«مضادات طائرات وأسلحة ثقيلة».. تفاصيل الجولة «الخاسرة» في معركة الشرطة والمسجلين بجبال قنا

في الرابعة فجرا، خرجت العشرات من قوات الأمن، وسيارات الأمن المركزي، والقوات الخاصة، إضافةً إلى تشكيلات الأمن المركزي، ورجال المباحث الجنائية، من ديوان مديرية أمن قنا، متوجهةً إلى الجبال الوعرة في قريتي حمرة دوم وأبو حزام بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا.

وفي السادسة صباحا، كانت نقطة تقابل أجهزة الأمن بالقرب من قرية الشعانية، قبيل كيلومتر من جبال قريتي الدم والنار، لتبدأ قوات الأمن والسيارات الشرطية في السير بخطوات ثقيلة وسرعات مخفضة حتى بدأت تصل إلى الجبال.

وعند وصول قوات الأمن إلى أول نقطة في الجبال، وقبل أن تبدأ في التجهيز لاقتحام الجبال، والبحث عن الخارجين عن القانون وخط الصعيد، بدأ سيل من الطلقات النارية والرصاص يطلق تجاههم.

لم تكن الطلقات النارية التى أطلقها الخارجون عن القانون برفقة خط الصعيد، طلقات عادية، إنما كانت من مدافع جرينوف وأسلحة آلية ونارية، حتى خرج أحد المطلوبين أمنيا ممسكا بسلاح مضاد للطيران ليهدد قوات الأمن أنه إذا لم تتراجع سوف يطلق الذخيرة عليهم.

حاولت قوات الأمن التي تفاجأت بالخارجين عن القانون، مستعدين وعلى أهبة الاستعداد أعلى الجبال، يطلقون الرصاص في وجه أفراد الشرطة حال اقترابهم من تهدئة الأمر، حتى قررت قوة أمنية محاولة اقتحام الجبل.

وبدأت قوات الأمن تبادل إطلاق النار، وتمكنت من قتل مسجل الخطر الذي كان يهدد الأمن بمضاد الطيران، واستمرت المعركة حتى استشهد نقيب محمد رجب الحسيني، جراء تلقيه طلقات نارية، وأصيب ضابط آخر ومجند.

وتخطى عدد المسجلين خطر الـ30 شخصًا، وكانوا يستخدمون أسلحة ثقيلة، تنوعت ما بين الأسلحة الآلية ومدافع الجرينوف، والبنادق والأسلحة متعددة، واستمرت المعركة بين قوات الأمن والخارجين عن القانون قرابة 3 ساعات، حتى انسحبت قوات الأمن، لعدم سقوط شهداء آخرين، لكنها ظلت على بعد كيلومترات قليلة من الجبال.

وقال اللواء علاء العياط، مدير أمن قنا، إن الحملة والمأمورية الأمنية، لم تنسحب من موقع الاشتباكات، وتتواجد بالقرب من الجبال، ومستمرة في محاولة تعزيز القوة لاقتحام الجبل والقبض على المطلوبين أمنيًا.

وأضاف مدير الأمن في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، أن أجهزة الأمن لن تترك بقعة من بقاع القرى الخطيرة، وبؤر الإجرام حتى تطهرها من كافة الخارجين ومن العناصر الإجرامية.