المحتوى الرئيسى

دليلك للتعامل مع انفعالات ابنك في مرحلة المراهقة

04/13 00:26

مرحلة المراهقة من المراحل العمرية الهامة جدًا في حياة أي فرد، ومن أصعب المراحل على المراهق والمحيطين به، ويشكو الكثير من الآباء والأمهات من عدم القدرة على التعامل مع أبنائهم في هذه المرحلة الحرجة، ولكي نستطيع تخطى هذه المرحلة بسلام لا بد من معرفة خصائصها حتى نتمكن من التعامل معها بشكل سليم.

من المعلومات الشائعة عن مرحلة المراهقة وعند سؤال أي شخص ما هي مرحلة المراهقة تجده يقول بشكل تلقائي إن مرحلة المراهقة هي المرحلة التي تكون بين الطفولة والرشد، ويحدث فيها البلوغ وتغيرات كبيرة جدا سواءً كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو انفعالية أو تكوين شخصيته وغيرها من الجوانب التي تتغير تغيرًا كبيرًا.

ومن الجوانب الهامة التي لا يمكن إهمالها الجانب الانفعالي الذي الذي ينمو وتحدث فيه الكثير من التغيرات والتي تأتي أهميتها بنفس أهمية الجوانب الأخرى، والجانب الانفعالي لكي نوضحه فهو يشمل المشاعر والانفعالات والعصبية وغيرها من الجوانب، مثل الخوف، والقلق، وعدم الاستقرار.

ومن المظاهر الانفعالية في حياة المراهق أن الانفعالات لديه غير ثابتة، وغير مستقرة، كان يحزن بشدة على شيء ما لدرجة شديدة، ويفرح لدرجة تظن أنه سيطير بسبب فرحته بشيء ما، فانفعالات المراهق سريعة وتتغير بسرعة عند مقارنتها بالكبار.

ومن مظاهر عدم استقرار الانفعالات عند المراهق أيضا، تقلب مزاجه السريع، فسريعا ما يتحول من الحزن إلى الفرح أو العكس، أو من الغضب إلى الهدوء، ويرجع ذلك إلى أسباب داخله لا يعبر عنها لأحد، وهذه الأسباب أيضا تؤثر عليه في جميع حالاته.

وكثير ما يشعر المراهق بالذنب عن الأخطاء التي يقع فيها، و يرى أنها تخرج عن الصورة المثالية التي يريد أن يصل لها ويطمح في أن يكون عليها، ويحاسب نفسه كثيرًا على هذه الأخطاء والأفكار الخاطئة والسلبية التي يفكر فيها.

ومن مظاهر عدم الاستقرار الانفعالي للمراهق أيضا أن يستسلم لأحلام اليقظة، أي أن يستسلم لخياله ليعيش فيه ويحقق في به فقط ما يريد أن يحققه، ولا ينفذ منه شيئا، فهي سلاح ذو حدين إما أن تشجع المراهق على تحقيق ما يريد، أو تؤدي به إلى الاستسلام إلى هذه الأحلام وتعطله عن تحقيق ما يحلم به ويكتفي بها.

كما يوجد الكثير من مظاهر عدم الاستقرار الانفعالي للمراهق، ولكن يجب الآن الالتفات إلى أسباب عدم الاستقرار، وننتبه لها جيدًا حتى يمكن أن نتعامل معها بالشكل السليم:

من أسباب عدم الاستقرار الانفعالي لدى المراهق، رغبته في أن يتعامل مع الآخرين كالكبار، فهو يرى نفسه أصبح كبيرًا مثلهم ولم يعد طفلا، وذلك على الرغم من أنه لم يتخلص كليا من طفولته، فهو ليس لديه الخبرة الكبيرة مثل الكبار وكذلك لم يعد طفلا، مما يسبب له مشاعر متضاربة ومختلطة فيظهر عدم الاستقرار الانفعالي.

ومن الأسباب الهامة أيضا لعدم الاستقرار الانفعالي للمراهق، رغبته الشديدة في الاستقلال عن الوالدين ورغبته في الشعور بالاعتماد على نفسه والقيام بالأعمال، ولكن في نفس الوقت هو غير جاهز للاستقلال عنهم، فهو أحيانا يحتاج إلى آرائهم في بعض الأمور، ويحتاج لهم للقيام ببعض الأعمال لأنه لم يصل بعد لمرحلة الاعتماد على نفسه، ويحتاج لهم ماديًا وأيضا يحتاج لهم للشعور بالأمان والثقة والدعم حتى يثق في نفسه، وأفعاله ومواقفه.

ومن الأمور الهامة أيضا التي تسبب عدم الاستقرار الانفعالي للمراهق، الرغبة في تحقيق ذاته وذلك من خلال تحمل المسؤولية والقيام بالمهام التي يكلف بها، وفي نفس الوقت نتيجة لعدم توافر الخبرة لديه فهو يفشل أو يخطئ في العديد من المواقف، مما يسبب له الشعور بالإحباط، وكثير من الآباء والأمهات لا ينتبهون إلى مثل هذه المشكلة فقد يوبخون المراهق أشد التوبيخ أو يعاملوه كالطفل الذي لا يتحمل المسؤولية.

ومن هنا يجب عزيزتي الأم، وعزيزي الأب، الانتباه إلى ما يدور بداخل ابنك المراهق نتيجة للأسباب السابقة وغيرها من الأسباب الأخرى عند التعامل مع المراهق، ومن العوامل التي يجب مراعاتها عند التعامل مع المراهق ما يلي:

أولا: يجب أن تكوني عزيزتي الأم أنتي ووالده مصدر الثقة بنفسه وتساعدانه على التغلب على مشكلاته من حساسية والانسحاب من المواقف التي تسبب له الإحباط من خلال تشجيعه على ممارسة الأنشطة التي يمكن أن يحقق فيها التقدم وتكسبه ثقة في نفسه، وتمكنه من مواجهة المواقف التي يخفق فيها.

ثانيًا: يمكن أيضا عزيزتي الأم وعزيزي الأب، أن تساعدا ابنكما المراهق لتحقيق الاستقرار الانفعالي الذي يطمح إليه من خلال تشجيعه على تحمل المسؤولية وتكليفه بالمسؤليات التي يمكنه أن يقوم بها وتساعداه على الثقة في قدراته ونفسه وتمكناه من تحمل المسؤولية بالتدريج من الأسهل إلى الأصعب ومساعدته على المحاولة والاستمرار عند الخطأ فيها مع تقديم نصائح تمكنه من النجاح في ما تكلفه به من أعمال.

ثالثًا: لا يجب أن تعامل المراهق كأنه طفل، فهذا من أحد الأسباب التي تؤدي لابتعاد المراهق عن والديه وعدم طاعتهما والأخذ بنصائحهما فيجب التعامل معه، وكأنه شخص كبير قادر على تحمل المسؤولية.

رابعًا: يجب أيضا عزيزتي الأم أن تأخذي برأي ابنك في كافة الأمور التي تخصه ومناقشته فيها وأيضا الأمور التي تخص المنزل والأسرة، ولا مانع من تنفيذ اقتراحاته حتى يشعر بأنه مسؤول وذو رأي مؤثر، ويثق في نفسه ورأيه، مما يسهل أيضا التفاهم بينك وبينه.

خامسًا: يمكنكما أيضا أن تقللا من الصدام والمشكلات مع الابن من خلال تفهم التغيرات النفسية أو الانفعالية لتي يمر بها والتعامل معه من خلال مساعدته على تحقيق هذا الاستقرار الذي يطمح إليه ويمكنه من الوصول إلى التفكير والتعامل السليم.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل