المحتوى الرئيسى

تحقيق: نظام دمشق يحبس أنفاسه في انتظار ضربة أمريكية محتملة

04/13 11:48

تشهد دمشق حركة خفيفة منذ ثلاثة أيام في حين قامت الحكومة السورية بتجهيز مقرات طوارئ لإداراتها وإخلاء العديد من المقرات الحكومية الهامة بالتوازي مع تخفيض عدد الموظفين في كثير من الإدارات. شوارع العاصمة دمشق تشهد حركة بسيطة ليس كما هي العادة، بل هي أقرب الى حركة حذرة، وخلت أغلب شوارع العاصمة ومداخلها الرئيسية من الازدحام المعتاد. مصادر إعلامية مقربة من السلطات السورية أكدت لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن العديد من المؤسسات الحكومية الخدمية والأمنية في وسط العاصمة، وضعت في حالة استنفار وجهوزية على مدار الساعة، تحسبا لاحتمالات استهدافها بالضربة العسكرية الأمريكية. وعمدت مؤسسات أخرى إلى تقليص عدد موظفيها الموجودين على رأس عملهم، وذلك من خلال منح غالبيتهم إجازة حتى بداية الأسبوع القادم. وأضافت المصادر أن مؤسسات أخرى بعضها ذات طابع إعلامي جهزت مقرات الطوارئ الخاصة بها والمزودة بجميع التقنيات، لنقل مكان العمل إليها فور وقوع أي ضربة عسكرية.

وقال ابراهيم علي البالغ من العمر 29 عاماً، يعمل موظفا في شركة خاصة وسط العاصمة دمشق "منذ ثلاثة أيام ومع تصاعد التهديدات الأمريكية على سوريا، يعيش سكان العاصمة وأطرافها، حالة من القلق والخوف من قصف أمريكي ممكن أن يستهدف مواقع داخل العاصمة دمشق". وأضاف علي "حالة خلو الشوارع اليوم تذكرنا بأيام سقوط القذائف بالعشرات على العاصمة دمشق، وحتى السيارات والمارة حركتهم سريعة، واختفى الاختناق المروري في منطقة البرامكة وجسر فكتوريا وسط العاصمة.. بصراحة هناك حالة من الخوف والقلق، وخروج البعض نهاراً لاعتقادهم بأن ضربة أمريكية إن حصلت ربما تحصل ليلاً ".

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

ويعتبر عماد عبد الرزاق (45 عاماً) يعمل في شركة حكومية أن "التهديد بضربة أمريكية على سوريا، يأتي بعد انتصار الجيش السوري وتحريره مناطق في محافظة دير الزور وتدمر، ووصولاً الى الغوطة الشرقية وعين الجيش على محافظة درعا ثم بقية المناطق". ويضيف عبد الرزاق لـ د ب أ "بعد أن فشل المشروع الامريكي وشركاؤه في سوريا، ربما يسعى الرئيس الامريكي دونالد ترامب لابتزاز الدول التي طلبت الضربة، وتحديدا دول الخليج، لعله يحصل على أثمان أكبر حال هذه الضربة إن وقعت كحال ضربة مطار الشعيرات التي دفعت ثمنها السعودية مليار دولار" بحسب تعبيره.

المواطن السوري كمال حسين (55 عاماً) من محافظة اللاذقية يقول "التهديدات بالقصف الأمريكي على سوريا بمثابة صراع روسي أمريكي، وسبب حالة استنفار كبيرة في القواعد الروسية، ولم نعد نشاهد جنودا روس في مدينة اللاذقية ، المعركة هي روسية أمريكية على أرض سوريا، واعتقد أن الصواريخ ستسقط قبل وصولها الى أهدافها". ربا الناصر - معلمة تقول لـ ( د ب أ ) "تهديدات أمريكا هي حلقة من حلقات حرب السبع سنوات التي تعيشها سوريا، وتأتي هذه الضربة المتوقعة لإظهار آخر فصيل مسلح وهو جيش الاسلام بمظهر المنتصر بعد رضوخه للخروج من دوما". وتضيف الناصر " لا مبررات للقيام بمثل هكذا عدوان على الدولة السورية خاصة وأن مزاعم الهجوم الكيماوي لم يتم التحقق منها".

علاء يحيى من ريف حلب الشمالي "تهديدات أمريكا بضربات جوية على سوريا، هي مسرحية لا أكثر، لقد أبلغ الروس قبل قصف مطار الشعيرات بعدة ساعات، وتم سحب جميع الطائرات والان يعاد ذات السيناريو". محمد حمود طالب جامعي "غطت التهديدات الأمريكية على الجميع لقد نسينا انتصار الغوطة، ونسينا المختطفين في الغوطة، اليوم حديث الجميع متى ستكون الضربة وأين". ويضيف حمود "غادرت بعض العائلات مدينة دمشق إلى محافظات أخرى، ولكن ليست بأعداد كبيرة خوفا من ضربة أمريكية وذلك لاعتقادها بأن الضربة ستطال العاصمة دمشق دون سواها".

أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.

فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".

أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".

يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".

دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.

وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل