المحتوى الرئيسى

المناطق الصناعية بالقليوبية تحت حصار «البيروقراطية» | المصري اليوم

04/12 14:17

الشروق والصفا منطقتان من أهم المناطق الصناعية فى محافظة القليوبية، تقعان فى مدينة الخانكة، وتضمان مصانع معدنية وكيماوية وغذائية وخشبية وملابس وغزل ونسيج وغيرها، علاوة على المسابك الموجودة بمنطقة حوض الزهار بمنطقة الصفا، والتى تم نقلها منذ 10 سنوات من منطقة شبرا الخيمة، حفاظا على الأهالى من التلوث.

تضم هذه المناطق آلاف العمال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 و50 عاما معظمهم «صنايعية» فى المجالات التى يعملون بها.

مشاكل أصحاب هذه المصانع والورش بعضها متعلق بالمحليات، مثل التراخيص للتوسعات أو لإدخال المياه والكهرباء أو بشركات النقل لتسويق المنتجات علاوة على الركود فى الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار وتحرير سعر الصرف وغيرها من المشكلات.

«المصرى اليوم» رصدت أوضاع المستثمرين بالمنطقة الصناعية فى القليوبية، والتى سيطر عليها الغلاء والبيروقراطية وقلة الأرباح.

الغلاء والروتين يتحكمان فى أصحاب المصانع.. ومكاتب الاستثمار «محلك سر»

أكد المستثمرون وأصحاب المصانع فى المنطقة الصناعية بمحافظة القليوبية أن السمة الغالبة على العمل بالمنطقة هى ارتفاع الأسعار والبيروقراطية وتحرير مخالفات دون وجه حق، على حد وصفهم.

فى أحد مصانع الملابس يقول سيد كمال، المدير المسؤول عن المصنع: «يعمل عندى 300 عامل ويقل هذا العدد فى أوقات الدراسة، لأن بعض العمال عندى طلاب جامعيون، كل مشكلاتنا هنا فى مدينة الشروق تتركز فى التسويق بسبب ارتفاع أسعار النقل للمنتجات من المصنع إلى محلات الجملة والأسواق علاوة على أننا نصدر للخارج أيضا وندفع أسعارا عاليه فى عمليات الشحن ورغم ذلك فالعائد بسيط للإنفاق على الأجور والمرتبات والتأمينات على العمال».

وأضاف: «نريد أن نتوسع فى إنشاء خط جديد، وتقدمت بطلب لبناء مبنى مجاور للمصنع الحالى، ولكن الوحدة المحلية أوقفت الورق بحجة عمل معاينة».

ويقول صاحب مصنع آخر، رفض نشر اسمه: «أعمل فى مجال السيارات والمعادن الثقيلة ومشكلاتنا هنا فى منطقة الشروق ليست فى الوحدات المحلية وإنما مع إدارات المرور، حيث إننا لدينا سيارات نقل كبيرة تقوم بنقل حديد وصفيح بأوزان وأطوال كبيرة، وتتعرض هذه السيارات لتحرير مخالفات مرورية لها على الطرق رغم أن كل الأوراق سليمة من إفراجات جمركية لمستلزمات الإنتاج إذا كانت قادمة من أى من الموانئ أو إذا كانت قادمة من أى مصانع للحديد تكون فواتير الشحن مع السائق ورغم ذلك فالسيارات تتعرض لدفع مخالفات قد تصل إلى آلاف الجنيهات».

وفى منطقة حوض الزهار بالصفا، حيث توجد منطقة المسابك التى تم نقلها منذ أكثر من 10 سنوات من منطقة شبرا الخيمة، يوجد أكثر من ألف مسبك للرصاص وكلها تعمل.

ويقول حليم كامل، صاحب مسبك: «مشكلتنا فى السولار الذى ارتفع سعره علاوة على ارتفاع أسعار جميع المشتقات، مثل المازوت وغيرها وكل ذلك يؤثر على المنتجات فنحن بطبيعة الحال نقوم برفع اسعار المنتجات ايضا وبالتالى يرتفع سعرها على المستهلك فى النهاية». مشيرا إلى أن بعض المسابك أغلقت، وتوقفت عن العمل بسبب ارتفاع أسعار المواد البترولية، ووصل عدد المسابك التى توقفت إلى نحو 15 مسبكا وتم توزيع العمال الذين كانوا يعملون بها على باقى المسابك بالمنطقة.

أكد صلاح عبدالرحمن، رجل أعمال، بمدينة الشروق أن المناطق الصناعية فى القليوبية مصابة بحالة من الركود منذ أكثر من عام، ويرجع السبب فى ذلك إلى أنه لم يصدر أى قرار حكومى بتراخيص لمصانع جديدة منذ وقت طويل ما أدى إلى سوء الأوضاع فى المنطقة، وقال إنه على الرغم من توافر كافة الموارد والثروات البشرية والطبيعية إلا أن الدولة غير قادرة على الاستفادة من تلك الامتيازات، لافتا إلى أن الاستثمار بالمناطق الجديدة يحتاج إلى أيدٍ عاملة ماهرة وقدرات فائقة على الاستثمار، وهو ما لا يتوافر، وشدد على ضرورة أن تبذل وزارتا الصناعة والتجارة والاستثمار قصارى جهدهما لتدريب العمالة على العمل والإنتاج وفق أحدث النظم الاستثمارية المتاحة حتى يمكن الاستفادة من الثروات الهائلة بشكل جيد.

وأضاف عبدالرحمن: «مناطق الخانكة الصناعية تضم العديد من الثروات والكنوز التى تحتاج إلى جهود كبيرة للاستفادة منها».

سيد أبووردة، المدير التنفيذى لجمعية المستثمرين بالخانكة، أكد أن مدينة الخانكة اشتهرت على مدى عقود كبيرة بأنها من أكبر المعاقل الصناعية فى مصر، وتصدرت بمناطقها الصناعية التى تم إنشاؤها على مدى السنوات الماضية سواء فى الخانكة أو أبوزعبل وحملت أسماء الشروق والصفا.

وأضاف: «لكن السنوات الأخيرة شهدت انتكاسة كبيرة لهذه التجمعات الصناعية، بسبب الأزمات الاقتصادية، مما زاد معاناة أصحاب الأعمال فى الصناعات المختلفة التى تنتشر بهذه المناطق، فى ظل صعوبة إيجاد العمالة المدربة والماهرة وعزوف الشباب بمختلف المهارات والخبرات عن العمل وأسباب كثيرة منها هروب بعض العمالة المدربة للخارج للعمل بعقود فى الدول العربية الأمر الذى أدى لانهيار تام لهذه المناطق الصناعية العملاقة بالخانكة وأبوزعبل والتى لم تسلم من المشكلات بسبب ظروف تحرير سعر الصرف وارتفاع الأسعار».

من جانبه، أكد المحاسب صلاح السعودى، رئيس جمعية رجال الصناعة بالقليوبية، أنه رغم صدور قانون الاستثمار الجديد بعد ولادة متعثرة إلا أنه لم يساعد فى تدوير عجلة الإنتاج.

وقال السعودى: «لا يملك أى محافظ حتى الآن فى مصر أن يخصص مترا واحدا لأى مستثمر كبر أم صغر وما زالت مكاتب الاستثمار بالمحافظات محلك سر ورغم صدور اللائحة التنفيذية للقانون إلا أنها أكدت وكرست للمركزية حيث تقرر أن تخرج كل القرارات من وزارة الاستثمار، وقصرت دور مكاتب المحافظات على رفع الطلبات والمشروعات للوزارة المركزية».

وأضاف: «ألا يكفى تراجع الاستثمارات وتعثر كثير من المشروعات على المستوى العام خلال السنوات الأربع الماضية بسبب الظروف التى كانت تمر بها البلاد، والآن لدينا رئيس له رؤية وشعب لديه إرادة، ونحن فى أمس الحاجة إلى جذب وتشجيع الاستثمارات الداخلية قبل الخارجية، باعتبارها عصب الاقتصاد القومى، ولدينا الآن رغبة فى زيادة الاستثمارات والتوسع فى المشروعات وعندنا فى جمعية رجال الصناعة بالقليوبية طلبات فى هذا الخصوص، ولكن للأسف مازال الروتين والبيروقراطية والمركزية هى من تتحكم»، موضحا أن رجال الصناعة بالخانكة نجحوا فى تحويل رمال الصحراء المترامية الأطراف إلى قلعة للصناعة والتصدير،لديهم الرغبة الأكيدة فى التوسع والبناء بتوفير الوسائل والأدوات المطلوبة لنجاح الاستثمارات الجديدة.

وأكد السعودى أهمية منح المحافظين السلطات والصلاحية الكاملة لدفع عجلة الاستثمار فى محافظاتهم باعتبارهم الأقدر والأكثر دراية على أرض الواقع، مضيفا: «عانينا كثيرا بعد الثورة نتيجة الانفلات الأمنى ووصل الأمر إلى إغلاق بعض المصانع وتوقف البعض الآخر وآن الأوان لتدوير عجلة الإنتاج وتشغيل المصانع المتوقفة أو المتعثرة بكامل طاقتها والبدء فى طرح الأراضى على المستثمرين الراغبين فى إقامة المشروعات الجديدة».

وأوضح رئيس جمعية رجال الصناعة بالقليوبية أن التجمع الصناعى بالخانكة يضم 20 ألف عامل من خلال منطقتين صناعيتين هى الصفا والشروق، وهناك بعض المشكلات تتعلق بالأمن فى المقام الأول تليها الخدمات، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، على وضع حلول عاجلة للمشكلة المرورية فى الطرق المؤدية للمناطق الصناعية ووضع فواصل متحركة، بالإضافة إلى إقامة نقطة شرطة عند مدخل مدينة الشروق الصناعية وسرعة افتتاح نقطة شرطة مدينة الصفا والانتهاء من مشروع الصرف الصحى خلال ستة أشهر بمنطقة الشروق.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل