قبل ساعات من انطلاق الليلة الكبيرة لـ'أم العواجز'.. حفيدة النبي وشهدت كربلاء واستشهاد الحسين.. وأجبرت على السفر لمصر ومغادرة الدولة الأموية.. وشكوك حول حقيقة مقامها الموجود في القاهرة

تضاء الأنوار حول مئذنة مسجدها، فيتنبأ الناس باقتراب مولدها، يأتي الباعة والتجار، ويتوافد المريديون من كل حدب وصوب.

على عتباتها تعلو الأصوات "يا مدد".. زغاريد المريدات في أرجاء المسجد، وياسين التهامي يدق بدفه متغنيا بأجمل قصائد التراث، المولد الزينبي له عالم خاص، تتجه فيه أنظار عشاق آل البيت والطرق الصوفية من كل البلاد إلى منطقة السيدة زينب حيث الاحتفال بمولدها.

قصة زينبولدت زينب في السنة الخامسة للهجرة، وهي ابنة فاطمة الزهراء ابنة الرسول -صلى الله عليه و سلم-، وقد سمتها زينب، حيث تعني أصل الشجرة الطيبة.

عاصرت السيدة زينب حوادث كبيرة عصفت بالخلافة الراشدة بمقتل أبيها على كرم الله وجهه، وبعده وفاة الحسن بن على، وإصرار يزيد بن معاوية على أخذ البيعة من الحسين، خرج الحسين وأهله ومنهم أخته زينب من المدينة سرًا متجهين إلى الكوفة بعد أن وصلتهم رسائل أهل الكوفة تدعوهم إلى القدوم وتتعهد بنصرتهم ضد الأمويين، فشهدت معركة كربلاء واستشهاد أخيها الإمام الحسين.

فى عام 61 من التقويم الهجرى، أمر يزيد بن معاوية الأموى، بإخراج السيدة زينب بنت الإمام على بن أبى طالب، خارج حدود المدينة، طالبًا منها أن تختار لها بلدًا تسكن فيه، بعد أن أصبح بقاؤها يؤجج نيران الثورة ضد الخلافة الأموية، فأبت فى أول الأمر وقالت "أأترك بلد أبى وجدى"، فقال لها عبد الله بن عباس "يا ابنة بنت رسول الله، اذهبى إلى مصر، فإن فيها قومًا يحبونكم لله، ولقرابتكم لرسول الله، وإن لم تجدى أرضًا تسكنيها هناك، فستجدين قلوب أهلها وطنًا".

صفاتهاتميّزت السيدة زينب بالعديد من الصفات كالعلم، والفهم، والعقل اللبيب، والجزالة، والفصاحة، والزهد والعبادة، واكتسبت هذه الصفات والخصال الحميدة من والدها الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأمّها فاطمة الزهراء، بالإضافة إلى اتصافها بكثرة التهجد، والتي اكتسبتها من جدها محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى تخصيص مجلس خاص بها تقوم فيه بتفسير آيات القرآن الكريم وتحضيره للنساء، وهي من الأشخاص الذين يتميزون بدعائهم المستجاب والذي لا يرد، حيث طلب منها أخاها الحسين أن تدعوا لها عندما قام بتوديع عياله وأهل بيته قبل الذهاب إلى معركة كربلاء.

أم العواجزكنيت بهذه الكنية عندما شرفت مصر بقدومها وساعدت العجزة والمساكين، و"رئيسة الديوان" لأنها عندما قدمت مصر وكان الوالى وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم فيتفهموا الأمور الدينية فى ديوانها.

مقامهماأمّا مكان الوفاة فقد اختلف فيه فهناك من قال أنّها توفيّت في مصر ودفنت فيها، وهناك من قال أنّها توفيّت في دمشق ودفنت فيها وفي كلا المدينتين هناك مقام للسيدة زينب، إلا أنّه لا يوجد أي كتاب يحتوي بين دفتيه على تأريخ لمدينة القاهرة يشير بأنّ القبر الموجود في مصر حاليًّا هو للسيدة زينب، حيث ذهب بعض المؤرخين إلى أنّ قبر السيدة زينب الموجود في الوقت الحالي في مصر هو قبر السيدة زينب بنت يحيى المتوّج والذي يعود في نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب.