المحتوى الرئيسى

خير أم شر قادم.. «البلوك تشين» تكنولوجيا حيرت العالم

04/12 12:54

حينما يفتح ملف "البلوك تشين" يثار معه الكثير من الاعتراضات التى ترتبط بهذه التكنولوجيا الحديثة رغم الاعتراف أيضا بإيجابياتها لنجد أنفسنا أمام ملف محير فى كثير من الأحيان.

ولمن لا يعرف الكثير عن تلك التكنولوجيا نقدم بعض المعلومات المبسطة الشارحة لها، حيث تعد تقنية "بلوك تشين" سلسلة الكتل "Blockchain" هى إحدى التقنيات الحديثة والتي ستعمل على إعادة صياغة هيكل المعاملات المالية والتجارية والخدمية في جميع القطاعات الاقتصادية، وستكون خلال 2020، هي الآلية الأساسية التي تعتمد عليها الكثير من المؤسسات الخاصة والحكومية في توحيد معايير الصفقات والمعاملات التجارية من خلال التسجيل الإلكتروني وبناء قاعدة بيانات إلكترونية موحدة للمعاملات.

وتستعد هذه التقنية لإطلاق ثورة تكنولوجية ثانية في مجال تخزين التعاملات الرقمية عبر شبكة الإنترنت والتحقق من صحتها وترخيصها وتأمينها بأعلى درجات الأمان والتشفير، لذلك فإنها تعتبر من التقنيات المستحيل التغلب عليها أو كسرها، ولا بد من الإشارة إلى أنه سيكون لهذه التقنية مكانة مرموقة في عالم التكنولوجيا، كما ستكون بمثابة نافذة العالم للابتكارات والاختراعات في عالم الإنترنت، فضلا عن سطوع نجمها في سماء قطاعات الأعمال بما ستحدثه من تغييرات بإخفاء الكثير من الشركات المنتشرة حول العالم بما فيها شركات تحويل الأموال في حال عدم مواكبتها أحدث التطورات والتأقلم مع أعمال هذه التقنية وكل ما يستحدث من تقنيات.

وتعتمد هذه التقنية على رصد جميع العمليات والخطوات التي تتم عند إجراء أي معاملة تجارية، بداية من تسجيل العقود، خطاب الضمان، والنقل، والتأمين، والشحن، والنقل، والطائرات، والاستلام، والجمارك، بالإضافة إلى الضرائب، بحيث تتم إضافة "بلوك" جديد لكل إجراء يتم ويكون متاحا للمتابعة أمام جميع الأطراف وتتبع المعلومات عبر شبكة آمنة، لا تستدعي التحقق من طرف ثالث، بما يشكل قفزة نوعية كبيرة في آلية المعاملات ويؤدى إلى مزيد من الشفافية والوضوح في إتمام الصفقات والمعاملات.

وتتعاون عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية، منذ عدة سنوات، لوضع المعايير القياسية لهذه التقنية وتعظيم الاستفادة منها وفى نفس الوقت العمل على إتاحة منصات مفتوحة المصدر بما يتيح فرص أكبر لشركات التكنولوجيا تطوير حلول وتطبيقات متنوعة بدون أن يكون هناك أي احتكار من جانب أي جهة وضمان التوسع في استخدام هذه التقنيات على جميع المستويات.

من جهة أخرى، أكدت مصادر مسئولة بشركات المحمول في مصر، أن ما تم تداوله مؤخرا بما يتعلق بالعملات الافتراضية المشفرة مثل عملة البيتكوين ليس له أى علاقة بأي تعاملات مالية خاصة بعملاء المحمول بمصر.

وكان البنك المركزى المصرى حذر مرارا من التأثر بتلك النوعيات من النقود الافتراضية.

وأصدر البنك المركزى المصرى مؤخرا بيانا حاسما في ذات الصدد، قال فيه إنه في ضوء ما تم تداوله مؤخرًا من أخبار تتعلق بالعملات الافتراضية المشفرة مثل عملة البيتكوين وغيرها، يكرر البنك المركزي تحذيره من التعامل في كافة أنواع العملات الافتراضية المشفرة وفى مقدمتها عملة البيتكوين، لما ينطوي عليه التعامل في تلك العملات من مخاطر مرتفعة حيث يغلب عليها عدم الاستقرار والتذبذب الشديد في قيمة أسعارها، نتيجة للمضاربات العالمية "غير المراقبة" التي تتم عليها مما يجعل الاستثمار بها محفوفًا بالمخاطر وينذر باحتمالية الخسارة المفاجئة لكامل قيمتها.

وقد تم ابتكار تقنية "سلسلة الكتل" Blockchain في عام 2008، بينما تم تدشين العملة الرقمية الأبرز عالميا "بيتكوين" كان في العام 2009، أي بعد ابتكار تقنية بلوك تشين بنحو عام واحد فقط.

وتتبنى البنوك والمؤسسات المالية، تقنية "بلوك تشين" المعتمدة في العملة الافتراضية بيتكوين، أي سجل التعاملات الموحد بوتيرة أسرع مما هو متوقع، مع تحول قرابة 15% من أكبر البنوك العالمية لطرح منتجات بلوك تشين التجارية وفقا لما أعلنته "أي بي إم" العالمية.

وقالت "أي بي إم" العالمية إنه من المتوقع أن يكون لدى 65% من البنوك مشاريع بلوك تشين خلال 3 سنوات، مع تصدر هذا التوجه من قبل البنوك الكبيرة التي لديها أكثر من 100 ألف موظف.

وعلى سبيل المثال لو أردت استيراد بضاعة من بلد أجنبي، فسوف يقوم البنك بمساعدتك على ضمان تسليمها من خلال ما يسمى كتاب اعتماد Letter of Credit، أي تودع ثمن البضاعة لدى البنك ولا يتم تسديدها للشركة التي ستصدر لك البضاعة إلا بعد أن تستلم تلك البضاعة، وهنا تختصر بلوك تشين هذه العملية من خلال كونها قاعدة بيانات موحدة توثق للأطراف سلامة الإجراءات فيما بينهم.

وتتوقع مؤسسات بحثية أن ينمو حجم السوق العالمية لتقنية "بلوك تشين" من 210.2 مليون دولار، نهاية 2016، إلى 2.32 مليار دولار بحلول 2021، وأن يصل معدل النمو السنوي المركب لحجم هذه السوق 61.5% خلال الفترة بين 2016-2021.

وبحسب مؤسسة "مورجان ستانلي" المتخصصة فى الخدمات الاستثمارية والاستشارية، فإن استخدام العملة الرقمية للتجارة عبر الإنترنت أمر إن لم يكن معدوما، فهو قريب من الصفر ويتقلص.

ومع تحقيق البتكوين مكاسب خيالية العام الماضي، شددت بعض الحكومات مثل الصين واليابان القوانين التي تراقب الأعمال المرتبطة بالعملات الرقمية، إلا أن بعض مطوري البتكوين يحاولون تحسين برامج الشبكة من أجل تسريع المعاملات، ولكن الخلاف حول النهج الذي يجب اتباعه أدى لانقسام بعض المجموعات وتطوير شبكات أصغر.

وزادت هذه العوامل من شهية المستثمرين على البتكوين، ولكنها جعلت البتكوين عملة غير عملية لشراء المنتجات، مثل كوب من القهوة على سبيل المثال، علما أن الهدف الرئيسي من تطوير البتكوين قبل ثمانية أعوام هو استخدامها كوسيلة للدفع.

وهناك إصدارات رئيسية من بلوك تشين، ويشار لكل منها بإطار العمل، وهي كل من هايبر ليدجر فابريك Hyperledger Fabric، وآر3 - R3 - وكوردا Corda، وإيريوم Ethereum

ويكمن الفرق بين هذه إصدارات في نوع الحوافز وبين صلاحيات الوصول، إما تكون مفتوحة للجمهور permissionless، أو تقتصر على فئة محددة أي تحتاج لإذن لدخولها permissioned.

وتتنوع إصدارات بلوك تشين وترغب شركات ومؤسسات عديدة بإصدارات خاصة بها لتكون متاحة للجمهور على الإنترنت ولفئات محددة لكن لذلك مخاطرة الكبيرة إذا أن حماية هذه تصبح عملية صعبة، لأن بلوك تشين في عملة بيتكوين مثلا، تعتمد على عشرات الآلاف ممن يحمونها من التلاعب بسجلاتهم العديدة التي يصعب التلاعب بها كلها، كما أن بلوك تشين الخاصة لا تتمتع بقوة بلوك تشين المفتوحة، حيث يتاح لهذه مئات الآلاف من الكمبيوترات لتوثيق عملها وإنجازه، كما أن بلوك تشين الخاصة لا تقدم حوافز للمشتركين بها لتسخير أجهزتهم للمساهمة بها، وستكون وقتها مجرد قواعد بيانات داخلية.

فصياغة كتلة، أي تعدينها من خلال آلاف المساهمين في التعدين في عملة بيتكوين مثلا، تجعلهم يتنافسون على التعدين وتسجيل التعاملات وتوليد كتل جديدة من خلال حوسبة قيمة الكتلة بأسلوب اكتشافها بالتجريب بالخطأ لمعرفة الصواب - brute force (using trial-and error)، وتكلف هذه العملية استهلاك قدر كبير من الطاقة لهذه الأجهزة التي تعادل قوتها في حال بيتكوين، 130 مليار كمبيوتر عادي تعمل بالتوازي.

لكن لنترك الانبهار جانبا فلكل تقنية ثغراتها، وهو رأى عدد من الخبراء العالميين فى هذا الصدد فمن غير المعقول أن يصل الهوس ببلوك تشين إلى ارتفاع سعر أسهم شركة لمجرد إضافة عبارة بلوك تشين لاسمها، فهذا الهوس له عواقب وتبعات سلبية، فقد تجاهلت الأنباء التي تلاحق كل شيء يرتبط بالتقنية هذه اختفاء قرابة 44 شركة ضالعة بالعملات الافتراضية بتقنية بلوك تشين بعد تعرضها لاختراقات أمنية متعددة أدت إلى انهيارها وخروجها من السوق.

وكان القاسم المشترك بينها هو أنها كانت ضربة قاضية جعلت هذه الشركات عاجزة عن مواصلة العمل واستعادة بياناتها الحساسة بعد ضياعها.

ورغم الترويج إلى مناعة تقنية بلوك تشين إزاء الاحتيال والتلاعب إلا أن ذلك غير صحيح تماما بل هناك الكثير من المغالطات التي قد تكبد الشركات والأفراد والمستثمرين خسائر فادحة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل