المحتوى الرئيسى

«كان».. أولى خطوات السعودية للوصول إلى السينما العالمية

04/10 15:05

يبدو أن الفن والترفيه كان له النصيب الأكبر من "رؤية 2030" التي أعلنتها المملكة العربية السعودية خلال عام 2016، والمتمثلة في "خطة ما بعد النفط"، والتي اشتملت على العديد من الأهداف والإصلاحات الطموحة التي شملت على العديد من المجالات.

فبعد الإعلان عن هذه الرؤية شهدت المملكة العديد من الخطوات التي قررت بموجبها أن تشهد المملكة حالة من الانفتاح الكبير، وأحدث تلك الخطوات الإعلان عن مشاركة المملكة في مهرجان "كان" السينمائي 2018.

وتعتبر هذه الخطوة أحد أبرز نتائج زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي يقوم بها حاليًا في فرنسا، فالإعلان عن مشاركة المملكة في "كان" جاء عقب اجتماع وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد صالح العواد، بوزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسين في باريس، على هامش زيارة ولي العهد لفرنسا.

وكشف العواد المرافق لبن سلمان، عن المشاركة في فعاليات الدورة الـ71 من "مهرجان كان السينمائي الدولي" الذي يقام خلال الفترة بين 8 - 19 مايو المقبل، وذلك من خلال جناح خاص للمجلس السعودي للأفلام الذي أطلقته الهيئة العامة للثقافة.

وبعد محادثات مع وزيرة الثقافة الفرنسية، أعرب العواد عن سعادته أيضًا بالاتفاق مع نظيرته الفرنسية على أن تكون هناك مشاركة رسمية في مهرجان "كان" لأول مرة.

بالإضافة لذلك، وقَع العواد عددًا من مذكرات التفاهم مع الوزيرة الفرنسية، تسهم في تعزيز المجالات الإبداعية في الأدب والموسيقى والفنون وصناعة الأفلام والمسرح.

و"كان" هو أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، يعود تأسيسه إلى سنة 1946، ويُقام كل عام عادة في شهر مايو، في مدينة كان جنوب فرنسا، ويوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة "السعفة الذهبية" لأفضل فيلم، ويقام في قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت الشهير على سواحل خليج "كان" اللازوردية.

تأتي هذه الخطوة انسجامًا مع استراتيجية المملكة الرامية لتطوير قطاع محلي مستدام ومتنوع لصناعة الأفلام، كما تتيح هذه المشاركة منصة مثالية للتواصل مع مجتمع صناعة الأفلام العالمي.

كما تشمل ثمار زيارة بن سلمان ، استعانة السعودية بالخبرات الفرنسية لإنشاء دار أوبرا وأوركسترا وطنية، في خطوة تندرج في إطار سعي المملكة للانفتاح على الغرب، وستساعد دار الأوبرا الفرنسية المملكة على إنتاج موسيقى كلاسيكية وعروض خاصة بها.

الإعلان عن مشاركة المملكة في المهرجان جاء بعد تناول الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للولايات المتحدة العشاء مع قطب الإعلام روبرت مردوخ وعدد من أصحاب الاستوديوهات والممثلين، بينهم مورجان فريمان، حسب مجلة "هوليود ريبورتر".

وتعليقًا على إعلان السعودية المشاركة في "كان"، أشار المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي تيري فريمو إلى أن المهرجان يلمس الالتزام القوي السعودي بتطوير المواهب في مجال صناعة السينما، ومشاركة القصص والخبرات السعودية مع العالم، موضحًا أن مشاركة السعودية في دورة المهرجان لعام 2018 فرصة لتطوير مواهبها الإبداعية، كما أن صُناع الأفلام الشباب ضمن الوفد السعودي سيكون بإمكانهم اكتساب خبرات غنية من خلال التفاعل مع أبرز قادة هذا القطاع في العالم ، حسب "الوطن" السعودية.

من جانبه يرى المخرج السعودي توفيق الزايدي أن هذا الاشتراك "البداية الفعالة الأولى لدخول السينما السعودية مضمار الصناعة العالمية"، حيث يشير إلى أن هناك طرقا كثيرة لدخول صناعة السينما العالمية، وهناك منتجون سعوديون يعملون في الحقل السينمائي منذ سنوات، لكن التوجه إلى أهم مهرجانات العالم بحضور رسمي كبير وملائم هو إعلان مباشر بأن السينما السعودية باتت هنا، وهي موجودة لتنضم إلى سينمات العالم.

ويضم مهرجان "كان" كبار صُنّاع السينما في العالم، وسبق أن شاركت السينما السعودية بأربعة أفلام قصيرة في المهرجان عام 2015، فيما تعد هذه المشاركة الرسمية الأولى.

كما سبق للسعودية عام 2006 أن حضرت بصفة شخصية عبر فيلمين أحدهما "زمن الصمت" لعبد الله المحيسن، والثاني "كيف الحال" لإيزادور مسلّم (من إنتاج روتانا)، لكن السينما السعودية الآن أصبح موضوعها مختلفا، فهناك خطة عمل للاشتراك بعدد من الأفلام القصيرة التي تم إنتاجها في العامين الأخيرين.

الحركة السينمائية الشابة بدأت في المملكة منذ عدة سنوات، إلا أنه لم يكن لدى معظمهم من خيارات عرض إلا الاشتراك في مهرجانات سينمائية إقليمية وفي مقدمتها مهرجان دبي السينمائي، حسب "الشرق الأوسط". 

هذه الخطوة تأتي في إطار دعم السعودية لتلك المواهب ومنحها الفرصة للتعرف على أوجه العمل السينمائي العالمي، حيث سيكون بإمكان صُناع الأفلام الشباب ضمن وفد المملكة اكتساب خبرات غنية من خلال التفاعل مع أبرز قادة هذا القطاع من حول العالم.

وسيتم خلال المشاركة تقديم مجموعة من 9 أفلام لصناع أفلام صاعدين من المملكة، في فقرة الأفلام القصيرة لمهرجان كان السينمائي خلال الفترة بين 14 و15 مايو.

سبقت خطوة مشاركة المملكة في "كان" العديد من الخطوات التمهيدية، ففي مطلع مارس الماضي أقرت السعودية أول لائحة لترخيص دور العرض السينمائي في المملكة، وفي الشهر نفسه تم إنشاء المجلس السعودي للأفلام، ليكون أول كيان متخصص في صناعة الأفلام، بعد رفع حظر عن السينما استمر نحو 35 عامًا.

كما أعلنت وزارة الثقافة في 4 أبريل الجاري منح ترخيصها لتشغيل أول دار سينما لشركة الترفيه للتطوير والاستثمار بالشراكة مع "إيه إم سي"، وذلك لتشغيل دور سينما في المملكة، كما أنه من المقرر افتتاح أول دار سينما في الرياض 18 إبريل الجاري.

الإعلان عن فتح دور سينما في السعودية أثار ردود أفعال متباينة في المملكة بين التأييد والمعارضة، نظرًا لاختلاف التوجهات الفكرية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل