورد عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قُلْتُ : « يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ ؟، قَالَ : الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ أَيُّ ؟، قَالَ : الْمَسْجِدُ الأَقْصَى ، قَالَ : قُلْتُ : كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكْتَ الصَّلاةَ فَصَلِّ، فَإِنَّمَا هُوَ مَسْجِدُكَ».

وتابع: وهذا التلازم بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام، يُذكر الأمة بهذا الواجب الديني تجاه المسجد الأقصى ، ويُحيي معنى الأخوة والتناصر لنصرة هذا الدين وتطهيره من دنس المعتدين.

وأوصى بالإكثار من الدعاء من أجل نصرة القدس وتطهير المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنه على المسلمين ألا تغيب قضية الأقصى وأن تظل نصب أعينهم، وعليهم بالدعاء، منوهًا بأن الدعاء ليس وسيلة العجزة وإنما هو وسيلة الكبار من الناس وشأن العُباد والزُهاد ووسيلة أولياء الله بل هو وسيلة أنبياء الله.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل