بريد الوطن| كل الأشياء تعمل معاً للخير

كان يوجد ملك لديه وزير يتقبل كل ما يحدث بقلب مؤمن ومحب وشاكر، وكان يرد باستمرار كله للخير، سواء كان الموقف إيجابياً أو سلبياً، وكان كلام هذا الوزير يغضب الملك، وفى يوم من الأيام فى إحدى جولات الملك للصيد انقطع له أحد أصابع يده، فعاد متألماً منزعجاً، وكان رد فعل الوزير العبارة السابقة نفسها «كله للخير»، وهنا لم يحتمل الملك الموقف وصرخ قائلاً: «أنا أفقد إصبعى وتعتبر هذا خيراً»، وقرر وضع الوزير فى السجن عقوبة له، وبعد ذلك قرر الملك أن يذهب إلى الصيد مرة أخرى توغل فى الغابة وابتعد عن حراسه، فهاجمته قبيلة من البدائيين وأوثقوه واقتادوه ليقدم ذبيحة لآلهتهم، ولكنهم بعد أن قرروا ذلك فوجئوا بأن لديه إصبعاً مقطوعاً، وهذا لا يجوز، لأن الذبيحة يجب أن تكون سليمة، فتخلوا عنه وحلوا وثاقه وتركوه مرغمين، عاد الملك إلى قصره وتذكر قول الوزير فحزن جداً لما فعل مع الوزير وأمر بإطلاق سراحه وأتى به إليه وأخبره بما حدث، وكانت المفاجأة لقد ردد الوزير نفس العبارة «كله للخير»، وقال متجهاً نحو الملك: «لقد سجنتنى وكان هذا السجن خيراً لى لأنه لو كنت معك لقدمونى ذبيحة بدلاً عنك»، نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، هذه القصة توضح لنا أن كل الأمور للخير، وأنه مهما حصل للإنسان من أمور ليست فى مصلحته وأنها شر، ولكن الله له مقصد وقادر أن يحولها إلى خير ومنفعة للإنسان، الله وحده هو الذى يعطى السلام الداخلى وليس رجل الأمن!

                                                   محام بالنقض - أبوتيج