المحتوى الرئيسى

ممثلة البدو بالبرلمان الأفغاني: أدخن سرًا حفاظًا على العادات والتقاليد (حوار)

04/11 20:58

وصفت «هيلة أرشاد»، ممثلة البدو العرب فى البرلمان الأفغانستانى، القوانين الأفغانية بـ«الظالمة للمرأة»، مستدلة على ذلك بأن المرأة الأفغانية المطلقة تسقط جميع ‏حقوقها، ويحصل زوجها على كل شىء، حتى الأطفال، بجانب عدم تحمله النفقة وغيرها من الحقوق.

وقالت «هيلة»، المناضلة السياسية المدافعة عن حقوق السيدات، النائبة ‏فى البرلمان منذ ٢٠١٠، فى حوارها مع «الدستور»، إنها كثيرًا ما تعرضت للهجوم، لكونها تعمل فى «مجال رجالى»، فضلًا عن تلقيها رسائل تهديد، لكنها رغم ذلك غير ‏قلقة، خاصة مع حرصها على تأمين حياتها.‏

‏■ بداية.. ما المقاطعة التى تمثلينها؟ وكيف تواصلت مع ناخبيها؟

‏- لا أمثل مقاطعة بعينها، بل البلاد كلها، خاصة أننى منتخبة من «البدو»، الذين اختارونى، لأنهم واثقون فى أدائى ووطنيتى، بعد أن كسرنا فكرة كون «البدو» مجرد مواطنين لا صوت لهم أو أوراق ‏ثبوتية، وأصبحوا الآن يتمتعون بجميع الحقوق السياسية، وأتواصل معهم من خلال تنظيم مجموعة من المؤتمرات الجماهيرية، فى أماكن تجمعهم، التى أطرح خلالها جميع برامجى وتطلعاتى التنموية.‏

‏■ كيف بدأتِ عملك السياسى وصولًا إلى عضوية البرلمان؟

‏- بدأت عملى السياسى فى وقت مبكر، لكن الأوضاع السياسية حينها لم تكن تشجع مشاركة المرأة بالقدر الكافى، مقارنة بالتحسن الذى تشهده الفترة الحالية، لذا تركت أفغانستان خلال فترة الحرب، ‏وسافرت لعدة بلدان، أبرزها الهند وتركمنستان.‏

وظللت أمارس دورى، كمناضلة ومدافعة عن حقوق السيدات، حتى دخلت البرلمان عام ٢٠١٠، وشاركت فى تمرير عدة قوانين وتشريعات مهمة، بالإضافة إلى محاسبة الحكومة، فى أكثر من جلسة.‏

‏■ متى أخذت قرار دخولك العمل السياسى؟

‏- أنا من أسرة برلمانية اعتادت العمل السياسى والحراك البرلمانى، وتعلمت من والدى كيف أخوض هذا المجال، وأحسم العملية الانتخابية، وهو الذى جعل منى شخصية قوية.‏

وحينما تم القبض على جميع رجال عائلتى، وفى مقدمتهم والدى وأشقائى، قررت –منذ صغرى- خوض الانتخابات، خاصة أن والدى أوصى والدتى «غير المتعلمة» بألا أتغيب يومًا عن المدرسة، ولو ‏ليوم واحد.‏

وفى المدرسة كنت مكافحة منذ صغرى، وملت لتشكيل تحالفات مع الفتيات والجيران، وكان لدى العديد من التطلعات السياسية التى تعكس مدى ما تتمتع به المرأة فى أفغانستان من حب لوطنها وسعى ‏لتكون الأفضل، وتبرز قوتها فى المشاركة بالعملية السياسية.‏

‏■ ألم تقلقى على حياتك من المتطرفين حال خوضك العمل السياسى؟

‏- وجود «طالبان» و«المجاهدين» كان سببًا رئيسيًا فى عدم دخولى الحياة السياسية مبكرًا، بسبب ممارستهما غير المقبولة، التى تجاهلت المرأة الأفغانية لفترات طويلة، واتخذتا توجهًا معاديًا لكل من يريد ‏المشاركة فى الحياة السياسية، لكن ورغم أنهما قتلا والدى وأشقائى عام ١٩٧٨، حين كنت صغيرة، إلا أننى أخذت حينها قرارًا بالدخول إلى معترك السياسة.‏

ومع تراجع هذه الحركات واندثارها، تمكنت من دخول العمل السياسى، والدفاع عن حقوق المرأة والأقليات، والمساعدة فى تغيير الوضع الذى عانت منه البلاد لفترات طويلة، مؤمنة فى ذلك بأن ‏أفغانستان بلد يستحق أن نضحى لأجله، ويمتلك كثيرًا من الثروات غير المستغلة، ما يستوجب السعى دائمًا لخلق مناخ جيد للتنمية، وتشكيل حياة نيابية سليمة.‏

‏■ كيف كان أول أيامك فى البرلمان ونظرة الرجال إليكِ داخله؟

‏- أنا شخصية معروفة فى البرلمان، وتاريخ عائلتى فى العمل السياسى معروف، لذا فإن الوضع لم يكن غريبًا، وفى أول يوم دخولى للبرلمان، كانت هناك صورة لوالدى أمام القاعة الرئيسية، فوقفت ‏أمامها وقلت: «الآن حققت حلمك يا أبى»، ولم أعر الأعضاء الآخرين أو مواقفهم أى اهتمام، وكان كل تركيزى فى إعلام أبى أنى حققت هدفه، مع الحرص على الظهور بقوة كونى امرأة مطلقة.‏

‏■ ما دخل أنك امرأة مطلقة بعضويتك فى البرلمان؟

‏- كونى مطلقة يعنى أننى سيدة مباحة، كما هو مشاع لذا قررت الانفصال عن زوجى دون طلاق، لأن المجتمع الأفغانى ينظر للمرأة المطلقة نظرة «دونية»، كما أن القانون فى أفغانستان لا يعطيها ‏حقوقها.‏

ورغم أنه خاننى مع إحدى صديقاتى، عشنا فى منزل واحد «منفصلين» لمدة ١٢ عامًا، ثم تركنى، فتقدمت للمحكمة وأبلغتها بما حدث لأحصل على حقوقى، فردت بأنها ستراسل زوجى عبر ٣ خطابات ‏متقطعة، خلال ٦ شهور، وإذا لم يرد ستبحث عنه من خلال إعلان فى الراديو، ثم التليفزيون، وهكذا لمدة عامين.‏

سأتحدى القانون وأتزوج، لأن زوجى هجرنى فوق ١٢ عامًا، والشريعة الإسلامية تقول إن من هجر زوجته فوق ٣ أشهر فهى مطلقة، سأعلن ذلك للجميع، وسأتحدى القانون والعادات والتقاليد، خاصة ‏أنى لا أعلم مكان زوجى، لكى أبحث عنه، أو أظل تحت رحمته.‏

‏■ لماذا لا تعملين على قانون يمنح المطلقة حقوقها كونك عضوة برلمان؟

‏- أعمل على ذلك، لكنى لا أجد الترحيب اللازم، وأتوقع عدم الموافقة عليه، القوانين هنا «ظالمة» للمرأة، ومخالفة للشرع، والمرأة فى المجتمع الأفغانى تسقط جميع حقوقها بمجرد الطلاق، وزوجها ‏يحصل على كل شىء، ولا يدفع نفقة أو غيرها، كما أنه يحصل على الأطفال، والطلاق ذاته صعب للغاية، بسبب طول الإجراءات اللازمة لإتمامه، بعكس السيدات فى مصر والإمارات والسعودية، ‏وغيرها من البلاد.‏

‏■ ألم يطرأ أى تغيير على أوضاع المرأة الأفغانية؟ ‏

‏- هناك مشكلتان تواجهان أفغانستان، الأولى فى إحدى دول الجوار، التى تصدر الإرهاب وتدعمه، والثانية فى تواجد «طالبان»، ومن يسمون أنفسهم «المجاهدين»، وهو ما يؤثر فى النهاية على وضع ‏المرأة.‏

فى الماضى، كانت المرأة الأفغانية تنعم بالاستقلالية والحرية، حتى فيما ترتديه من ملابس فى المتنزهات، سواء كانت محجبة أم لا، لكن مع تدخل دولة الجوار تلك فى الشأن الداخلى الأفغانى تغير ‏الوضع نهائيًا، وبدأت محاربة البلاد تحت ستار الدين.‏

والسبب فى ذلك أن دولة الجوار تلك لديها مشروع منذ القدم، وهو ضم أفغانستان إليها، وطوال الوقت تنفذ مخططات لإضعاف أفغانستان، وهى نفس سياسة إيران تجاهنا، لكن بدرجة أقل.‏

وشخصيًا، أنا غير مقتنعة بالحجاب، وأتمنى التحرر فى ملابسى، لكنى مجبرة أن ألتزم بالسياق العام للمجتمع، حتى إننى أدخن سرًا، لأنه غير مسموح فى المجتمع بمثل هذه الممارسات، رغم أنها حرية ‏شخصية.‏

‏■ ما الذى تعرفينه عن المرأة المصرية؟

‏- أعشق السيدة المصرية، بسبب قوتها الزائدة، برغم أن هذه القوة لا تنقص من جمالها شيئًا.‏

‏■ ما أمنياتك لعامكم الجديد؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل