المحتوى الرئيسى

الإعلام الإخوانى التركى ينهار.. ما بنى على باطل!

04/07 17:36

يحمل الإخوان فى بنيتهم التنظيمية، وعقلهم الجمعى، كراهية عميقة للصحافة والصحفيين، والإعلام والإعلاميين، فالعمل التنظيمى السرى يكره العلنية التى هى الفلسفة الجوهرية للعمل الصحفى والإعلامى، الذى يسعى لاختراق ما يدور داخل الكيانات المغلقة، وكشفها وتسليط الضوء عليها.

لم تؤمن الجماعة بالصحافة المجردة يوما، بل ذهبت لتشكيل صحف تشبه النشرات الدعوية، التى يتم حشوها بعشرات من المقالات التى تخدم التنظيم، وتمجد من أفعاله، وتحاول حسب الظرف المواتية ممارسة هوايتها فى هدم الدولة وتقزيم النظام.

وشكلت المجموعات الصحفية الإخوانية كانتونات معزولة عن بقية الوسط الصحفى، ذهبت لربط نفسها بالتنظيم، ورفضت دخول عناصر صحفية غير منتمية للجماعة، إلا أنها سمحت بالزج بعناصر إخوانية فى صحف أخرى محاولين إخفاء هويتهم وانتماءهم للجماعة، تكون مهتمهم نقل ما يجرى داخل الصحيفة من كواليس.

ومع ذلك فلم تكن تشعر الجماعة بالراحة للمجموعة الصحفية داخل تنظيمها، ووضعت عليهم دوائر حمراء، ما يعنى أن نسب ترقيهم داخل التنظيم ضئيلة للغاية، معتبرين أن كون العنصر اختار أن يكون صحفيًا لهو دليل على احتمالية سقوطه من التنظيم، أو أنه سيتمتع بروح جدلية لا يحبذها التنظيم فى عناصره.

يبخل التنظيم على صحفيينه وإعلامييه بالمال، فيخصص رواتب لهم ضعيفة، ولا يقارنون بأمثالهم من الصحفيين، حتى ضجوا من ذلك فكان اعتصامهم الأول فى جريدة الحرية والعدالة، أيام حكم رئيسهم المعزول محمد مرسى، إلا أن إدارة الجريدة من الإخوان قمعوهم، مهددينهم بالفصل، رافضين منحهم عضوية النقابة، فباتوا بلا مال ولا عضوية، لكنهم عادوا بعد ذلك لمنح بعضهم من المرضى عنهم تنظيميا عضوية النقابة، بعد أن تسربت الأزمة لعدد من الصحف الأخرى.

بعد الإطاحة بمرسى، هربت قادة الإخوان لتركيا وقطر وماليزيا، فباتوا فى حاجة لهؤلاء الإعلاميين والصحفيين، فطلبوا من أغلبهم ترك مصر والالتحاق بهم، لم يكن عدد من هؤلاء فى حاجة للهروب، فلم يكونوا ملاحقين أمنيا، وكان عدد منهم مسكن فى جرائد وفضائيات غير معادية للدولة المصرية، لكنهم تحت ضغوط الإغراء ظنوا أنهم سيلاقون مصير أفضل فى الخارج، لكن أتت الرياح بما لا تشتهى سفنهم كالعادة.

ضربت الأزمات قنواتهم الإعلامية، وشهدت قناة الشرق المحرضة على الدولة المصرية، أزمات فضحت ما يدور من كوارث، هناك من يعيش فى رفاهية مفرطة وهم القادة، وهناك من لا يجد قوت يومه ولا إيجار سكنه.

أعلن مجموعة من العاملين بالقناة بدأ اعتصام جديد داخل مقر القناة بإسطنبول، إلا أن أيمن نور، رئيس مجلس إدارتها، أصدر على الفور تعليمات لحراس الأمن الموجودين على البوابات بمنعهم، واصفًا إياهم بالمخربين، وذهب لاستئجار بلطجية من جنسيات مختلفة للاعتداء عليهم وضربهم وإخراجهم داخل القناة، فظهر عدد منهم يستنجدون بالشعب المصرى لإنقاذهم مما هم فيه، لكن لم يستجب لهم فلم يتدخل قادة التنظيم الدولى، ودخل معتز مطر الاستوديو ليهاجم الدولة المصرية كعادته، دون أن يشير إلى أن زملائه يتعرضون للضرب فى الخارج.

نشر محمد طلبة رضوان، آخر المفصولين تعسفيًا، فيديو بلغ مدته أكثر من 40 دقيقة، قائلًا: «حاولنا ندخل القناة إلا أن أيمن نور أصدر قرارًا بمنعنا، كنا دخلين القناة لأن كان فى اعتصام داخل القناة من أجل تحقيق مطالب»، ثم أردف قائلا: لو استطاع أيمن النور أن يقتلنا لفعل!

تخلت الجماعة عنهم، وتركتهم بلا سند ولا نصير، ولم تغفر لهم مجرد تفكيرهم فى القيام باعتصام، حتى لم أصدر بحقهم قرارات بالفصل.

أعلن «نور» عن أن عملية تصفية كبرى ستشمل من عددا آخر من مقدمى البرامج إلى التحقيق بسبب تضامنهم مع مطالب العاملين، وفصل أى من المتضامين مع المخالفين له.

فضح محمد طلبه رضوان، كل من أيمن نور، رئيس القناة الإخوانية، ومعتز مطر مقدم أحد البرامج بقناة الشرق، كاشفا أن الأخير انضم لجبهة أيمن نور فى التجسس على العاملين بالقناة.

واستمرت الأزمة، حيث علق عبد الله الماحى، مقدم أحد البرامج بقناة الشرق الإخوانية، عن تعرضه للظلم داخل القناة وعدم وجود شخص من القناة أو من قيادات الجماعة يقف معه.

وقال: «إن العاملين بقناة الشرق الإخوانية بتقاضون مرتبات قليلة للغاية مقابل صرف أيمن نور ملايين على فنادق تركيا وعقد المؤتمرات»، مشيرا إلى أن أيمن نور ومعتز مطر تجسسا على العاملين بالقناة، وراقبوا تحركاتهم.

وكشف الماحى، أن أيمن نور هدد أحد حلفاء الإخوان بنشر وتسريب فضائح له على مواقع التواصل إذا تدخل لحل أزمة العاملين بالقناة، مشيرا إلى أن معتز مطر انحاز لأيمن نور ضد العاملين بالقناة وخرج ليكذب على أنصار الإخوان ويزعم أنه لا يوجد أزمة بل تورط مع أيمن نور فى التجسس على العاملين بالقناة وتقاضى مرتبات كبيرة له مقابل مرتبات قليلة للعاملين بالقناة.

وعن التمويلات ومصادر صرفها، يقول أحد مقدمى البرامج على القناة الإخوانية، إن «أيمن نور يربى كثيرا من الكلاب داخل منزله، فهو خبير فى تربية الكلاب، كما أن لديه بودى جاردات يصرف عليهم أموال طائلة ثم يزعم أمام العاملين بالقناة أن القناة فقيرة، وكان يهدد العاملين بالقناة أنهم مجرد جعانين وأن هذا أفضل لهم بدل من أن يتم إلقاؤهم فى الشارع».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل