المحتوى الرئيسى

عيادات الرحمة | المصري اليوم

04/10 23:48

فاقدو الوعى. الذين لا أمل فى إفاقتهم أو إنقاذهم من المرض. من حق الأطباء أن يقرروا فصل الأجهزة عنهم بعد. أخذ موافقة أهلهم. ويتركونهم يرحلون فى سلام. هناك أناس فى كامل وعيهم ويعانون مرضا عضالا يتسبب لهم فى ألم شديد. يطلبون بأنفسهم إنهاء هذا الألم وتخليصهم من العذاب الذى يعانونه. يذهبون إلى عيادات معينة اسمها عيادات الرحمة. يطلبون من تلك العيادات أن يخلصوهم من حياتهم. ومعها عذاباتهم وآلامهم. يعضدهم ويؤازرهم أهل المرضى. الزوج أو الزوجة أو الأبناء. يدعمون هذا الطلب. طلب من يستجدى حتى يتخلص من العذاب. لاسيما أنه يعلم أنه ليس هناك أمل يرجى من استمراره فى الحياة.

هذه قضية كبرى ظهرت فى بعض الولايات الأمريكية. تصدى لها طبيب مشهور. لماذا لا نرحم الناس؟ أولئك الذين يحتاجون الرحمة. لماذا نتركهم نهباً للألم واليأس والتعاسة؟.

الطبيب الذى يدافع عن قضية عيادات الرحمة ذهب إلى المحكمة وهو يرتدى زى القرون الوسطى. وضع أثقالا فى قدميه. وضع ذراعيه ورقبته فيما يشبه الجيلوتين. راح يقول لهم: توقفنا عن التعذيب الذى كنا نعاقب به الناس فى القرون الوسطى. لماذا نحن الآن مُصرون على تعذيب الناس بما يصيبهم من مرض عضال، وآلام ممتدة تعتريهم؟!. هل ثمة قانون ينظم هذا الأمر. هل تعتبرون من يطلب الخلاص من العذاب جريمة؟!.

حكى الطبيب عن أمه. قالت له الآن أنت طبيب ومع ذلك لا تستطيع أن تنقذنى من آلامى. تخيل أشد الآلام فتكا. آلام الأسنان المصابة. فى سنة أو ضرس مصاب. تنتهى آلامك بخلع الضرس. ما بالك أن كل عظمة فى جسدى ترسل لى نفس الألم. هل ترى أن من العدالة أن يتحمل الإنسان كل ذلك؟ إنها آلام أشد وأكثر فتكا من آلام التعذيب المقصود. وها أنت طبيب تتركنى نهباً لكل هذا. ولا تتصرف بعمل شىء يريحنى؟!.

لم ينس الطبيب أبداً هذا الموقف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل