وقفة فقهية| ما حكم قص شعر المرأة في الإسلام؟ | أسايطة

الرئيسيه » أخر الأخبار » وقفة فقهية| ما حكم قص شعر المرأة في الإسلام؟

تقدم “الأسايطة” إجابات فتاوى لقرائها الأعزاء وما يشغل بالهم في أمور الدين والدنيا، ويجيب عليها نخبة من علماء الأزهر الشريف والوعظ والأوقاف ويسأل سيدة من قرية بني سميع بمركز أبوتيج فتقول: أقوم بقص شعر رأسي من وقت لآخر وسمعت من إحدي صديقاتي أنه غير جائز شرعًا، فهل كلامها صحيح؟ نرجو توضيح الأمر والإفادة

ويجيب عن هذا السؤال الشيخ عيد خليفه، إمام وخطيب ومدرس بمديرية الأوقاف بأسيوط قائلا: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فلم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة ولا أقوال العلماء ما يمنع من قص المرأة شعرها، أو يجعل له حدًا معينًا.

بل ورد أن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم كن يأخذن من شعر رءوسهن حتى تكون كالوفرة، كما رواه مسلم. ومعنى الوفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن.

وقد يَشْكُل على بعض الأفهام ما ورد في سنن الترمذي والنسائي من أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها، والجواب على هذا أن حلق الشعر هو إزالته بالكلية، وهو منهي عنه لأن الشعر من خصائص زينة المرأة، أو أن المراد النهى عن حلقه عند المصائب كالحزن على وفاة زوج أو ولد.

وبناءً على هذا، فقص المرأة شعر رأسها إلى أذنيها مباح لا حرج فيه ما لم يرتبط بمحرم آخر يجعله حرامًا كأن يكون بغير إذن الزوج، لأن ذلك تعدِ على حق الزوج في المتعة به أو يكون بواسطة رجل أجنبي عنها فيحرم، أو تفعله تشبهًا بالرجال أو بالكفار، أو لتتزين لغير زوجها.

أما إن خلا من ذلك كله وأذن الزوج به فلا حرج، بل تؤجر المرأة عليه، إن كان تجملًا للزوج وإرضاء له، فالإسلام يحث النساء على التحبب إلى أزواجهن بكل ما هو متاح ومباح.

وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك يعدل الحج والجهاد في سبيل الله، كما قال لأسماء بنت السكن الأنصارية حين شكت إليه عدم مشاركتهن في الجهاد: (حُسن تبعل إحداكن لزوجها يعدل ذلك كله).