المحتوى الرئيسى

بعد تلويحه بضرب سوريا.. رسائل تحذيرية من شيعة العراق لترامب

04/12 17:40

"لن نقف مكتوفي الأيدي إذا تعرضت مقدساتنا للخطر في سوريا"، رسالة تحذيرية صريحة من رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، ردا على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف وشيك ضد سوريا، بعد الهجوم بالكيماوي الذي تعرضت له مدينة دوما.

الصدر وصف تصريحات ترامب بخصوص ضرب سوريا بالاستفزازية، مؤكدا "أنها ستجر المنطقة إلى الهاوية، فالحروب ليست حلا عقلانيا على الإطلاق والتدخل بشأن الشعوب والدول أمر مرفوض، فالشعب السوري، وحكومته، هو المعني الأوحد في تقرير مصيره".

وأوضح الصدر أن العراق لن يسمح بأن تتوسع الحرب في سوريا وتنسحب على العراق، "ومن هنا نحن نبدي للحكومة العراقية استعدادنا لحماية الحدود الغربية لكي نبعد الشر الأمريكي، بل الاحتلال الأمريكي لسوريا ولن نقف مكتوفي الأيدي إذا ما تعرضت مقدساتنا في سوريا للخطر، كما أنصح الشعب السوري برفض التدخل الأمريكي وإلا تكررت مآسينا عندهم".

اقرأ أيضا: خيارات ترامب العسكرية في الهجوم على سوريا

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تلوح فيها واشنطن برد منفرد على هجوم كيماوي في سوريا، فخلال العام الماضي حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، أن واشنطن ستتخذ إجراءات "أحادية" في سوريا، إذا فشلت الأمم المتحدة في الرد على هجوم خان شيخون الكيميائي بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، والذي خلّف 100 قتيل.

وخلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن، بشأن مجزرة خان شيخون، أضافت هالي "عندما تفشل الأمم المتحدة، باستمرار، في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا"، ملوحة بصورتين لضحايا الهجوم.

وخرج الصدر حينها أيضا لينتقد تلك القرارات الأمريكية، واصفا إياها بالرعناء، ليطرح في السياق نفسه مبادرة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

وطالب الصدر في بيان له، الأسد بالرحيل لتجنيب بلاده الويلات وإعطاء السلطة لجهات شعبية قادرة على مواجهة الإرهاب، كما طالب بانسحاب جميع القوى العسكرية المشاركة في الحرب السورية وترك القرار للشعب السوري.

اقرأ أيضا: «استعدي ياروسيا لصواريخنا اللطيفة».. أبرز تصريحات ترامب المثيرة للجدل

ولم يقتصر الأمر على تحذير الصدر فقط لترامب، فنجد هاشم الموسوي المتحدث باسم حركة "النجباء" إحدى الفصائل الشيعية في العراق والتي تحارب في سوريا، يؤكد أن أي عمليات عسكرية تشنها القوى الغربية وحلفاؤها على سوريا ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة بشكل عام.

كما أكد الموسوي أن الحرب في سوريا ستكون أشبه ببرميل من البارود سوف ينفجر، ولن تتمكن القوى الغربية من السيطرة على ذلك على الإطلاق، وسوف يؤثر ذلك تأثيرا كبيرا على المشهد السياسي في المنطقة، وسيعد متنفسا لبعض العصابات كجبهة النصرة وجيش الإسلام. مشيرا إلى أن الأضرار لن تطال سوريا فقط بل سوف تطال بعض المناطق حتى السعودية لن تكون بمأمن من هذه الحرب، بحسب "القدس العربي".

منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، توجه الآلاف من المقاتلين الشيعة العراقيين للقتال إلى جانب النظام السوري ضد قوات المعارضة، وأصبحت سوريا ساحة مفتوحة للتنظيمات الشيعية والطائفية من شتى بقاع الأرض من أجل الدفاع عن نظام الأسد من الانهيار وحماية المقامات المقدسة وتشمل هذه التنظيمات: 

- لواء "أبو الفضل العباس"

- كتائب حزب الله العراقي

- "قوات الشهيد محمد باقر الصدر"

وفي الوقت الذي تستقطب فيه منطقة السيدة زينب في ريف دمشق أكبر أعداد للعراقيين الشيعة الذين نزحوا من العراق في الفترة الممتدة من 2001 و2004، نجد أن أول إجراء اتخذه المقاتلون العراقيون، هو الاندفاع إلى مقام السيدة زينب، وحاولوا إنشاء منطقة أمنية تعزله عن مواقع سيطرة المعارضة في الحسنية والذيابية جنوبا، وطريق المطار شمالا.

مصادر عراقية في سوريا، تؤكد أن الدفعة الأولى التي تكفلت بحماية المقام بلغ تعدادها 600 مقاتل، وظهرت بعد كتابة شعارات مذهبية على حائط مقام السيدة زينب، أبرزها "سترحلين مع النظام"، وهو ما تنفيه المعارضة السورية، قائلة إن "اختلاق هذه الذريعة يهدف إلى تبرير تدخلهم للقتال إلى جانب النظام، وحشد تأييد الشيعة في العراق، واستقطاب المزيد من المقاتلين".

واستطاع المقاتلون العراقيون، ويتصدرهم "لواء أبو الفضل العباس"، تحقيق انتصار للنظام في الأحياء المحيطة بالسيدة زينب، وأهمها الذيابية والحسنية في الخريف الماضي، قبل انتقالهم للقتال على محاور الاشتباكات المتواصلة حتى هذا الوقت في ببيلا، والحجر الأسود، ومخيم اليرموك، وسبينه، بالإضافة إلى تمددهم شرقا، بهدف عزل طريق المطار الأكثر توترا عن مناطق نفوذهم في السيدة زينب، بحسب "الشرق الأوسط".

وفي الوقت الذي ينفي فيه العراق، أي أنباء تتحدث عن إرسال مقاتلين من العراق يقاتلون إلى جانب نظام الأسد في الحرب الدائرة منذ سنوات، فإن جهات عراقية غير رسمية تعترف إما بتشجيع من يذهب إلى هناك بحجة الدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة، وإما أنها ترى أنه جزء من تكليف شرعي لا يحتاج إلى موافقة الحكومات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل