المحتوى الرئيسى

«الحوت الأزرق» يصل مصر: انتحار نجل برلماني سابق وآخرين والسبب «لعبة الموت» - المصري لايت

04/12 16:27

في الغرفة المغلقة جلس الشاب مفضلاً البقاء وحيداً بسبب خلاف ما بينه وبين أسرته، حتى تقوده محاولات الخروج من العزلة إلى البحث عن شئ يسليه ويقضي على وحدته، يأخذه مصيره إلى موت يبتلعه في «لعبة الحوت الأزرق»، حيث يبدأ البحث عنها ويلعبها، لكن النهاية قاتله.

«موهوب، هادئ، اجتماعي» صفات تنتهي بمجرد أن يمر الشباب بلعبة «الحوت الأزرق» ليتحول الأمر بمرور الوقت إلى «منطوي، عصبي، دائم الشجار».

عام كامل من التحذيرات الصادرة من دول مختلفة سجلت حالات انتحار شباب في مقتبل العمر بسبب «لعبة الموت»، ومع ذلك كل فترة نسمع عن بدء تحقيقات جديدة للكشف عن ملابسات وغموض انتحار شاب هنا أو فتاة هناك.

في محافظات الغربية، فجع الجميع بالإعلان عن خبر انتحار خالد حمدي الفخراني، نجل البرلماني السابق، الشاب الهادئ ابن 18 عاما، الذي ملأ الدنيا حركة في فترة صغيره، إلا أنه دخل في خلافات مع أسرته، تسببت في أزمة نفسيه عنيفه انتهت بالانتحار.

وفقاً لتحقيقات النيابة، تم الكشف عن أن خالد مر بأزمة نفسيه واختلف وانعزل تماماً عن الجميع، وحتى الأصدقاء الذين اعتاد على الخروج والسهر معهم، وكان يظل بالأيام لا يخرج من غرفة نومه، وتبين من المعاينة الأولية قيام الشاب بشنق نفسه داخل غرفة نومه في منزل العائلة لمروره بأزمة أسرية نفسية حادة دفعته للانتحار والتخلص من حياته.

ساعات قليلة مرت على الخبر حتى خرجت ياسمين حمدي الفخراني، شقيقته، لتكشف عن أحد أسباب الانتحار، لعبة «الحوت الأزرق»: «أخويا لعب الحوت الأزرق، لقينا في أوراقه حاجات وإشارات منها.. أبوس إيديكم بلاش تحدي ولا حد يعمل جدع ويجرب، والله ما كان في حد أقوى من خالد ولا ملتزم دينيا أكتر منه هو اتحداها وغلبته».

وتضيف «ياسمين» عبر حسابها على «فيس بوك»: «خالد مكانش والله بيفوت فرض ولا نفل ولا صوم نفل، ولا بتاع بنات ولا سجاير ولا فيه غلطة، إيده معانا كلنا حتى في شغل البيت، كان أرجل واحد أعرفه، مكانش أخ نطع ولا ابن نطع ولا جار سوء ولا صاحب سوء.. اللعبة اتحداها وغلبته».

ما أعلنته ياسمين حمدي الفخراني لم تكن الحالة الأولى في مصر على الأقل من ضحايا اللعبة، ففي يناير من العام الجاري قتل أحد الشباب والده بسبب مشكلة نفسية تعرض لها، والسبب «الحوت الأزرق»، ولم تتوقف اللعبة عند هذا الحد، بل سجلت حالات متعددة في عدد من الدول العربية والعالم ودفعت مؤسسات كبيرة للمطالبة بوقفها.

وفي مصر أيضا، سجلت محافظة الغربية حالة انتحار لشاب صغير اسمه «أحمد»، وكشفت تحقيقات نيابة ثان طنطا، في المحضر رقم 1719 إداري، أنه داوم لفترات طويلة على ممارسة اللعبة، وكان يجلس لأوقات مستمرة أمام شاشة الكمبيوتر لمباشرة اللعبة، حتى قرر الانتحار، وقررت النيابة ندب الطب الشرعي، والذي ناظر الجثمان، للتأكد من سبب الوفاة، وصرحت النيابة بدفنه.

«لعبة الحوت الأزرق؟» هي تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي «F57» أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.

بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.

وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى «حوت أزرق»، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

ووفقاً لتحقيقات السلطات الروسية -والتي نشرت بعدد من وسائل الإعلام العالمية- فإن مخترع اللعبة هو «فيليب بوديكين» (21 عاماً)، اعترف بالجرائم التي تسببت لعبته بحدوثها، قائلًا: «أحاول تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً، جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت».

وبمجرد صدور اللعبة بدأت حالات الانتحار  في الانتشار بشكل واسع والبداية من روسيا، عندما أقدمت ديانا كوزنيتسوفا 16 عاما، على الانتحار، حيث قفزت من مبنى مؤلف من تسعة طوابق في ريازان.

بعد أيام عثرت السلطات الروسية على «آنا كي» من كارسون متدلية من السقف بعد أن شنقت نفسها في مارس لشدة تعلقها باللعبة، وفي ديسمبر، قفزت فيلينا بيفن 15 عامًا من الطابق 13 في ماريوبول بأوكرانيا وتوفيت على الفور.

وأخرجت السلطات الروسية بيانا أكدت فيه أنه يقف وراء اختراع هذه «اللعبة الانتحارية» رجل يدعى فيليب بوديكين، من روسيا، حيث اعترف بتحريض ما لا يقل عن 16 طالبة مدرسة لقتل أنفسهن، إذ صرح أن ضحاياه ما هم إلّا «نفايات بيولوجية»، ويعتقد أنه يقوم عبر هذه اللعبة بـ«تطهير المجتمع».

سجلت السلطات الجزائرية أيضاً 6 حالات انتحار بسبب «الحوت الأزرق» كما سجلت السلطات المغربية انتحار شابين بعد مرورهم بحالة نفسية سيئة بسب إدمان اللعبه، ونقلت وسائل إعلام مغربية عن تفاصيل الواقعة أن أحد الشباب ألقى بنفسه من سطح العمارة التي يسكن بها.

كما سجلت تونس أول حالة انتحار بسبب لعبة «الحوت الأزرق»، حيث انتحر طفل لا يتجاوز عمره 11 عامًا، وامتدت الحالات لتصل إلى «دبي» لتصدر الجهات الأمنية هناك بيان ، وطلبت من أولياء الأمور اتخاذ الحيطة والحذر من إقدام أبنائهم على تحميلها وتنفيذ التحديات الـتي تتضمنها».

ووفقاً لبيان صادر في أكتوبر من العام الماضي، سجلت الشرطة الإيرانية حالتي انتحار لفتاتين من فوق جسر للمشاة في أصفهان بسبب لعبة الحوت الأزرق وذلك بعدما أثار الانتحار المتزامن للفتاتين السبت الماضي صدمة بين الإيرانيين.

جولة بسيطة على «تويتر» للبحث عن الهاشتاجات التي تستخدمها اللعبة ومن يمارسها، ستجد آلاف التدوينات حول اللعبة وطريقة لعبها، والبعض يتحدث عن خطورتها، فيما سجل البعض حالات انتحار أو نجاة من الانتحار بسبب اللعبة القاتلة.

يقول الدكتور محمد الجندي رئيس منظمة أمن المعلومات وجرائم الإنترنت الدولية، أن «الحوت الأزرق ليست لعبه لها موقع معروف أو تطبيق معين، هي عبارة عن تحدي على الإنترنت وليست لعبة ظهر في 2013 على موقع V CONTACT وهو موقع للتواصل الاجتماعي على روسيا، وتم إنشاء جروب بعنوان (جروب الموت).. والتحدي اللي ظهر كان وراه فيليب بودكيني وسجن لـ3 سنوات».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل