المحتوى الرئيسى

فاروق الباز: الحجاب ليس جزءاً من الإسلام الحقيقى - برلمانى

04/09 15:12

 -الرئيس السيسى قال لى: أنا عاوز أخلى المصريين يشعروا إنهم قادرين.. وكلّف المجلس الاستشارى بوضع خطة لإصلاح التعليم والبحث العلمى ونجتمع الشهر الجارى- أقول للحكومة: خلوا الشعب مسؤول عن بناء المدارس.. وما تكلموش الناس من ورق.. ولو مش عارفين تخاطبوا الخارج اسكتوا أحسن»

- الكلام عن تعديل الدستور «عيب».. والحديث عن التدخل العسكرى فى أزمة سد  النهضة «هبل»

- بضرب تعظيم سلام لمحمد صلاح.. ومن طلب منه قص شعره عنده خلل

-الشعب عاوز من الحكومة آيس كريم ومحدش بيقوم بدوره

-نحتاج 100 ألف موظف فقط وباقى الـ 6 ملايين يقعدوا فى بيوتهم وياخدوا رواتبهم أفضل

كشف العالم المصرى فاروق الباز، عضو المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية، لأول مرة أحاديث خاصة بينه وبين الرئيس السيسى فى الغرف المغلقة، وعن الخطة التى يسعى المجلس الاستشارى إلى وضعها خلال الشهر الجارى، ووجه رسائل خاصة للحكومة وللشعب، وحذر من ظواهر خطيرة فى الشارع المصرى.

ووضع «الباز» فى حوار خاص مع «برلمانى» روشتة لعلاج عدد من الأزمات المتعلقة بملفات رئيسية فى مصر، وتحدث أيضًا عن المرأة والشباب ومحمد صلاح، وعن الأحزاب السياسية فى مصر، ومستوى الحريات فى تقديره، ومواقف خاصة متعلقة بأسرته، وأمور أخرى كثيرة، وإلى نص الحوار..

رأيتك متجهمًا بعض الشىء وأنت تنظر إلى النيل من النافذة، فهل هناك ما لا يعجبك؟

- أنا زعلان على منظر النيل، مصانع الحكومة تلقى المخلفات الكيميائية فى النيل، بالإضافة لقمامة البيوت، وهذا الأمر يمثل خطورة كبيرة على الناس، أنا حزين على شكل النيل الحقيقة، واللى بيحصل مصيبة بكل المقاييس، قدماء المصريين اعتبروا النيل واحدًا من الآلهة وجعلوا من القسم بعدم تلويثه شرطًا من شروط دخول الجنة فى عقيدتهم، ونحن الآن حولنا النيل إلى «مزبلة».

هل لاحظت ظواهر أخرى لم تعجبك خلال وجودك فى مصر هذه المرة؟

- طبعًا، قذارة المكان، بلدنا كانت فى الماضى أنظف ما يمكن، الآن شكل الشوارع لا يعجبنى.

- نحن كشعب، ليست الحكومة ولا الكنّاس، «إنت بتلاقى الباشا راكب عربيته الملاكى وبيرمى زبالة من الشباك»، وهذا سلوك يدل على أن هذا الشخص لا يحب بلده، من لديه ولاء لبلده «مش هيرمى عقب سيجارة فى الشارع».

فى 2005، ابنتك منيرة قالت لك: «مش هاجى مصر تانى علشان الابتسامة اختفت من وشوش الناس»، ما سر غياب الابتسامة؟

- الناس طول الوقت معتبرة أن ما يُقدم لها من خدمات ليس كافيًا، لأن الحكومة تقول أنا هعلمك وهديلك مرتب وهعلم ولادك وهعالجك فى المستشفى، «فإحنا نييجى نقول آه العيش حلو ومدور بس فيها حتت معووجة، الميه جاية ساقعة بس مش أوى، الشعب محتاج من الحكومة الآيس كريم ومحدش بيعمل دوره»، لكن لو كان المواطن مسؤولًا والمصانع مسؤولة وأصحاب الأعمال مسؤولين بعيدًا عن الحكومة، كان الأمر اختلف، وعلى الحكومة أن تبتعد عن تلك الأمور خطوة خطوة، الجامعات على سبيل المثال يجب أن تُدير نفسها بنفسها، وزارة الزراعة أيضًا عليها أن تبعد عن الفلاحين وتتركهم يديرون أنفسهم بأنفسهم، ويبقى دور الحكومة التقنين فقط، بالقوانين الصحيحة بدل القوانين المرتبكة الموجودة الآن، والشعب وأصحاب الأعمال يديرون أنفسهم بأنفسهم.

بمناسبة حديثنا عن العلاقة بين الحكومة والشعب، هناك أزمة تواجهها الحكومة الآن متعلقة بالتضخم السكانى، الذى يلتهم معدلات النمو الاقتصادى، كيف نحل تلك الأزمة؟

- على الدولة أن تخاطب الناس ببساطة، وتقولهم «بالبلدى.. إحنا مش قادرين فى الوقت الحالى ندعم كل هذه الأعداد، كفاية خلفة بالشكل دا، خلينا نتجاوز تلك الفترة الحرجة وبعدين خلفوا زى ما أنتوا عاوزين»، ويجب أن تتخلى الدولة عن بناء المدارس، المدارس خربانة، الناس تُصبح مسؤولة عن تعليم أولادهم من خلال تشييد المدارس بالجهود الذاتية، سنجد تنافسًا كبيرًا بين المواطنين على تعليم أفضل لأولادها، وستنتهى مشكلة الدروس الخصوصية، والدولة تكون مسؤولة عن المناهج وتقنينها فقط.

إذا تحدثنا عن الانتخابات الرئاسية، ما الملحوظة الأهم التى دونها فاروق الباز على ذلك المشهد؟

- فرحة الناس كانت من القلب، لأن الناس أدركت أن الرئيس السيسى نضيف وشريف وجدع، ولديه النية للعمل فمنحوه الفرصة، وهو أثبت أنه قادر على التنمية والعمل بما فيه صالح للشعب، وهو دعانى قبل أن يصبح رئيسًا للدولة فى 2014، وقال لى «أنا حطيت ممر التنمية فى البرنامج الانتخابى، هل نقدر نعمله فى سنة، قلت له لأ، قال لى خلاص نعمل مشروع قناة السويس»، السيسى رجل وطنى ومستعد للتضحية بروحه فى سبيل الوطن، قال لى فى أحد الاجتماعات، لو العمل أجهدنى لحد ما أموت معنديش مشكلة، كما قال لى فى بداية توليه المسؤولية «أنا عاوز أعمل حاجة تخلى المصريين يشعروا إنهم قادرين».

أفهم من حديثك أنك تؤيد الحديث عن ضرورة تعديل الدستور، لتعديل مدة الرئاسة؟

- لأ طبعًا، لازم نحترم الدستور حتى لو كان الرئيس السيسى رجل عظيم، والكلام عن تعديل الدستور عيب أوى.

باعتبارك عضوًا فى المجلس الاستشارى للرئيس، هناك ملاحظات بأن دور المجلس غائب، فما تعليقك؟

- إحنا غائبين عمدًا، لأن لنا دورًا استشاريًا مع الرئيس شخصيًا، مش المفروض نقول للناس إحنا قلنا لرئيس الدولة إيه.

- هذا الشهر، نجتمع 6 مرات سنويًا.

ما الموضوعات المحددة لأول اجتماع عقب فوز الرئيس؟

- الرئيس طلب منا نشتغل على خطة لإصلاح التعليم والبحث العلمى.

فى اعتقادك، ما المشروع الأهم التى تحتاجه مصر خلال الفترة المقبلة؟

- البدء فى مشروع حقيقى لإصلاح التعليم من جذوره، لأننا سبنا التعليم يخرب، وإصلاحه بشكل حقيقى يحتاج 20 سنة.

كيف تقيم الوزير طارق شوقى؟

مراقبون لأدائه يتوقعون غرقه فى الروتين الحكومى، فما رأيك؟

- يا إما يكسر الروتين، أو الروتين يكسره، ليس أمامه سوى حلين، وهو بيعافر وخلينا نشوف.

- ليس موجودًا فى الموازنة إلا بنسبة بسيطة جدًا، 0.5% من حجم الموازنة، وده كلام فاضى، إسرائيل تنفق 4% على البحث العلمى، لابد أن نعمل على تزويد تلك النسبة، وفى الحقيقة مستحيل الحكومة تزود النسبة وكل هذه الأعباء على عاتقها.

بمناسبة الموازنة، الرواتب تلتهم الجزء الأكبر من الموازنة، وهنا سؤال: لدينا فى الجهاز الإدارى 6 ملايين موظف، كم نحتاج منهم؟

- نحتاج منهم 100 ألف موظف فقط، وبقية الموظفين نعطيهم مرتبهم ونسيبهم يروحوا، لأن وجودهم مُعطل، ونحن نعلم جيدًا أن هؤلاء أتوا بالواسطة.

لو تكلمنا عن الحكومة بشكل عام، كيف تقيم أداءها؟

- أداؤها فى تقديرى 5/10.

من خلال هذا التقييم، هل ترى أن تبقى الحكومة بشكلها الحالى أم يتم تغييرها أو تعديلها؟

- لو كان المهندس شريف إسماعيل قادر صحيًا فيكمل لأنه رجل محترم، لكنه فى الغالب غير قادر صحيًا.

هل من الممكن أن تقترح اسمًا لمنصب رئيس الوزراء؟

- عيب أقترح، تعيين رئيس الوزراء والوزراء جزء من «الخيبة التقيلة»، المفترض تكون هناك لجنة حكماء تفتح باب الترشح لمن يرى فى نفسه القدرة على تولى تلك المناصب ابتداءً من سن الـ 30 سنة، واللجنة تجتمع مع كل متقدم وتسمع منه، ما خطته، وما فكره، وماذا سيقدم لذلك المنصب، وتختار.

قلت فى تصريحات سابقة «الحكومة ما بتعرفش تكلم الناس».. هل هناك حل؟

- الوزراء يخرجون على الناس بأوراق و«يقولوا أى كلام» باللغة العربية الفصحى، ويقولوا فيما معناه «إننا عملنا كل حاجة وكل حاجة زى الفل وعملنالكم كمان اللى انتوا ما تستاهلهوش»، والناس طبعًا تدرك أن هذا الكلام غير حقيقى.

هذا عن الداخل، وهل تستطيع الحكومة مخاطبة الخارج؟

- الحديث مع الخارج أسوأ، «إحنا لو مش عارفين نكلمهم إزاى، الأحسن نسكت»، هقولك مثال، واحد تافه يكتب فى النيويورك تايمز فنهاجمه فيهتموا به أكثر ويضعوه فى الصفحة الأولى، نحن أصلًا ليس لدينا اللغة السليمة لنكلمهم بها.

وماذا عن الوضع الاقتصادى فى مصر؟

- «طول ما بنستلف علشان نجيب أكلنا هنفضل خيبانين، على أيامى مكنش فيه قمح بيتاكل من شبه الجزيرة العربية إلا اللى طالع من مصر»، نحن أهملنا الزراعة، وتركنا الناس تبنى على الأرض الزراعية، وأصبحنا الآن نزرع لنبيع ورد لفرنسا، وكانتلوب لأوروبا، وأهملنا الفلاح المصرى الأصيل، وذلك حينما تمكنت الحكومة من كل شىء، حينما أصبحت تعطى للفلاح البذور والأملاح وتأخذ منه الناتج، وفى النهاية يخرج خسران، كلمنى أحد الفلاحين يشتكى من حاله، لأنه لم يطق تعاملات الحكومة، دخّلنا الحكومة فى كل خطوة وخرّبت كل شىء.

ما الذى يدعو إذن للتفاؤل؟

- ما يدعو للتفاؤل هو أننا لم نكن ندرك أن هناك خطأ، وبدأنا نفهم، والإصلاح يحتاج صبرًا، لا ينتهى فى يوم وليلة.

تكلمت كثيرًا عن أن مصر لديها من الثروات المعدنية ما يكفى لحل جزء كبير من مشكلتها، أين هى تلك الثروات؟

- لأننا لم نستطع استخراجها أو بيعها أو الحديث عنها، نحن لدينا فى مصر جميع أصناف العناصر، التى من الممكن نكسب منها، المشكلة فى أن الحكومة هى المسؤولة، بقوانينها المعقدة، والمفترض تكون هناك شركات متخصصة هى المسؤولة، وأنا كمصرى لو أنا أعرف أماكن هذه الثروات «مش هقول خليها للأجيال الجديدة، لأننا بصراحة ما نستاهلش، شباب الجيل القادم أولى».

وماذا عن ملف السياحة، تولى الوزارة أكثر من وزير، والوضع لا يزال غير جيد، ما الحل؟

- يجب أن ترفع الحكومة يدها منه فورًا.

هل أفهم أنك تطالب بإلغاء وزارة السياحة؟

- طبعًا، وإسناد الأمر لشركات خاصة تُدير.

ملف آخر مهم، وهو سد النهضة، هناك مخاوف لدى المواطن من تفاقم الوضع ونقص حصة مصر فى المياه، هل هناك حل؟

- نحن السبب وراء تلك الأزمة، وإحنا اللى «خيبانين» فى قصة سد النهضة ليس الجانب الآخر، المفترض كانت مصر هى من شيدت السد، هؤلاء إخوتنا فى أفريقيا، لكننا تركناهم ولم نسأل فيهم لأكثر من 50 سنة، وعلى كل حال، الكلام عن التدخل العسكرى مجرد «هبل»، الحل هو أننا نستمر فى التفاوض، ولو الأمور تعقدت تمامًا نتجه للمحاكم الدولية.

دكتور فاروق، هل تتابع عمل الأحزاب السياسية فى مصر؟

- أين هى تلك الأحزاب، الوفد والمصريين الأحرار يحاولون، لكن ليس لدينا أحزاب حقيقية فى مصر، تحولت سياسات الأحزاب فى مصر إلى تأييد سياسات الحكومة، والأحزاب تعرف إنها لو لم تفعل ذلك «هتضيع».

هل لك ملاحظات إذن على ملف الحريات فى مصر؟

- بصراحة، المعارضة مفتوحة فى مصر، وأرجو يبقى مستوى الحرية بهذا الشكل، «كل الناس بتقول اللى هى عاوزاه».

لماذا لم تفكر فى عمل حزب سياسى؟

- أنا لا أفهم فى السياسة، أنا أفهم فى الصخور فقط.

لماذا لا تخوض التجربة مثل الدكتور محمد البرادعى؟

- البرادعى لم يكن له أن يدخل فى السياسة، هو تخيل أنه أصبح زعيمًا للشباب، وأنه يستطيع توجيههم، حينما وجد الشباب حوله، «وأنا أقدر أجمع حواليا شباب أكتر منه، إنما ما أقدرش أقول إنى أقدر أوجههم».

هل تعتقد أن الغرور هزم البرادعى؟

- الغرور يهزم كثيرين فى مصر، لكن دعنى أقل إن عدم التفكر فى سبب اهتمام الشباب به هو من خدعه، لأن الشباب اتجمعوا حوله ليس لأنه محمد البرادعى، لكن لأنه كان الوحيد الذى يخاطبهم بشكل يتقبلونه، وهو أخطأ لأنه «اتفرعن» حينما التفت مجموعة من الشباب حواليه، فأساء تقدير الموقف.

هل تعتقد أن محمد البرادعى سبب فى عزوف كثيرين من الشباب عن المشاركة السياسية؟

- هو سبب من الأسباب، الشباب قالوا «نصيبة إيه دى، بقى عملنا كذا وكذا ويطلع كده فى الآخر».

لماذا كتبت على «فيس بوك»، قلة الاحترام وسوء الفهم أصبح من سمات الجيل الحالى؟

- لأن الشباب ضائع فى محيط واسع، وليست له إشارة، «ميعرفش رايح فين». 

لكنّ هناك نموذجًا اسمه محمد صلاح، هل تتابعه؟

- محمد صلاح نموذج ممتاز للغاية، لأنه شاب مصرى أبلى بلاء حسنًا فى عمله، واجتهد وطوَّر من نفسه، ونجح نجاحًا باهرًا، وما زال ظريفًا وطيبًا، ويحتفظ بالأخلاق المصرية، وبالشهامة والكرامة، فهذا الشخص لازم أديله تعظيم سلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل