فى زمن الأحفاد | المصري اليوم

ظروف العمل. ثم ظروف السياحة وهى قليلة. حتى وصلنا عبر السنين إلى ظروف العلاج. كل هذا سمح لى بأسفار لكثير من أنحاء العالم.

زرت معظم بلاد أوروبا. بدأت ذلك من خلال برامج تدريب الطلبة أيام دراستى الجامعية. بعدها جُبت أمريكا الشمالية والجنوبية. اليابان وسنغافورة وهونج كونج وماليزيا والصين والهند. كثيرا من بلاد أفريقيا. قطعت أكثر من مليون كيلومتر. هى مسافة الوصول إلى القمر والعودة. مضافا إليها رحلة جانبية إلى أستراليا التى لم أزرها.

شاهدت الكثير من مظاهر التكنولوجيا لما هو قادم بعد سنوات. جيل جديد من الإنسان الآلى فى كوريا الجنوبية. نظام لتعاملات البنوك آليا دون تدخل بشرى. تكنولوجيا الليزر التى تزيد إنتاجية المحاصيل فى نيوزيلاندا. طلبة يحوّلون لغة الإشارة إلى صوت فى أوكرانيا.

أشاهد هذه القوى الآخذة فى تغيير العالم. دائما كانت عينى على بلدى.

نشأت فى عالم باقتصاده التقليدى القديم. بدأت أتساءل: كيف بدأ التحول الجذرى والأساسى حولنا؟

لاحظت مظاهر العولمة وهى تتصاعد حول العالم. أدت إلى نهاية الكثير من النظم السياسية والاقتصادية. نظم تحكمت فى اقتصادات الأمس. إليكم بعض العلامات:

- انهيار الاتحاد السوفييتى ومعه بلاد أوروبا الشرقية.

- الهند بلد المليار مواطن بدأت سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية لتحرير الاقتصاد فيها. لم تلجأ إلى قطاع عام مقنَّع. بهذا أصبح لها تواجد على المسرح الدولى.

- الصين عدَّلت نموذجها الاقتصادى. تحولت إلى شكل هجين جديد من الرأسمالية. أخرجت به نصف بليون مواطن من دائرة الفقر.

- اتفاقية التجارة الحرة فى أمريكا الشمالية. شملت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ليصبح هذا أكبر ملعب للتجارة الحرة فى العالم.

- انتهاء الحكم العنصرى فى جنوب أفريفيا منذ «مانديلا». بعد ذلك أصبح بلده رائد الاقتصاد فى أفريقيا. انتشرت مشاريعه فى معظم أنحاء القارة.

تخيّل إذا عدنا بالزمن عشرين عاما. واختفى الإنترنت ومعه وسائل التواصل التى أصبح صعبا على أى نظام حجبها. وقبل التجارة الإلكترونية. دون ماكينات البحث عن المعلومات. قبل إمكانية قراءة الكتب إلكترونيا. دون هواتف محمولة. كيف نتخيل عالمنا دون كل ذلك؟.

كيف سيكون تأثيره حتى على البسطاء منا. الفلاح والسائق والبائع والبواب حتى طلبة المدارس. سيشعرون جميعا أنهم خرجوا من التاريخ. أصبحوا غرباء عن العالم.