المحتوى الرئيسى

ألعاب إلكترونية وأمراض نفسية.. وراء ظاهرة الانتحار في سوهاج

04/10 10:10

شهدت محافظة سوهاج حالات عدة من الانتحار، تعددت أسبابها وظروفها، ففي مركز طما بشمال المحافظة، أقدم شاب في قرية مشطا على الانتحار بشنق نفسه بسلسلة حديد، بسبب خلافات أسرية، بسبب تعدد زواج الأب، وفي القرية نفسها شنق عامل نفسه، بسبب مروره بأزمة مالية، وعجز عن تسديد ديونه، وفي قرية جزيرة طما شنق شاب نفسه، بسبب رفض والده تزويجه من فتاة يحبها، وتبعته شقيقته حزنًا عليه، ولا تزال واقعة وفاة طالب في الزهراء، لم يتم الكشف عن أسبابها، خصوصًا أنه لا توجد مشاكل تحيط بالطالب، نجل رجل الأعمال الشهير، إلا أن بعض أصدقائه يشيرون إلى أنه كان متعلقًا بالألعاب الإلكترونية، ويقضي جل وقته في ممارستها.

الانتحار هو قتل الإنسان نفسه، أو إتلاف عضو من أعضائه، أو إفساده، أو إضعافه بأي شكل من الأشكال؛ مثل: الشنق، أو الحرق، أو تناوُل السموم، أو تناول جُرعة كبيرة من المخدرات، أو إلقاء نفسه في النهر، أو قتْل نفسه بمأكول أو مشروب؛ وذلك لأسباب يعتقد صاحبها معها بأن مماته أصبح أفضل من حياته.

يموت أكثر من 800,000 شخص سنويًا جراء الانتحار، في حين يجرب ما يزيد على هذا العدد الانتحار ولا ينجح بذلك، وأشارت منظمة الصحة العالمية WHO إلى أن الانتحار كان السبب الرئيسي الثاني للوفاة للفئة العمرية ما بين 15- 29 عامًا عالميًا في عام 2012.

يقول حسام إبراهيم حماد، موجه تربية نفسية: تشير الإحصاءات والبيانات المتوفرة أن 90% تقريبًا من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من مشكلة نفسية أو أكثر، ولكن في كثير من الحالات لا تكون الإصابة شُخِصت طبيًا.

ويوضح أن من أكثر هذه المشاكل النفسية التي تسبب الانتحار الاكتئاب الحاد الذي يؤدي إلى تعكر المزاج بشكل كبير، والتعب وفقدان الاهتمام بالأشياء من حول المصاب، إضافة إلى فقدانه للأمل والهوس الاكتئابي: حيث يشعر بالفرح العارم، وتارة أخرى بالحزن الشديد، وكذلك الفصام: وهو عبارة عن حالة نفسية طويلة المدى، تسبب الشعور ورؤية أمور غير موجودة بالواقع والهذيان.

يقول مصطفى مراد، المتخصص في الشؤن الاقتصادية: إن الأشخاص الذين يعانون من أوضاع اقتصادية سيئة، والذين تتراكم الديون عليهم ولا يستطيعون دفعها، يفكرون بالانتحار في مرات عدة.

يقول إبراهيم عبدالباري، أخصائي اجتماعي، إن الإدمان والبطالة والعزلة الاجتماعية والوحدة والشذوذ، من أهم الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى

ألعاب إلكترونية تدفع الأطفال للانتحار

حذّرت الدكتورة عزة حماد، مدرس بكلية الآداب قسم علم الاجتماع، من 5 ألعاب إلكترونية، وصفتها بـ«ألعاب الموت»، تدفع الأطفال إلى الانتحار، موجودة على "الإنترنت"، ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضحت "حماد"، أن هذه الألعاب هي الحوت الأزرق، ومريم، والبوكيمون، وتشارلي، وجنيه النار.

 أشارت إلى أن حادثة انتحار نجل النائب حمد الفخراني، ليست ببعيد عن أذهان الشباب، حيث قالت أسرته إن لعبة الحوت الأزرق كانت وراء انتحار خالد الفخراني، وحذرت الأسرة من تلك اللعبة، فقالت شقيقته الإعلامية، عبير حمدي الفخراني، إن انتحار أخيها بسبب اللعبة، وقالت عبر صفحتها على "فيسبوك": "وجب التحذير عندما تحدث البعض بالأمس عن لعبة تسمى الحوت الأزرق، متداولة بين المراهقين، وهي عبارة عن 50 مرحلة تقريبًا، يتم خلالها السيطرة التامة على المراهق عبر مراحل عدة، بعضها يتطلب كتابة كلمات معينة، وبعضها إحداث جروح باليد، وقراءة بعض الكلمات التي أعتقد أنها رموز شيطانية، حتى تأتي المرحلة الأخيرة، وهي الانتحار بالطريقة التى يحددها الضحية".

يؤكد وائل عبدالمحسن المعبدي، أخصائي اجتماعي، أن ضَعف الوازع الديني عند الإنسان، وعدم إدراك خطورة هذا الفعل الشنيع والجريمة الكُبرى، التي يترتب عليها حرمان النفس من حقها في الحياة، إضافةً إلى التعرض للوعيد الشديد والعقاب الأليم في الدار الآخرة.

ويشير إلى عدم اكتمال المعنى الإيماني في النفس البشرية، إذ إن الإيمان الكامل الصحيح يفرض على الإنسان الثقة واليقين في الله تعالى، والرضا بقضاء الله تعالى وقدره، وعدم الاعتراض على ذلك القدر، مهما بدا للإنسان أنه سيِّئ أو غير مُرضٍ، ولا شك أن الانتحار لا يخرج عن كونه اعتراضًا على واقع الحال، ودليلًا على عدم الرضا به.

يبين الشيخ إبراهيم محمود، مفتش أول بأوقاف

وكذلك جاء التحذير في سنة نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم"؛ حيث روى أبو هريرة قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (من قتَل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن شَرِب سُمًّا، فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردَّى من جبل، فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا)؛ رواه مسلم.

وقدم فضيلته النصح بضرورة الإنصات للأشخاص المقربين والأصدقاء والأبناء، ومَن يمرون بظروف صعبة، والتواصل العاطفي معهم، وعدم الضغط على الأبناء بخصوص التحصيل الدراسي، وعدم مقارنتهم بآخرين، أو انتقادهم المستمر، أو إحراجهم والاستهزاء بهم، ومحاولة تفهُّم الظروف والأسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى محاولة الانتحار، ومِن ثَم العمل على مَدِّ يد العون لهم، ومساعدتهم في حلِّها، من باب "وتعاونوا على البر والتقوى"، وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الظاهرة ودواعيها بإذن الله.

ووجه الدكتور سعد خلف، العميد الأسبق لكلية الدراسات العربية والإسلامية بسوهاج، نصحه للحائرين الذين أصابهم اليأس، قائلًا: عظِّموا رجاءكم بالله، وأيقنوا برحمته سبحانه التي وسعت كل شيء، وجدِّدوا صلتكم بالله، ‏وأكثروا من الطاعات، والجئوا إليه سبحانه بالدعاء والتضرع أن يصرف عنكم السوء، وأن ‏يحبِّب إليكم الإيمان، وأن يُزينه في قلوبكم، وأن يُكرِّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان، وأن ‏يجعلكم من الراشدين، وتفاءَلوا بالخير تَجدوه، واعلموا أن الحياة نعمة عظيمة أنعم الله بها عليكم، وفرصة لا يمكن ‏تعويضها، فاغتنموها في العمل الصالح؛ حيث به تَحْيَوْن حياة كريمة؛ كما قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل