المحتوى الرئيسى

خبير أمريكي: الضربة الأمريكية المتوقعة لسوريا قد تصل إلى حد استهداف بشار الأسد

04/10 18:39

تتصاعد المخاوف من اشتعال الأوضاع في سوريا لتصل إلى حد المواجهة المباشرة بين الحلف المدافع عن النظام السوري (روسيا وإيران) وبين دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، على خلفية ما يقال إنه هجوم بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما السورية أدي لمقتل العشرات أغلبهم من الأطفال.

على خلفية هذا التوتر تدور عدة أسئلة، تتعلق بمدى إمكانية تنفيذ ضربة عسكرية انتقامية توجه للجيش السوري خاصة مع تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد، والنتائج التي قد تترتب على الضربة الأمريكية المحتملة، كان لــ DW عربية هذا اللقاء مع الدكتور دانيال سيروير.

ارتفع عدد القتلى والجرحى بسبب هجوم كيماوي مفترض في دوما، وفق ما أكده غانم طيارة، رئيس مجلس إدارة اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة  الطبية UOSSM، لـDW عربية. المأساة مستمرة وسط غياب أيّ تدخل حقيقي ينهي نيران الحرب السورية. (09.04.2018)

أعلنت المستشارة ميركل أن "الأدلة على استعمال أسلحة كيماوية في دوما واضحة"، ودعت إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الاستخدام المزعوم للغاز السام، فيما اختلفت ردود الفعل الدولية على التهديد باستعمال القوة. (10.04.2018)

عربية:  ماهي الخيارات العسكرية المتاحة أمام الرئيس الأمريكي؟ وماهي الأهداف المحتملة؟

دانيال سيروير: الضربة العسكرية الأمريكية إما ستكون كبيرة جداً أو محدودة، فقد تستهدف تدمير القوة العسكرية لنظام الأسد بشكل كامل كالطائرات والمطارات ومراكز التحكم والاتصالات ومصانع إنتاج السلاح الكيميائي، بما يضمن عدم استخدام هذا السلاح أو أي سلاح آخر ضد المدنيين. أيضاً من الممكن استهداف القصور الرئاسية التي يتنقل بينها الرئيس السوري بشار الأسد، أما الأهداف الصغيرة فقد تكون على غرار استهداف قاعدة عسكرية أو اثنتين كما حدث في الضربة التي نفذت في العام الماضي، ومثل هذه الضربات لا يكون لها تأثير كبير على الأرض.

أيضاً من الأهداف التي يمكن أن تكون هدفاً لضربة عسكرية قواعد حزب الله والقواعد الإيرانية في الداخل السوري وكذا قواعد وتجمعات الميليشيات الشيعية كما قد يتم استهداف الدفاعات الجوية الروسية

DW عربية: ما الذي يمكن أن تحققه هذه الضربة؟ وهل يمكن أن تؤثر على توازن القوى في سوريا؟

دانيال سيروير: يختلف الأمر بحسب قوة الضربة وطبيعة الأهداف، فقد ينتج مثلاً عن مثل هذه الضربات العسكرية للقصور الرئاسية مقتل الرئيس السوري، وهو هنا سيكون هدفاً عسكرياً مشروعاً باعتباره القائد الأعلى للجيش السوري، لكن لا أعتقد أن للولايات المتحدة القدرة على مواجهة ما سينتج عن مثل هذا العمل، خصوصاً وأنه ليس لدى أمريكا حلفاء يتوقع منهم أن يتولوا مقاليد الأمور فيما بعد في سوريا، ويمكن تفادي كل ذلك بتحذير بشار الأسد مسبقا بأن هناك مقر محدد سيتم استهدافه قبل أن يبدأ القصف، وبالطبع فإن توازن القوى على الأرض في سوريا سيتغير وكذا المساحات التي يتحكم فيها كل طرف على الأرض السورية ولكن كل ذلك يتوقف على قوة الضربة وحجمها ومدى تأثيرها الموجع.   

DW عربية: كيف سيكون ردل الفعل الروسي على ذلك وهل يمكن أن تؤدي الضربة إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا؟

دانيال سيروير: لا يوجد أدنى شك في أن الروس سينتقمون في حالة تعرض جنودهم للقتل وبالتالي فاحتمالات التصعيد قائمة، وبالطبع لا يمكن التكهن بطبيعة الرد الروسي بالتحديد لكنه سيحدث في كل الأحوال، وهنا يجب أن تكون القيادة الأمريكية السياسية والعسكرية قد وضعت كافة الاحتمالات على الطاولة قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية. وفي الحقيقة فنحن في لحظة خطيرة للغاية خصوصاً وأن الرئيس الأمريكي مشتت بسبب أمور أخرى ومع وجود مستشار للأمن القومي مثل جون بولتون مولع بالقتال، مع وجود ضغوط من الكونجرس تدفع في اتجاه تحرك أمريكي رداً على استخدام السلاح الكيميائي تجاه مدنيين.

لا يمكن التنبؤ بشكل كامل حول طبيعة المواجهة التي قد تحدث بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن في كل الأحوال فإن وجود خطط واستراتيجيات عسكرية دون وجود استراتيجيات سياسية إنهاء الحرب سيكون أمراً سخيفاً، فقد نجحت أمريكا في إنهاء الحرب في كوسوفو لوجود استراتيجية سياسية جنباً إلى جنب مع الاستراتيجية العسكرية، فالقوة العسكرية وحدها لا يمكن أن تنهي أي حرب.

الدكتور دانيال سيروير، أستاذ بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة وباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن.

أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.

فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".

أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".

يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل