حوار- مايا نصري: أمومتي أثرت على عملي.. و"قسطي بيوجعني" يهتم بأوجاع الناس

بعد غياب تسع سنوات عن شاشة السينما، قضتها في رعاية أسرتها والاهتمام بأطفالها، عادت دون أن تخطط عن طريق الكوميديا، لتقف لأول مرة أمام الفنان هاني رمزي، وتلتقي مجددًا بالفنان القدير حسن حسني، في "قسطي بيوجعني" الذي يحمل توقيع زوجها المخرج إيهاب لمعي، هي الفنانة اللبنانية مايا نصري التي أكدت أنها اختارت الابتعاد بإرادتها، لتعيش أجمل مشاعر كانت تحلم بها، هي مشاعر الأمومة ولتكوين أسرة سعيدة.

"مصراوي" التقى مايا نصري وأجرى معها حوارًا عن كواليس عودتها، وعن تفاصيل الفيلم الذي تم طرحه في موسم "شم النسيم السينمائي"، إلى الحوار..

تسع سنوات غياب عن السينما منذ آخر أفلامك "الديكتاتور".. فما السبب؟

لم أشعر أنني تغيبت تسع سنوات، لأنها مرت سريعًا، ربنا رزقني بـ3 أطفال، أصغرهم الآن طفلة عمرها 3 شهور، ورغبت في الاستمتاع بدور الأم، وأن أعيش هذه المشاعر لآخرها، أسمع أول مرة تنطق فيها ابنتي بكلمة ماما، وأرى أول خطوة تخطوها، ففي الأمر سعادة لا توصف.

معنى ذلك أنكِ لم تشعرين بالندم لطول فترة الغياب؟

"ليه الندم"، أمومتي أثرت على تواجدي صحيح، لكن لم ولن أشعر يومًا بالندم لأنني في هذه السنوات كوّنت أسرة حلوة، وجلست معهم واستمتعت بهم.

شهدتي ولادة الفيلم باعتبار أن زوجك المخرج إيهاب لمعي هو مؤلف الفيلم ولم يكن في حسبان أيًا منكما أنكِ ستلعبين دور "سوسن".. هل نظرتك للفيلم تغيرت بعدما أصبحتِ واحدة من عناصره؟

صحيح، لم أتخيل أن تأتي عودتي للسينما في هذا التوقيت، وحضرت بالفعل مع إيهاب كتابته للسيناريو، لكن لم تتغير نظرتي للعمل بعد اختياري للعب شخصية "سوسن"، وذلك لأنني كنت أضع نفسي دون قصد في مكان "سوسن" كلما كان يحكي لي إيهاب تفاصيل العمل، وهو شعور يحدث عندما نقرأ مثلًا أي رواية نضع أنفسنا في مكان أحد أبطالها، والرواية كانت عجباني على فكرة، وعشت مع الشخصية.

رشحك للفيلم الفنان هاني رمزي فلماذا لم يأت ترشيحك من قِبل المخرج إيهاب لمعي؟

إيهاب كان يعرف برغبتي في البقاء بالمنزل بجوار الأطفال، وأن هذه المسألة بالنسبة لي خط أحمر، وعندما اقترح عليه هاني رمزي ترشيحي للدور، قال له إيهاب "مستحيل" بناءًا على علمه بقراري، إلا أن رمزي أصر على محادثتي عبر الهاتف، وأقنعني بالعودة، وبأنني لن أبعد كثيرًا عن الأطفال، وبإحضارهم من بيروت إلى القاهرة خلال فترة التصوير، وهو ما فعلته، وكانت والدتي تجلس معهم في البيت وفور انتهائي من تصوير مشاهدي أذهب فورًا إلى البيت، "أنا خانقة أولادي ومعاهم فوق دماغهم طول الوقت".

وما سبب قبولك المشاركة في "قسطي بيوجعني"؟

كنت متشوقة للعودة إلى السينما، إلى جانب أن الفيلم يقوم ببطولته الفنان هاني رمزي، ومع زوجي إيهاب لمعي، واختلاف الشخصية التي رُشحت لها عما سبق وقدمته، فهي نموذج مختلف عن الصورة الرومانسية التي عرفني بها الجمهور في أعمال مختلفة.

كيف رأيتِ مناقشة أمر يتعلق بأوجاع أو مشاكل تواجهها فئة معينة في المجتمع بطريقة كوميدية؟

هذا الأمر يتميز به إيهاب لمعي، أفلامه دائمًا تهتم بمناقشة هموم الناس، ويناقش الموضوع بطريقة ساخرة تشبه أسلوب المصريين، المصريون يمتلكون هذه الموهبة "بيشوفوا وجعهم فين ويخترعوا نكتة بيضحكوا على وجعهم"، وإيهاب يهتم بالطبقة الشعبية.

ألم تطلبي من إيهاب لمعي أي تغيير في شخصية "سوسن" بعد انضمامك للعمل؟

أنا أطلب تغيير على نص كتبه إيهاب لمعي "لا عشت ولا كنت".

ما الذي جذبك في "سوسن"؟

"التحدي اللي أنا عملته عشان أقدر أقدم شخصية البنت دي"، سوسن شخصية مختلفة نوعا ما عن مايا الإنسانة، من حيث اللهجة والمستوى الاجتماعي والثقافي.

وكيف حضرتِ لشخصية "سوسن" الفتاة البسطية التي تعيش في حي شعبي؟

تربيت على الأفلام المصرية، وشاهدت الكثير من الأفلام التي كانت فيها الفتاة الشعبية بطلة، إلى جانب أن الفتاة الشعبية حولنا في كل مكان، حتى اللهجة اكتسبناها من مشاهدة الأفلام، ولأنني عشت في مصر لفترة طويلة، ومتزوجة من مصري، لم أجد صعوبة أيضًا في اللهجة، وكما قُلت من قبل المصري "بيكرف" على أي جنسية أخرى، وأتحدث مع إيهاب طول الوقت في البيت باللهجة المصرية، وإذا وجدت أي صعوبة في كلمة كنت اسأل عنها.

ألم تواجهك أي صعوبات أثناء التصوير غير مسألة ابتعادك بعض الوقت عن أطفالك؟

الصعوبة كانت "إني أفك"، خاصة في المشاهد التي أمسك فيها السكين، وأجري وراء "أكمل"، الشخصية التي يقدمها هاني، وأقوم بتوجيه السباب له، فكرة كسر الهيبة التي يتمتع بها هاني، كانت مسألة صعبة الوقوف أمامه وهو فنان كبير وأحترمه لأوجه له "شتايم"، وهو أيضًا ما حدث مع الممثل إبرام، ففي إحدى الجمل وجدناه يقول لهاني أو "أكمل": "بص وطي صوتك ليجوبوك من قفاك.. سوري يا أستاذ هاني"، كان عليّ أن أخرج من شخصية مايا وأنسى أنني أمام هاني رمزي، وأردد لنفسي أنني قادرة على فعل ذلك.

سوسن ظهرت وهي تدندن مقطع من أغنية الفنانة الراحلة شادية "وحياة عينيك".. لماذا لم نر أغنية لكِ بالفيلم؟

إيهاب فكر في ضم أغنية للفيلم، لكن بعد فترة، شعرنا أن ليس هناك مجال في الفيلم، الفيلم طويل ولم نجد أيضًا كلام يعبر عن الوضع الذي تحكيه القصة.

وكيف رأيتِ العمل مع هاني رمزي وحسن حسني؟

هاني كوميديان كبير ووجدت العمل معه متعة، لأنه يحب أن يظهر الممثل الذي يقف أمامه في أحسن حالاته، وكان يطلب مني في بعض الأحيان أن أقول الجملة بطريقة معينة أو بكلمات مختلفة، ونستشير فيها إيهاب، وإذا وجدناها جيدة يتم تصويرها، فهو يمتلك القدرة على الارتجال، عكسي تمامًا فأنا لا امتلك هذه الموهبة، وعلى المستوى الإنساني شخص محترم جدا، وهناك صداقة عائلية تجمع بيننا، واعتقد أن الجمهور شعر بالكيميا التي كانت بيني وبين هاني على الشاشة.

أما الفنان حسن حسني، فهو فنان صاحب تاريخ كبير، وقف إلى جوار مواهب كثيرة في بداية مسيرتهم الفنية، وكنا نشعر أنه "بركة الفيلم".

تعيشين حاليًا في بيروت.. هل سترتبط عودتك للسينما بانتقالك للعيش مع أسرتك إلى القاهرة؟

حاليًا لا أعتقد، ابنتي في "كي جي تو" ومرتبطة جدًا بمدرستها.