مات الجنوبي.. عبد الناصر علام الشاعر الذي قدمه الأبنودي في معرض الكتاب

«سعيكم مشكور يا سادة».. كلمات جمعتها إحدى القصائد الشعرية للراحل عبد الناصر علام، شاعر العامية الذي فارق الحياة على فراش المرض بمعهد أورام سوهاج، عن عمر يناهز 52 عامًا.

كانت إحدى أهم قصائد الشاعر الكبير الراحل عبد الناصر علام، تلك التى ألقاها في حضور الخال عبد عبد الرحمن الأبنودي بلغة أهالى الصعيد، كشاعر يعزف على نغمة خاصة، لا تشبه غيره، قال فيها «شفت عساكر دورية بتدور على الحرامية.. حرامية عيني عينك، وشايفهم أو شايفنك».

ونالت قصيدة «الخرس المباح»، إعجاب الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في عام 2002، على منصة الأمسية الشعرية المقامة ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب، ويعد الراحل شاعر العامية الوحيد الذي قدمه الأبنودي بنفسه في معرض الكتاب، واستطاع أن يحفر اسمه بين الشعراء الكبار، فكان صوتًا متفردا لا يشبه أحدًا، تكمن موهبة بقربه من الناس وتعبيره عن آمالهم وآلامهم.

عبد الناصر علام، الذي يعمل مدرسًا في مدرسة أبو بكر الصديق الإعدادية بمركز نجع حمادي في قنا، ناداه الشعر فاستجاب، وكان ديوانه الأول «أنقذنى» الذى نشره فى عام 1997، هو بدايته مع الوسط الثقافى الذى احتفى به، ما شجع علام كثيرًا على الاستمرار وإنتاج المزيد، ونشر ديوانه الثاني «دلوقتى أقدر» عام 1999، وبعد سنتين فاز بجائزة المجلس الأعلى للثقافة لشعر العامية 2001، وتوالت دواوينه لتشكل تجربة تحمس لها العديد من الشعراء والمثقفين.

عبد الناصر علام، الذي أسماه العديد بـ«الجنوبي» كان رجلًا ودودًا طيب الصحبة حلو اللسان، صاحب اليد المرسومة بأصابعها الخمس على وجه المعنيين، برعاية الأدباء والمثقفين، الرجل الذي عانى وقاسى في سرير المرض، ولم يلتفت إليه إلا قليل من أصدقائه ومعارفه.

الشاعر القناوي فتحى عبد السميع، قال إن عبد الناصر علام من الشعراء الذين يتبنون القضايا الجماهيرية العامة ويمتلكون القدرة على مخاطبة قطاع عريض من الناس.

وأوضحت ريم عبد الناصر علام، نجلة الشاعر الراحل، أن والداها أصيب بورم خبيث واحتجز داخل معهد الأورام في سوهاج، فظل يعاني منه طيلة الأشهر الماضية، وأصيب مؤخرا بمرض الفشل الكلوي، وناشد وزارة الثقافة أكثر من مرة أملًا فى السفر خارج مصر للعلاج، إلا أن ذلك لم يحدث، وتوفي داخل المستشفى.

يذكر أن الشاعر عبد الناصر علام، هو أحد كبار شعراء العامية، وقد احتفى به الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي، وله العديد من الدواوين الشعرية، وحصد عدة جوائز من المجلس الأعلى للثقافة، وإقليم جنوب الصعيد، ووسط الصعيد.