المحتوى الرئيسى

ما دوافع واشنطن وأهدافها من ضربة عسكرية في سوريا؟

04/10 18:12

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

ماتزال الاحتمالات قائمة بشأن ضربة عسكرية أمريكية للنظام السوري، بعد الهجوم الذي تعرضت له مدينة دوما السورية، والذي قيل إنه تم بأسلحة كيميائية واتهمت واشنطن النظام بتنفيذه ، ونقلت وكالة رويترز في تقرير لها عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الولايات المتحدة تدرس ردا عسكريا جماعيا مع حلفائها الغربيين، في وقت قال فيه موقع روسيا اليوم الإخباري إن الجانب الروسي أكد صعوبة التكهن بطبيعة رد الكرملين، على أي تحرك غربي مشيرا إلى أن رئاسة الأركان الروسية، لوحت بالتصدي والرد بشكل حاسم على أي تهديد لحياة العسكريين الروس.

وفي الوقت الذي قالت فيه مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن (نيكي هايلي)، إن بلادها سترد على الهجوم الكيميائي في دوما، مهما كان موقف مجلس الأمن قالت رويترز إن المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثت معهم، أقروا بأن الخيارات العسكرية قيد التطوير في حين رفض البيت الأبيض ووزارتا الدفاع و الخارجية التعليق على طبيعة الخيارات.

وبينما تقول واشنطن إن الدافع وراء تحركاتها وحلفائها، هو حقوق الإنسان والدفاع عن المدنيين في سوريا، يشكك النظام السوري وحلفاؤه على الجانب الآخر فيما تقوله واشنطن، ويعتبرون أن سعيها لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، هو تعبير عن فشلها في فرض رؤيتها لإعادة صياغة المنطقة، وأنها تستهدف بالأساس من أي ضربة توفير الدعم لحليفتها إسرائيل وتحييد إيران.

يقول الدكتور رضوان زيادة المعارض السوري، والباحث بالمركز العربي بواشنطن، في حديث لنقطة حوار إن الاحتمالات بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية لنظام الأسد هي شبه مؤكدة، لكن السؤال في الولايات المتحدة هو هل ستكون محدودة؟ أم موسعة؟ بمعنى هل ستكون شبيهة بضربة مطار (الشعيرات)، بعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي في (خان شيخون) عام 2017، أم ستكون واسعة وتستهدف مضادات الدفاع الجوي والمطارات والنقاط الأخرى.

ويرى زيادة أن وجود تحالف دولي بقيادة واشنطن، للتخلص من بشار الأسد الذي يصفه بهتلر العصر يبدو أمرا ضروريا، إذ أنه وإن لم يتم التصدي لممارساته فإنه سيواصل تلك الممارسات، ويقول زياده إنه ورغم أنه يدرك ان أمريكا لا تتحرك من أجل حقوق الإنسان فقط، إلا أنها مهتمة هذه المرة كما أن الاتحاد الأوربي مهتم أيضا بمواجهة النظام السوري لأسباب متعددة.

ويعدد زيادة ثلاثة دوافع رئيسية للهجوم المحتمل من قبل واشنطن، ضد النظام السوري، أولها عدم تحويل استخدام السلاح الكيميائي، إلى ممارسة طبيعية في الحروب عبر العالم، سواء كانت أهلية أو غير أهلية ذلك أن هناك اتفاقات دولية تحرم استخدام مثل تلك الأسلحة بعد الفظائع التي أحدثتها خلال الحرب العالمية الثانية، أما السبب الثاني من وجهة نظر زيادة فهو ادراك واشنطن ودول غربية أخرى أن نظام الأسد، يقود سوريا بشكل مطلق إلى دولة فاشلة، خاصة في ظل عجزه عن استقبال اللاجئين الذين أخرجتهم الحرب في سوريا، وهي قضية تهتم بها عدة دول أوربية، أما السبب الثالث من وجهة نظر زيادة فهو توجيه رسائل لأطراف عدة على رأسها روسيا، إذ ستسعى واشنطن من خلال تلك الضربة إلى إحراج موقف روسيا، التي استغلت الوضع في سوريا للعودة إلى الشرق الأوسط كلاعب دولي، وسترسل واشنطن عبر ضربة عسكرية رسالة مفادها أن الأمر تغير كثيرا عن سياسة أوباما التي كانت تدعو إلى الحوار فقط.

أما النائب اللبناني السابق ناصر قنديل فيستبعد مبدئيا في حديث لنقطة حوار إمكانية إقدام واشنطن على ضرب سوريا بعد التحدي الذي طرحته دمشق وموسكو بإرسال بعثة من الخبراء إلى دوما للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية.

لكن قنديل يرى أنه وفي حالة إقدام واشنطن وحلفائها الغربيين على القيام بعمل عسكري بعد هذا الطرح السوري الروسي فإنه سيكون بمثابة عدوان سافر وسيكون عليها في تلك الحالة مواجهة التصدي الروسي السوري المشترك لما ستقوم به ولن يكون المسمى هو ضربة عسكرية بل سيكون حربا لتغيير التوازنات في المنطقة

ويشكك قنديل في حواره مع نقطة حوار فيما تقوله واشنطن وحلفاؤها من أنها ستتحرك عسكريا من أجل إنقاذ المدنيين وبغرض حقوق الإنسان وهو يرى أن القضية الإنسانية لم تعن واشنطن منذ بدء الصراع في سوريا برغم كل ما شهده ويدلل على فشل المزاعم الأمريكية بعقد مقارنات بعدة نقاط في العالم العربي ويضيف لو كان المعيار هو حقوق الانسان كما تقول أمريكا لماذا لم يعمل هذا المعيار في اليمن بكل ما يشهده من مآسي إنسانية ولماذا لم يعمل في فلسطين حيث تطلق إسرائيل الرصاص الحي على المدنيين واصفا رؤية الأمريكيين لحقوق الإنسان بآلهة التمر أيام الجاهلية

ويعتبر قنديل أن استخدام واشنطن لقضية حقوق الإنسان هو تعبير عن إفلاسها وعجزها عن فرض رؤيتها الجديدة لصياغة منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد القمة الأخيرة التي ضمت روسيا وإيران وتركيا ومن ثم فهي لم يتبق لها إلا المتاجرة بقضية حقوق الإنسان والمدنيين وربما هي تفعل ذلك من أجل لفت الانتباه وفتح باب جديد للتفاوض معها وليس من أجل عمل عسكري كما يقال.

إلى أي شيء تهدف واشنطن من خلال ضربة محتملة لسوريا؟

هل تنجح المحاولات الروسية في إثناء واشنطن عن هذه الضربة؟ وكيف تقيمون دور موسكو في القضية؟

لماذا يشكك البعض في دوافع واشنطن وحلفائها الغربيين لعمل عسكري في سوريا؟

هل تتفقون مع من يقول بأن تحرك واشنطن يعكس فشلها في فرض رؤيتها لصياغة منطقة الشرق الأوسط؟

وكيف ترون تداعيات مثل هذه الضربة العسكرية إن تمت على المنطقة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 11 نيسان/ إبريل من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل