المحتوى الرئيسى

كتاب إلى الرئيس! | المصري اليوم

04/12 03:53

لا أعرف ما إذا كان الرئيس يرى أن إصلاحاً فى جهاز الدولة الإدارى قد جرى على يديه خلال أربع سنوات مضت، بما يُرضى طموحه، أم لا؟!.. ولكن ما ألمسه مما أُتابعه، أن هذه القضية من بين شواغله، وأنه يضعها فى قائمة الأولويات أمام عينيه!

وعندى دليلان على ذلك، أولهما كان فى آخر مارس ٢٠١٤، عندما كان الرئيس لايزال مرشحاً رئاسياً، يتهيأ لخوض سباق الرئاسة للمرة الأولى، وثانيهما كان.. ويا للمصادفة.. فى آخر مارس ٢٠١٨، حين كان الرئيس يتأهب لخوض السباق ذاته للمرة الثانية!

فى المرة الأولى قال المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى إن فى داخله هاجسين اثنين: هاجس يقول بضرورة ألا يبقى جهاز الدولة الإدارى على حاله.. وهاجس آخر يقول بحتمية ألا يعيش اقتصاد البلد على القروض، أو المنح، أو المساعدات!.

والمرة الثانية كانت يوم ٢٥ مارس.. أى قبل انطلاق سباق الرئاسة بأربع وعشرين ساعة.. عندما طلب من المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ومن الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، أن يقترن نقل الوزارات والمصالح الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة بعصر جديد من الإدارة، وبأسلوب مختلف فى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين!.

وقد تمنيت لو أنى استطعت أن أضع على مكتب الرئيس نسخة من كتاب «وصيتى لبلادى» للدكتور إبراهيم شحاتة الذى كان، يرحمه الله، نائباً أول لرئيس البنك الدولى.. وكان هذا المنصب الكبير مجرد واحد من مناصب دولية كبيرة شغلها لسنوات!.

ففى الكتاب وصية من رجل عرف تجارب دول كثيرة حول العالم، وقارن بينها وبين مشاكلنا، وانتهى إلى أن المشكلات التى تعترض طريق بلدنا، وتمنع ذهابه إلى المستقبل، لها صفتان أساسيتان، إحداهما أن دولاً أخرى بامتداد العالم مرت بها هى نفسها، والثانية أن تلك الدول تغلبت عليها ووصلت فيها إلى حل!.

ومن بين هذه المشاكل مشكلة الجهاز الإدارى فى الدولة، وبالتالى فلسنا نواجه شيئاً فريداً من نوعه.. إن هذا الشىء نفسه وقف فى طريق أكثر من دولة، ولكنها امتلكت وعياً به، وقررت أن تكون جادة تماماً فى التعامل معه مهما كان الثمن!.

وكان تقدير الدكتور شحاتة أن جهازنا الإدارى لايزال يتصف بثلاث صفات: التعقيد.. البطء فى التنفيذ.. ثم اللامبالاة!.

وكان تقديره أن خطوات إصلاحه صغيرة، ولا تتسق مع حجم طموح مصر فى مستقبلها!.. وفى كتابه شرح بالتفصيل ماذا علينا أن نفعل فى هذا الملف الذى يعطل كل خطوة إلى الأمام!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل