المحتوى الرئيسى

لماذا اختار الفراعنة ثلاثى «الفسيخ والبصل والبيض»؟

04/09 20:49

قبل أكثر من 4700 سنة، كان المصرى القديم هو أول من احتفل بعيد الربيع، شم النسيم، وتحديدا فى أواخر عصر الأسرة الثالثة من العصر الفرعونى عام 2700 ق.م.

كانت المناسبة وقتها تسمى «شمو» أو «شموش»، وهى كلمة هيروغليفية، يرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة.

ومارس الفراعنة مجموعة من الطقوس خلال احتفالهم بهذا اليوم، وهى ذاتها تقريبا نفس الطقوس التى تمارس فى بلادنا حتى الآن، ولكنها كانت بالنسبة إليهم تحمل رمزيات لها أهداف محددة.

وتاريخيا، حدد المصرى القديم يوم الاحتفال بشم النسيم ليكون هو اليوم الذى يتساوى فيه عدد ساعات الليل والنهار، ويقع غالبا فى برج الحمل، وكانوا يحتفلون به احتفالا رسميا يشارك فيه جميع طبقات الشعب بمن فيهم الفرعون، ففى صباح هذا اليوم يهدى المصرى القديم لزوجته زهرة اللوتس، وتتزين النساء بعقود الياسمين، وتخرج الأسر تحمل طعامها للتنزه على ضفاف النيل.

ولأنهم كانوا يعتبرون النيل هو شريان الحياة والتنزه بجواره من طقوس الاحتفال بالربيع، قال أمنحتب «إذا مرض النيل مرضت مصر، فهو الذى يقضى على ثالوث الفناء: الجهل والفقر والمرض».

وبالنسبة للأطفال وقتها، كانوا يحملون سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، وتُقام حفلات الرقص على أنغام الناى والمزمار والقيثارة، وتصاحبها الأغانى والأناشيد الخاصة بعيد الربيع.

ويتضمن الاحتفال التجمع أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهد الجميع غروب الشمس، وتكون ذروة الاحتفال اللحظة التى يبدأ فيها قرص الشمس فى الاقتراب تدريجيا من قمة الهرم حتى يبدو للناظرين كأنه يجلس فوقه، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثى الواجهة اللذين يتبادلان الضوء والظلال، فتبدو واجهة الهرم للناظرين كأنها انقسمت لشطرين.

ويعتبر الفراعنة عيد شموش «شم النسيم» بمثابة بعث للحياة من جديد، ولهذا اختاروا طعامهم لهذا اليوم بما يتناسب مع هذه الدلالة، فكانت مائدتهم تضم البيض الملون لأنه يرمز إلى خلق حياة جديدة، كما صوَّرت بعض برديات منف الإله بتاح، إله الخلق عند الفراعنة، وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التى شكلها من الجماد. وكانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض فى سلال من سعف النخيل يعلقونها فى شرفات المنازل أو فى أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.

واعتبر المصريون القدماء السمك رمزًا للخصوبة، فكانوا يضعون مع المتوفى فى مقبرته السمك الفسيخ لأنه يتحمل التخزين اعتقادا منهم أنه إذا عاد للعالم الآخر يجد ما يأكله وكان السمك البورى بالذات يضع بويضاته فى مثل هذا الوقت من العام فاعتبروه الأنسب للأكل احتفالا بالربيع.

أما البصل الأخضر، فكان رمزا لإبعاد الشيطان، وارتبط ظهوره بما ورد فى إحدى أساطير مدينة منف، القديمة فى أواسط عصر الأسرة السادسة التى تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض دخل معه فى غيبوبة، واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون، فنسب مرض الأمير الطفل إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير فى فراش نومه عند غروب الشمس.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل