المحتوى الرئيسى

‎وزارة الصحة في قبضة "الرجل المسنود"

04/06 16:18

‎مر عامان ونصف العام على جلوسه في منصب المتحدث باسم وزارة "صحة المصريين"، الوظيفة التي من أصولها التواصل الدائم مع المواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة، يطمئنهم عن توافر الأدوية، يشرح أسباب قرارات الوزارة ونصائحها في فترة متقلبة اقتصاديا ومناخيا، إلا أنه وبعد فترة قصيرة منذ توليه المنصب أصبح يلقب بين الإعلاميين بـ"الرجل المسنود".

‎أزمات كثيرة مرت على "الصحة"، ولا يُذكر لمسؤول المعلومات في الوزارة سوى عبارته الدائمة لكل من يختلف معه في الوزارة "أنا مسنود"، رغم إحالته للنيابة الإدارية بتهم إهانة العاملين، والتستر على غياب مديرة مكتبه، ومشاداته في مداخلات قليلة أجراها مع قنوات فضائية، وتجاهله لعشرات الأسئلة من الصحفيين، ورفضه دعم أي حالات إنسانية.

‎"غير مسموح لنا بالحديث".. إجابة واحدة لوكلاء بالوزارة تشير إلى أن هناك طوقًا أمنيًا فُرض من الدكتور خالد مجاهد على المعلومات، لتحدث بمرور الوقت فجوة كبيرة بين الوزارة والجهات الإعلامية، ولكن لا أحد في أكبر وزارة خدمية في مصر يجرؤ على الكلام بسبب حديث مجاهد الدائم عن الدعم الذي يحظى به من جهات بالدولة حسب زعمه.

في 8 ديسمبر 2016، قرر المستشار علي رزق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، وقفه عن العمل لمدة 3 أشهر، بعد بلاغات من العاملين تتهمه بالإهانة جملت أرقام (3،219،533 لسنة 2016).

واتهم العاملون في الوزارة "مجاهد" بالتقاعس عن اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مديرة مكتبه، ومحاولة تستره على غيابها عن العمل خلال الأشهر من يناير وحتى يونيو 2016، بالتلاعب في كشوف الحضور والانصراف، واصطناع مأموريات وهمية لتمكينها من الحصول على مستحقاتها المالية كاملة بحسب التهم الموجه له، كما وُجه له تهم سب العاملين وإهانتهم وتهديدهم بالقتل، وبعد انتهاء التحقيق معه برأته النيابة الإدارية في 27 ديسمبر 2016 لعدم وجود أدلة تدينه.

في أغسطس من العام الماضي، وقع "حادث قطار الإسكندرية الضخم"، الذي راح ضحيته 40 شخصًا وعشرات المصابين، وخرج مجاهد ليقول إن جثامين ضحايا حادث قطار الإسكندرية ستنقل إلى ذويهم مجانًا، ما أثار استياء الأهالي وهاجمه بعض الإعلاميين ووصفوا تصريحاته بأنها "تحمل تفضلًا منه على الضحايا".

دخل "مجاهد" في مشادات كلامية عبر شاشات الفضائيات والبرامج التي ظهر فيها، وأبرز تلك الوقائع هجومه الحاد على الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، في عدد من البرامج من بينها برنامج على مسؤوليتي المذاع على قناة صدى البلد، وبرنامج بالورقة والقلم، المذاع على قناة "تن"، بسبب تصريحات "عبيد" حول انتهاء صلاحية 49 ألف علبة دواء لعلاج فيروس "سي" واتهامه الوزارة بتوزيعها على مستشفيات التأمين الصحي دون الالتفات إلى صحة المرضى.

وقال "مجاهد": إن وزارة الصحة تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد نقيب الصيادلة، فيما كرر "مجاهد" هجومه على نقابة الصيادلة في مشادة مع أمينها العام الدكتور أحمد فاروق، في أعقاب قضية نقص الأدوية وارتفاع أسعارها، وعلى خلفية ذلك تقدمت النقابة ببلاغ للنائب العام ضد "مجاهد" بتهمة السب والقذف، ما أدى لحدوث أزمة بين النقابة والوزارة.

في شهر أكتوبر من العام الماضي تهكم "مجاهد" على الشاعر أيمن بهجت قمر، بعد أن عرض عليه حالة إنسانية طالبًا منه المساعدة، وتجاهله ثم قال له: "أنا ما اعرفكش".

وقال "قمر" عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أنا الشاعر أيمن بهجت قمر، ابن المؤلف بهجت قمر، اللي كتبت للبلد (بشرة خير)، و(طوبة فوق طوبة)، و(فيها حاجة حلوة) واللي اتشرفت بلقاء رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء، وساهمت في كل الأعمال الوطنية".

في السياق، قال الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، إن هناك فرقا بين منصبين يتعلقان بمهمة الاتصال في المؤسسات الحكومية والوزارات، الأول هو الناطق الإعلامي ومهمته النطق بالتصريحات المعدة من خلال المؤسسة وإصدار البيانات كما هي نصًا دون إضافة، لكن المحدث الإعلامي هو شخص يدير الاتصال ويستطيع التحدث في معظم الموضوعات التي تخص المؤسسة ولا يحتاج إلى الرجوع للوزارة أو الهيئة التي يعمل لصالحها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل