المحتوى الرئيسى

صحف اليوم.. أبوالغيط: السيسى نجح فى استعادة الدور المصرى بعد «تسونامى الربيع العربى»..وزير الكهرباء: رفع الأسعار فى الفترة المقبلة حتمي..جابر عصفور:مصر تعيش مرحلة «انتقالية» صعبة

04/06 06:50

أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية لـ « الأهرام »:

السيسى نجح فى استعادة الدور المصرى بعد «تسونامى الربيع العربى»

قمة الرياض دَفعة جديدة للعمل العربى المشترك

التطورات تضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات القمة العربية

ما تواجهه المنطقة من أخطار وتحديات فى الفترة الحالية غير مسبوق فى التاريخ الحديث

السيسى أحد البنائين العظام وآثار بصماته القوية ستمتد عشرات السنين

السطور التالية ليست جزءا من حوار تقليدى سعت «الأهرام» إلى أن تجريه مع الأمين العام للجامعة العربية د. أحمد أبو الغيط. صحيح أن معطيات التحضير للقمة العربية التاسعة والعشرين، التى تجرى على قدم وساق فى أروقة الجامعة وإداراتها المتخصصة، من أجل إنجاح القمة المرتقبة المقرر عقدها بالعاصمة السعودية الرياض منتصف الشهر الحالى، كانت تفرض إجراء مثل هذا الحوار مع الرجل المكلف بإدارة المنظمة العربية الجامعة، لفتح العديد من الملفات الإستراتيجية والمهمة قبيل التئام القمة، لكننا أردنا أن يكون الحوار شاملا ومختلفا، والحقيقة أن الرجل كان يرغب فى ذلك أيضا، فلم يشأ أن تكون إجاباته عن تساؤلاتنا، التى طرحناها عليه ـ بقدر كبير من المصارحة ـ عادية ونمطية.

انحاز الأمين العام فى حواره مع «الأهرام» إلى الخيار الأصعب وهو المكاشفة، وهو خيار يتسق إلى حد كبير مع تاريخ أحمد أبو الغيط الطويل والحافل فى مدرسة الدبلوماسية المصرية الوطنية المتفاعلة بقوة مع دائرتها الأولى العربية، فضلا عن اقترابه الشديد من دائرة صنع القرار فى مصر، ناهيك عن ثقافته الواسعة وإلمامه بحركة التاريخ ورموزه المؤثرين فى مساراته.

يستحق أحمد أبو الغيط عن جدارة لقب خازن الأسرار فى دفتر أحوال العرب، وهو الأمر الذى جعله أكثر نزوعا لتبنى الحقائق، وتجنب المواربات، بالإعلان الواضح دائما عن جوهر المواقف، خصوصا فيما يتصل باللحظة العربية الراهنة، وهو رغم ما يواجه الأمة من تحديات، وما يحيطها من مخاطر لم يفقد فى يوم الأمل فى استعادة الحالة العربية زخمها واختراق أوجاعها عبر شروط يعتبرها ضرورية وموضوعية للخروج من هذا المأزق.

فى مكتبه بالطابق الثانى من مبنى الأمانة العامة للجامعة، على بعد خطوات من ميدان التحرير، دارت وقائع هذا الحوار، مع سعادة الأمين العام، بحضور المتحدث الرسمى والوزير المفوض باسمه محمود عفيفى، وكان الأمين العام قد استقبلنا خارج مكتبه، بابتسامة بعثت كثيرا من الارتياح والاطمئنان، ليدور بعدها الحوار، ممتدا خلال نحو ساعتين، أجاب خلالهما أحمد أبو الغيط على كثير من الأسئلة بعقل منفتح ورغبة خالصة فى توضيح كثير من حقائق الأمور.

أحمد أبو الغيط فى أثناء الحوار مع رئيس تحرير الأهرام

معالى الأمين العام، نشكرك على هذا اللقاء، ونود أن نبدأ أولا من الشأن المصرى.. كيف تقرأ فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى بفترة رئاسية ثانية ؟

من واقع متابعتى لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومن واقع ما يفعله ويقوم به من تحولات نوعية فى مصر، فإننى أستطيع القول إنه أحد البنائين العظام الذين أضافوا وسيضيفون إلى المجتمع المصرى بصمة كبيرة وقوية سوف تمتد آثارها لعشرات السنين، بل لن أكون مبالغا إذا قلت إنها سوف تمتد لعقود وربما لقرون، خصوصا على صعيد البنية، وهو ما سيمثل إضافة تماثل كل ما حققه القادة العظام لمصر فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين. إننى مؤمن بذلك تماما، لكنى أرى فى الوقت ذاته أن مصر خلال فترة الولاية الثانية للرئيس السيسى فى حاجة إلى برنامج شامل وصارم لمحو الأمية بشكل نهائى، وهو ما أدعو إليه بقوة، وإذا ما تحقق هذا الهدف فسوف يمثل إضافة مشهودة تاريخيا للرئيس السيسى، الذى أثق تماما فى قدرته على إنجازه.

وثمة أمر آخر أتطلع إلى إنجازه، وهو يتعلق بالعشوائيات، وقد نجحت الدولة فى قطع شوط كبير منه، لكنها إذا نجحت خلال السنوات الأربع المقبلة فى أن تعيد تنظيم وترتيب المجتمع المصرى على نحو يضع هذه العشوائيات فى حجمها المضغوط فإنه سيشكل بالضرورة إضافة كبرى، فضلا عن نتائجه فى تجويد أسلوب الحياة للمواطن المصرى، والمطلوب هنا وبإلحاح التنفيذ الكامل والصارم للقوانين، التى وضعت بالأساس لكى تطبق وتنظم أحوال المجتمع.

إلى أى مدى تعتقد معالى الأمين العام أن مصر استعادت دورها الإقليمى والعربى خلال السنوات الأربع المنصرمة؟

= عودة الفعالية للدور العربى لمصر، تمت بالفعل خلال السنوات الأربع الماضية، فى وقت تعرضت فيه الدولة المصرية لمصاعب كبرى، خصوصا خلال الفترة من العام 2011 وحتى العام 2013، وقد ألقت تلك الفترة بظلال كثيفة على مصر، وعلى نحو وضعها فى حالة لا تحسد عليها، فى مواجهة ما يمكن وصفه بـ «تسونامى» غير مسبوق فى الوضعية العربية، وهنا أود أن أقول إنه ليس مطلوبا من مصر أن تتصدى للخطر نيابة عن المنطقة لكى تعيد ضبط إيقاعها، لأن مواردها وإمكاناتها لا تمكنها من مواجهة كل هذه التداعيات المتفاعلة من الشعوب والقوى الإقليمية والقوى الكبرى، وبالتالى أنا من المؤمنين شخصيا بأن بناء مصر القوية، وهو ما يجرى حاليا بتميز، من شأنه أن يعيد لمصر قدرتها على تفعيل دورها على صعيد الفكر والثقافة والقوة الناعمة، وقد شاركت فى حوارات وجلسات كثيرة، مع مجموعة من الكتاب والصحفيين والمفكرين دارت كلها حول ضرورة انطلاق مصر واستعادة فعاليتها العربية فى محيطها الإقليمى، وقلت لهم إن هذا الأمر لن يتأتى إلا من خلال حزمة من الخطوات، تبدأ بتقوية الاقتصاد، وتعظيم الإنتاجية وبناء قوة المواطن، وتحقيق الانضباط، والقضاء على الإرهاب، وتغيير أنماط الفكر والثقافة، التى يجب أن تتطور فى اتجاه يتناسب مع القرن الحادى والعشرين والمؤكد أن مصر لها دورها، فهى دولة كبيرة جدا فى المنطقة العربية، غير أن المنطقة تتعرض لهزات شديدة منذ أكثر من سبع سنوات، وأنا أتساءل: هل هناك وضع يشابه أو يعادل ما يحدث الآن فى المنطقة العربية فى مراحل تاريخية سابقة؟، والإجابة أن الوضع الحالى غير مسبوق. صحيح أن المنطقة سقطت فى القرن الخامس عشر الميلادى، فى قبضة الاحتلال العثمانى الذى استطاع أن يفرض نفسه، لكن دون هذا القدر الهائل من تدمير بنية المجتمعات، بينما ما جرى -وللأسف ما زال يجرى- هو تدمير كامل لمدن ومجتمعات، وإطلاق طاقات من الغضب والعفن على نحو لم يحدث من قبل، وفى تقديرى أن مصر ستتجاوز هذا الوضع وسيكون لها تأثيرها وهى لم تفقد هذا التأثير حاليا، لكن يجب أن تدعمها قاعدة سياسية من القوى العربية التى تؤمن بنفس منهجها ورؤيتها.

لكن ألا تعتقد أن استعادة مصر لدورها بصورة أكثر فعالية فى محيطها العربى من شأنه أن يسهم فى التصدى للتدخلات الإقليمية فى المنطقة وهى كثيرة وعميقة ؟

المؤكد أن ثمة تدخلات عميقة للغاية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية فى الشأن العربى، وهذه حقيقة لا ينبغى الاستهانة بها، فبعض القادة والمسئولين فيها يتحدثون عن الهيمنة والسيطرة على القرار فى أربع عواصم عربية، ويقولون إن إيران تمتد بنفوذها ووجودها المادى، فى مساحة من الأرض تمتد ما بين الحدود الإيرانية فى الشرق إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط فى الغرب، وهو ما ينطوى على خطورة بالغة وتهديدات واضحة للأمن القومى العربى، أما فيما يتصل بتدخل تركيا فإننى أحيانا أتفهم دوافعها التى تقوم على أساس رفض وجود كيانات كردية مستقلة على حدودها الجنوبية، وهذا أمر مفهوم، لأن هذه الكيانات تهدد وحدة الأراضى التركية، ولكنى أتفهم فى المقابل وبدرجة أكبر أن هذه الكيانات الكردية سوف تهدد أيضا الدولة الوطنية سواء فى العراق أو سوريا، ومن هنا أقول إن لدى قدرا من التفهم للدوافع التركية فى محاولة منع ظهور هذه الكيانات حتى باستخدام القوة، بيد أن ما أحذر منه وأؤكد عليه هو أن الاختراق التركى للأرض العربية لا يجب أن تكون له تداعيات أو تأثيرات طويلة الأمد على الدولة الوطنية العربية، وبالتالى تتجلى الأهمية القصوى للتصدى للتحركات التركية الحالية. ومصر لا ينبغى أن تتحرك فى مواجهة هذه التدخلات بمفردها، وإنما يتطلب الأمر ضرورة أن يكون هناك ائتلاف من قوى عربية داعم للرؤية المصرية لتحقيق التوازن فى العلاقة ما بين المنطقة العربية والجوار القريب، وهذا الائتلاف يجب أن يضم إلى جانب مصر كلا من الملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الأردن والمغرب، لاسيما أن هذه المنطقة تتعرض لتحديات من أربع جهات إقليمية هى إيران وتركيا وإسرائيل وإثيوبيا، ويمكن أن تنطلق جهود هذا الائتلاف من خلال الجامعة العربية، باعتبارها الحاضنة لهذه الدول، وأنا لدى ثقة بأن المستقبل يحمل منظورا جديدا من الجميع تجاه «أولويات الأمن القومى العربى»، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الإرهاب والحدود والمياه، والتدخلات الخارجية التى تهدد الإقليم، وقد اتضح لى من خلال عملى أمينا عاما للجامعة على مدى العامين المنصرمين أن ثمة تباينا فى بعض الأحيان بين أولويات وقضايا المغرب العربى وأولويات وقضايا المشرق، خصوصا فيما يتعلق بقضية الإرهاب أو الهجرات عبر الحدود.

هناك تفاؤل فى الشارع العربى ورأى عام يقول إن «قمة الرياض» ستكون مختلفة عن سابقاتها بفعل الظروف الضاغطة على المنطقة العربية.. فهل توافق على هذا الرأى؟، وإلى أى مدى تعتقد أنه بمقدور القادة العرب فى هذه القمة أن يحدثوا تغييرا لافتا فى اتجاه يمكنهم من تجاوز المخاطر المتعددة التى تحيط بالمنطقة العربية ؟

الحقيقة أن التحديات والأولويات معروفة فى المجمل للرأى العام، سواء فيما يتعلق بالتحديات الموجودة منذ عقود، وعلى رأسها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو تلك التى ترتبط بالأزمات التى نشأت خلال السنوات الأخيرة فى سوريا وليبيا واليمن والعراق، واتساع دائرة التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى العربي، خصوصا من جانب دولتى الجوار إيران وتركيا، فضلا عن تفاقم تداعيات ظاهرة الإرهاب والتطرف، والجديد فيما يتعلق بقمة الرياض هو وجود مسعى عربى خلال المرحلة الراهنة، فى ظل الإدراك والوعى بمدى خطورة التحديات والتهديدات التى تواجهها الأمة والشعوب العربية ومنظومتى العمل العربى المشترك والأمن القومى العربي، بضرورة استغلال مثل هذه اللقاءات للقادة فى إعطاء قوة دفع جديدة للعمل العربي، للتعامل مع هذه المسائل، والتوصل إلى توافقات وخطط وإجراءات مشتركة عملية بشأنها، ولا شك أن انعقاد القمة فى دولة عربية محورية كالمملكة العربية السعودية سوف يخدم تحقيق هذا الهدف، خصوصا مع توقع أن تكون المشاركة واسعة من قبل القادة العرب فى أعمال القمة.

وأود أن ألفت النظر هنا إلى أن مركز الثقل الحقيقى للقمم العربية يتمثل فى النقاشات وبالدرجة الأولى غير الرسمية التى تشهدها لقاءات القادة خلال كل قمة، والتى تمهد الطريق للتوصل إلى التفاهمات المطلوبة حول كيفية التحرك إزاء هذا الموضوع أو ذاك، وأيضا لإزالة التوترات أو الخلافات التى يمكن أن تكون قائمة، ولدى شخصيا نوع من التفاؤل من إمكان أن تسهم قمة الرياض فى تحقيق زخم جديد تجاه بعض الموضوعات على غرار القضية الفلسطينية على سبيل المثال، خصوصا مع ما شهدناه على مدار الشهور الأخيرة من تحركات عربية نشطة لدعم أبناء الشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية مع تصاعد الضغوط التى يواجهونها نتيجة المواقف الأخيرة للإدارة الأمريكية، والتصلب المستمر من قبل الجانب الإسرائيلي، والقمة العربية لها نهج محدد، وأحيانا كثيرة متكرر، لأن جدول أعمالها يعد على نمط سابق، والحقيقة أنه حتى هذه اللحظة لم يتقدم طرف عربى بأفكار خارج سياق جدول الأعمال، والذى تم إقراره فى اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية فى السابع من مارس الماضى، لكن ذلك لا يعنى أنه لن يكون ثمة طرح جديد فى قمة الرياض، فربما يتقدم البعض بأطروحات جديدة قبل أيام من انعقادها، أو يتم طرحها أثناء القمة لاستصدار قرار بدراستها لإحالتها إلى القمة التالية.

ما أهم الملفات من وجهة نظركم التى يجب أن تحظى بالتركيز والاهتمام والتعجيل ببحثها وحسمها خلال قمة الرياض؟

يجب أن تحظى القضية الفلسطينية باهتمام كبير خلال القمة وهو أمر تفرضه التطورات التى شهدتها القضية على مدى الشهور الخمسة الأخيرة، نتيجة مواقف الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إضافة لتجميدها جزءا من المساهمة الأمريكية فى ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بما يزيد من معاناة هؤلاء اللاجئين ويحرمهم من خدمات أساسية، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق أبناء الشعب الفلسطينى وما ارتكبته مؤخرا أثناء تظاهرات يوم الأرض ضد المدنيين العزل، كما ستكون هناك أيضا نقاشات حول ملفى الوقوف أمام الترشيح الإسرائيلى لعضوية مجلس الأمن، والتغلغل الإسرائيلى فى القارة الإفريقية، وذلك فى ضوء نتائج عمل اللجنتين الوزاريتين المكلفتين بالتعامل مع هذين الموضوعين، وهناك أيضا قضية مكافحة الإرهاب والوقوف أمام تيارات التطرف والغلو والتشدد التى تنخر فى عظام هذه الأمة، ونحن نرى أن العراق نجح بعد معركة استمرت لسنوات فى هزيمة داعش على أرضه، ولكن هذا التهديد قائم فى أماكن أخرى من بينها منطقة شمال سيناء، التى يخوض فيها أبناء الجيش المصرى والشرطة معركة بطولية فى ظل ظروف أوضحت الحجم الضخم للموارد المتوافرة لدى العناصر الإرهابية، كما نرى هذه المواجهة أيضا فى ليبيا وسوريا وتونس واليمن فى أشكال مختلفة.

وأتوقع أيضا أن تشهد القمة التركيز بشكل كبير على قضية التدخل الخارجى فى الشأن الداخلى العربي، من جانب دولتى الجوار إيران وتركيا، وبصفة خاصة إيران فى ظل منهجها التصعيدى الحالي، واستخدام الحوثيين الصواريخ الإيرانية لزعزعة أمن المملكة العربية السعودية، ومن ناحية أخرى ستستمر بالطبع النقاشات حول مستقبل احتواء الأزمات فى كل من سوريا وليبيا واليمن، مع استمرار التداعيات السلبية الواسعة لهذه الأزمات

الصحف العمانية عن الانتخابات الرئاسية:

الشعب المصري أطاح بالمؤامرات.. وانحاز لبناء الدولة

أشادت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان بنجاح الانتخابات الرئاسية المصرية وثمنت الانجازات التاريخية غير المسبوقة التي تحققها مصر في زمن قياسي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

اكدت جريدة عمان في تحليل نشرته ان مما له دلالة عميقة ان ايام انتخابات الرئاسة في مصر تحولت الي مهرجانات وطنية امام لجان الاقتراع. والي حلقات احتفالية شعبية تلقائية وإذا كانت هذه الأجواء الاحتفالية قد اصابت المتربصين بمصر بالحنق والإحباط ليس فقط لأنها أطاحت بتوقعاتهم وأفشلت حساباتهم وتبشيراتهم الساذجة. ولكن أيضا لانها كانت بمثابة رسالة جماهيرية بالغة الوضوح بان الشعب المصري علي ثقة تامة في قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وانه سيواصل الطريق معه لاستكمال الاصلاحات التي بدأت ولاعادة بناء الدولة المصرية كدولة حديثة متطورة وقادرة علي النهوض بدورها ومسئولياتها سواء حيال أبنائها الان وفي المستقبل. أو حيال اشقائها في المنطقة من حولها. وإن الطريق الي ذلك هو المزيد من الاصلاح. في ظل القدرات المصرية علي النهوض والنمو والتطور. وهو ما يعمل الرئيس السيسي علي تحقيقه بالفعل. والمؤكد ان ذلك يصيب المتربصين بكثير من القلق لأنهم يعرفون ماذا يعني ان تنهض مصر مجددا وإن ذلك معناه وقف مسلسل الانهيار العربي والاتجاه نحو النهوض مجددا في الدول العربية الاخري بدرجات متفاوتة حسب ظروف كل دولة.

قالت جريدة عمان إن أهمية انتخابات الرئاسة لا تنبع فقط من بعدها الوطني. ولكنها تنبع أيضا من بعدها العربي العام. وهو ما يرتبط بموقع مصر وتأثيرها علي المستوي العربي. باعتبارها أكبر الدول العربية. وباعتبارها أيضا الدولة العربية الناجية التي استطاعت مواجهة كل ما تعرضت له من محاولات لم تنته حتي الان لكسرها. وبث الفوضي في ربوعها قدر الامكان. أو علي الاقل سلخ جزء من أرضها ورفع راية الارهاب الاسود عليه في شمال سيناء لخدمة مخططات معروفة.

وزير الكهرباء: رفع الأسعار فى الفترة المقبلة حتمي

قال محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إنه لا نية لمد فترة دعم شرائح الكهرباء سنة أخرى، مشيرا إلى أن فترة الدعم ستنتهي بنهاية عام 2022.

وحول آخر المستجدات المتعلقة بالإعلان عن الشرائح الجديدة للكهرباء أكد شاكر لـ"الشروق" أنه لا مفر من زيادة الأسعار خلال الفترة المقبلة خاصة بعد تحسين الأداء وتوفير خدمة متميزة للمواطنين بمخحتلف أنحاء الجمهورية.

وأضاف: "لا أكون سعيدا عندما أرفع الأسعار لكن هناك أمور حتمية والأهم هو توفير الخدمة على على أعلى درجة من الكفاءة والوزارة تنفذ خطة لرفع الدعم زتم وضعها على عدة مراحل".

الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق فى حوار لـ «المصري اليوم»: مصر تعيش مرحلة «انتقالية» صعبة وثقيلة لاشبيه لها

قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن قبوله حقيبة وزارة الثقافة قبل رحيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان خطأ شديدًا، وإن الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء- وقتها- خدعه، وضلله بمقولة «هل لديك مانع فى المشاركة فى إنقاذ مصر؟»، مشيرا إلى أن أنس الفقى، وزير الإعلام- وقتها- قال له أثناء مشادة فى أول اجتماع لمجلس الوزراء: «دى حكومة الحزب الوطنى!».

وأضاف- فى حواره لـ«المصرى اليوم»- أنه وافق على تولى حقيبة الوزارة فى يونيو 2014، بعد مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولم يكن سعيدا بالتجربة الثانية فى الوزارة، لأنه لم يمنح الفرصة بالكامل، ليحقق ما وعد به أو اتفق عليه، لافتا إلى أن الأزهر والسلفيين كانوا الأسعد والأكثر فرحا برحيله.

وتابع «عصفور» أنه لم يقصد إهانة المنظومة القضائية بتعليقه على مرافعة وكيل النيابة، عقب الإدلاء بشهادته فى جلسة تناقش رواية «استخدام الحياة» للكاتب أحمد ناجى، باعتبارها خادشة للحياء، وكان يتحدث عن حالة واحدة وفرد داخل منظومة، لكن إحدى الصحف شوهت كلامه، موضحا أنه أحد الذين يعتزون بالقضاء والدستور، ويراهما الضمانة الوحيدة لأمن وسلامة المواطن المصرى، لافتًا إلى أنه سيطعن على الحكم قريبا.. وإلى نص الحوار:

■ بداية، كنت تعيش أزمة اتهامك بإهانة القضاء.. كيف كانت هذه الفترة من حياتك؟

- كانت فترة عادية، والحكاية بدأت مع أزمة رواية «استخدام الحياة» للكاتب أحمد ناجى، إذ طلبت المحكمة منى والكاتب الكبير محمد سلماوى، والروائى الكبير صنع الله إبراهيم- قراءة الرواية جيدا لتقديم شهادتنا حول ما إذا كانت الرواية خادشة للحياء وتحث على الفجور أم لا، وبالفعل ذهبنا للمحكمة، وبدأ وكيل النيابة مرافعته، وكان رأيى- ولا يزال كذلك- أن وكيل النيابة فى مرافعته كان شديد التحفظ وأشد تطرفا من أصحاب الفكر «الداعشى»، ورأيته سلفيا إلى درجة مزعجة لى شخصيا، ولم أكن أتصور أن أحد أفراد النيابة العامة بهذا الفكر، وبعد فترة، وخلال ندوة تحت إشراف الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، قلت نفس الكلام مجددا، ووجدت إحدى الصحف شوهت الكلام تماما، وكتبت: «عصفور يتهم النيابة بأنها أشد تطرفا من داعش».

أنا لم أقل هذا الكلام بالطبع، بل كنت أقصد حالة بعينها، وفردا ضمن منظومة، لكن بفضل الجريدة اتهمت بإهانة القضاء بشكل كامل، ومن المعروف عنى ومن كتاباتى أنى أحد الذين يعتزون بالقضاء المصرى والدستور، وأراهما الضمانة الوحيدة لأمن وسلامة المواطن المصرى، وفوجئت بالحكم وليس لى أى تعليق إلا بالطعن عليه، مع تقديرى للقضاء واحترامى له.

والقضاء نفسه أعطانى حق التظلم أو رفض الأحكام من خلال المنظومة القضائية نفسها، ولا أملك إلا تسجيل احترامى وفخرى بالقضاء المصرى.

■ هل تفاعل الوسط الثقافى مع أزمتك كان مرضيًا؟

- كان مرضيا للغاية، وما تلقيته من مكالمات تليفونية وآراء من الأصدقاء أسعدنى كثيرا.

■ توليت حقيبة «الثقافة» عقب 25 يناير، وقبل تنحى «مبارك»، وقدمت استقالتك بعد 9 أيام تقريبا.. فلماذا؟!

- قبولى المنصب فى هذا الوقت خطأ شديدا لا أنكره، وأوقعنى فيه الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء وقتها، إذ جرت بيننا مكالمة هاتفية فى أواخر زمن مبارك، وقال لى: «هل لديك مانع فى المشاركة فى إنقاذ مصر»، وقلت له بشكل تلقائى: «بالطبع لا، وكلنا فداء للبلد»، وقبلت المنصب على هذا الأساس، وبنية معلنة من «شفيق» تتلخص فى الإسهام فى إنقاذ مصر، لكن لم أجد هذا الأمر على الإطلاق، ورأيت الوزارة عادية مثل باقى الوزارات، لكن فكرت قليلا، وأجلت كل تساؤلاتى لأول اجتماع مجلس وزراء.

بدأت الاجتماع بمجموعة من النقاط، كان أهمها أنه لا يمكن إنقاذ الوطن إلا بالإيمان المطلق بضرورة إيجاد ائتلاف وطنى حقيقى، وأن تكون وزارة الثقافة تعبيرا حقيقيا عن كل القوى الوطنية فى مصر، وعبرت لأعضاء الحكومة، وقتها، عن صدمتى وغضبى بسبب عدد الوفيات والإصابات بين الشباب أثناء المظاهرات.

واصطدمت مع أنس الفقى، وزير الإعلام، وقتها، ورد علىّ بعنف، وقال لى إن وزارة الثقافة ضمن حكومة تابعة للحزب الوطنى، وإنى جئت للوزارة خبيرا، لا سياسيا، وانتهى الأمر بـ«خناقة»، وقلت له لن تنقذ مصر إلا بائتلاف حقيقى يجمع كل القوى الوطنية، وأكدت أمام الجميع أن الاعتماد على الحزب الوطنى وحده يقود البلد لكارثة حقيقية، خاصة أن مصر فى الأزمات تحتاج للتكاتف من أجل العبور وليس انفراد حزب بعينه بادعاء أنه يملك كل الحلول السحرية، وبعد نهاية الاجتماع ذهبت لمكتبى، وكتبت استقالتى، ورحلت فورا.

■ هل معنى ذلك أن «شفيق» خدعك؟

- بالطبع، «شفيق» خدعنى وضللنى، فالرجل لم يكن جادا فى الحقيقة، ولم يكن بينهم من ينتبه لخطورة المرحلة، ويمتلك الشجاعة الكافية ليقول أمام الجميع إن الاعتماد على حزب وحيد أوحد وصوت حزبى واحد أمر كارثى، وبالفعل بعد 11 يوما تقريبا تنحى «مبارك».

■ فى يونيو 2014 توليت الوزارة ثانية.. فلماذا قبلت رغم أنك عبتَ على الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، تولى الوزارة 3 مرات متتالية؟

- لم أكن سعيدا فى هذه المرة أيضا، وأظن أن تجربتى الثانية فى الوزارة لم تكن سببا فى إسعاد رئيس الدولة وعدد كبير من المثقفين، لأنى لم أعطَ الفرصة بالكامل، لأحقق ما وعدت به، واتفقت عليه.

الحكاية تبدأ من لقاء غير مرتب مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل انتخابه لرئاسة الجمهورية، وعرضت عليه وقتها حلا للمأساة الثقافية التى تعيشها مصر، من خلال مشروعى الخاص «نحو منظومة ثقافية جديدة»، ويعتمد المشروع على تكوين منظومة ثقافية حديثة تتعاون فيها كل الوزارات المرتبطة بتثقيف العقل المصرى، وأبرزها التربية التعليم والثقافة والأوقاف، لإنشاء منظومة ثقافية جديدة.

ولما قبلت بالمنصب كان هدفى الأول والأخير إقامة المنظومة كما وعدت نفسى والرئيس، وبالفعل وقعنا 12 بروتوكولا مع وزارات مختلفة، لكن مع أول أيام عملى وجدت فسادا كارثيا وهائلا بالوزارة، وضاع وقتى فى مصارعته.

ووجدت عدم استجابة من الحكومة لدعم للثقافة، من خلال الإعلام والتعليم والأوقاف، وكل نقاط المشروع التى قدمتها للرئيس لم تحقق، وكان من الطبيعى جدا أن أتململ من هذه الطريقة فى العمل.

وإلى الآن لا أظن الحكومة ورئيس الدولة قدما شيئا للثقافة المصرية، وأنا أيضا فشلت فى تقديم ما وعدت به.

■ وما تفسيرك لموقف الدولة من الثقافة المصرية؟

- بالرجوع لكشف الحساب الذى قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، لن تجد كلمة واحدة فيما يخص الإنجازات الحقيقية للثقافة المصرية، فالرئيس تحدث عن تريليونات الجنيهات أنفقت على الجوانب الصناعية والاقتصادية، لكن ما الذى أنفقه على الثقافة المصرية؟! سواء على مستوى التعليم أو الثقافة أو باقى الوزارات ذات الأهمية المطلقة وأهميتها لا تقل عن احتياج الدولة للسلاح الذى نحارب به الأعداء والإرهاب.

أعتقد أن السلاح الذى نحارب به الإرهاب لا يقل أهمية عن السلاح الفكرى الذى ينبغى أن تحارب به العقول المتطرفة، فالعقل الذى يولد الفكر الإرهابى ماذا فعلت الدولة لمقاومته؟ أظن أننا مقصرون فى هذا الجانب إلى أبعد حد.

■ بخلاف مشروع المنظومة الجديدة.. ما الأسباب الأخرى وراء قبولك المنصب؟

- كان لدى أمل، وما زال، وأشعر بنفس الإحساس الآن، وأثق بأن السيسى سيتمكن من تغيير الموقف، فالرجل حقق إنجازات حقيقية ينبغى أن نقدم له التحية عليها، وهناك تقصير شديد فى عدة جوانب أخرى، فالرئيس وعد أن تكون مصر «قد الدنيا»، ولذا أسئله كيف؟ خاصة أنه يلزمنا أداء خاص وجديد لتكتمل معادلة التنمية، فتنمية مصر ليست فقط من خلال المصانع ودعم الاقتصاد، بل ينبغى تنمية وتطوير عقول الناس.

■ هل طلب منك فى المرة الثانية تنفيذ رؤية محددة للدولة؟

- لا، فقط قدمت مذكرة مشروع «المنظومة الثقافية الجديدة»، وتبنته الدولة، وبدأت أنفذه، لكن اصطدمت بالأزهر والسلفيين، وكانوا الأسعد والأكثر فرحا برحيلى من الوزارة.

■ هل ندمت على قبولك المنصب؟

- لا، كنت بدأت مشروعا كبيرا، ولا يزال فى درج الرئيس وفى الوزارة، وأعتقد أنه لو نفذ كما رسمته ستتقدم مصر ثقافيا بشكل كبير للغاية.

■ حدثنا عن ملامح هذا المشروع.

- سأضرب لك مثلا، خرج الشعب فى الثورة حاملا شعارات كثيرة، ومن خلال المشروعنحول هذه الشعارات لمنظومة ثقافية متكاملة، ولوزارات التربية والتعليم والثقافة والشباب والرياضة والأوقاف دور فى تحقيقها، يقابله تعاون بين الدولة والمجتمع المدنى.

تخيل عدد دور العرض فى مصر أقل من 100 سينما، وبلد عربى يؤسس الآن لأكثر من 2000 دور عرض، والسؤال هنا: كيف نكون دول رائدة و«قد الدنيا» ومصر لا تمتلك إلا 100 سينما؟.. كان يجب أن يكون لدينا هذا المشروع، أو على الأقل مشروع مماثل له، نحتاج أن يذهب الطلاب لمعارض الفنون، والشعب البسيط يشاهد أفلاما تخاطب وعيه بكل الأدوات الثقافية الممكنة.

أرى أن الثقافة الجماهيرية أهم مشروع فى الوزارة، وبدأنا فى توقيع البروتوكولات 12، وكان ينقصنا دخول مرحلة التنفيذ من خلال الدعم المادى وتعميم الاتفاقيات، لتكون ملزمة لكل الوزارات، لكن يجب أولا أن تقتنع الدولة بأهمية الثقافة، وأنها لا تقل أهمية عن شراء السلاح، وينبغى على الرئيس أن يؤمن بهذا أيضا.

■ لمن كان صوتك فى الانتخابات الرئاسية؟

- للسيسى، لكن كلى أمل أن أجد فى كشف الحساب المقبل تريليونات الجنيهات أنفقت بشكل حقيقى على التعليم والثقافة وكل وزارة تتصل بتكوين العقل المصرى. وأقول للرئيس: نريد منك التركيز على الثقافة وما وعدت به من تحقيق عدالة اجتماعية وحرية ومساواة.

■ هل عرض عليك المنصب فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى؟

- لا طبعا، ولو عرض ما قبلت. ولا أتخيل إمكانية التعامل مع الإخوان أو أى حزب له أساس دينى، لأنى أؤمن بالدستور الذى لا يسمح بقيام أحزاب سياسية على أساس دينى، وهذة المادة غير مفعلة إلى الآن، ولدينا أحزاب سياسية قائمة على أساس دينى، وهذا تناقض فى دولة تحترم الدستور، وأرى أن السلفيين يطمعون فى حكم مصر.

■ برأيك.. لماذا فشل وزراء الثقافة بعد 25 يناير فى إحداث ثورة ثقافية فى مصر؟

- «العيب مش فى الوزراء، العيب فى الدولة».. لأنها لم تكن تعرف ماذا تريد منهم بالضبط، وذلك لأكثر من عامل، من بينها عدم امتلاك الأدوات والرؤى والتصورات الحقيقية والفعالة.

يجب أن يكون وزير الثقافة مدعوما بالدرجة الأولى من رئيس الدولة.

ويجب أن يكون هناك تواصل واتفاق وتجانس فكرى بينهم.

وهناك مثال شهير حدث فى فرنسا خلال ستينيات القرن الماضى، إذ كان هناك تطابق فكرى بين الرئيس الفرنسى شارل ديجول، وأندريه مالرو، وزير الثقافة فى عهده، وأظن أن لو حدث الأمر نفسه فى مصر، المسألة ستختلف اختلافا جذريا.

■ هل ترى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نجح فى خلق هذه الحالة؟

- بالطبع، ولحسن الحظ كان لديه رجل عظيم اسمه ثروت عكاشة، وكان بين «عبدالناصر»، وثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، اتفاق فكرى كبير، وحالتهما كانت قريبة للغاية من «ديجول ومالرو»، وأرى أن مصر تعيش على جملة «ما يرى الرئيس وما يشير إليه الرئيس»، عكس ما يقوله السيسى فى كل خطبه: «إحنا بلد مدنى ديمقراطى حديث».. لا للأسف لسنا بلدا ديمقراطيا ولا حديثا، وحتى الآن مصر بلد شبه حديث وشبه ديمقراطى.

■ كيف ترى وصول الدكتورة إيناس عبدالدايم لكرسى الوزارة؟

- وصولها للمنصب رد اعتبار لها، لأنها رشحت من قبل وأثناء ذهابها لحلف اليمين، طلب منها الرجوع، وكان موقفا مهينا وخطأ كارثيا، لكن كان غير مقصود.

■ بماذا تنصحها لكى تنجح فى تنفيذ مهامها؟

- أقول لها لديك مشروع اسمه «نحو منظومة ثقافية جديدة»، وأرجو منك البدء فى تفعيله، والغريب أن المشروعفى الوزارة منذ رحيلى، لكن كل الوزراء بعدى تجاهلوا المشروع.

■ أين مصدر الفساد فى وزارة الثقافة؟

- الفساد فى كل مكان بالوزارة، وأرى أنها تحتاج لإعادة هيكلة قوية، وتغير قيادات عديدة لتصبح فعالة أكثر.

■ برأيك أى مقاومة تحاول إجهاض عملية تجديد الخطاب الدينى؟

- فى البداية لابد أن نعترف وبصدق أن مسؤولية تجديد الخطاب الدينى ليست مسؤولية الأزهر فقط،، بل مسؤولية جماعية تقع على عاتق عدة جهات ووزارات تتصل بالمنظومة الثقافية، من بينها الأزهر والثقافة والتعليم والأوقاف.

وأرى أن تجديد الخطاب الدينى جزء من تجديد الخطاب الفكرى والاجتماعى، وللأسف كلنا يظن خطأ أن هذه مسؤولية الأزهر بمفرده، لكن فى الحقيقة المسؤولية واقعة على كل البنية فى مصر.

■ ماذا عن دور الأزهر؟

- دعنا نتحدث بصراحة، الأزهر يخضع لعدة تقاليد تمتد لمئات السنين، ويعيش على مجموعة من المأثورات، وللأسف ليس لدينا حركة تأويلية نشطة فى إعادة النظرة فى هذه الأشياء كلها.

■ كيف ترى الحريات فى مصر؟

- فى خطر شديد، وحقوق الإنسان أيضا، ونطلب من الرئيس أن يراعى ويعالج كل هذه الأشياء مستقبلا، وينبغى إعادة النظر فى قانون التظاهر، وحريات الكتاب وأجهزة الإعلام، ووضع المرأة، لأن هناك أشياء غير متوازنة بخصوص ملف المرأة على وجه التحديد، إذ لدينا 6 سيدات فى الحكومة، وهذا أمر عظيم للغاية، لكن ينقصنا الحقوق المساوية لهذه الخطوة على مستوى المجتمع، فالمرأة فى وضع سيئ للغاية، وهذه قضية ثقافية بالأساس، إذا ينبغى أن يعى المجتمع أنه لا فرق بين عقل الرجل والمرأة، وأن ننسى تماما أمر التفرقة بين الرجل والمرأة.

■ برأيك أى الأنظمة تصلح للتطبيق فى مصر؟

- يجب على الدولة تطبيق العلمانية، ففى ظل الدستور الجديد وتحت مظلته، نحن بلد علمانى، لأن لدينا فصلا بين الدين والدولة، وهذا هو مفهوم العلمانية.

«العلمانية مش كفر وإلحاد» كما يروج عنها المخرفون ومن يريدون تكفير الدنيا، وفى مصر لدينا دولة مدنية ولدينا رجال دين، وهم لا يحكمون، ومن يحكم الدولة، والدولة لا دين لها، فقط هى جهاز ضخم لا علاقة له بالدين.

- صوتها شاحب إلى أبعد حد، ويتضح أمامى الآن أن الدولة لا تريد معارضة قوية، رغم أن قوة الحكومة فى قوة المعارضة.

■ هل حقق النظام عدالة اجتماعية ومساواة؟

- «مش موجود»، النظام يحاول، لكن نقدر له هذه المحاولات. وليس دفاعا عنه، أرى أن النظام ورث تركة مثقلة بكل المشكلات والتعقيدات ويقود حربا نعترف بها لحمايتنا والحفاظ على الأمن القومى المصرى، والجميع يعلم أن هناك دولا عدة تضخ أموالا هائلة للقضاء على مصر باعتبارها الدولة صاحبة أقوى جيش يمكنه أن يعيد استقرار المنطقة.

مصر تعيش مرحلة انتقالية صعبة وثقيلة لا شبيه لها، وينبغى أن نتكاتف كمصريين إلى أبعد حد، ونتحمل، لأنه هذا الأمر مفروض علينا.

■ بمناسبة الحرب على الإرهاب ماذا تحتاج الدولة بالإضافة إلى الحل العسكرى؟

- أرى أن الحل العسكرى لا يجدى بمفرده إطلاقا باعتباره حلا وحيدا، ونحتاج معارك أخرى يجب على الدولة أن تخوضها، وأقصد هنا معارك ثقافية واجتماعية وسياسية.

■ كيف ترى المصادرة وملاحقة الكتاب بعد ثورتين؟

- أرفضها تماما، وليس من حق أحد أن يصادر كتابا، ويجب أن نترك الأمر برمته للقضاء والدستور، فلدينا قضاء نزيه يشرف بلده.

■ برأيك ما أبرز مهام الكاتب تجاه السلطة؟

- أن يكون له موقف متميز ومنفرد ومنفصل إلى أبعد حد، بحيث يستطيع أن يقول لا إذا كان هناك أوان للنطق بها.

■ لماذا لم نجد معارضة قوية من الكتاب؟

- الكاتب وريث فترات من الاستبداد طويلة للغاية، ومنذ ثورة يوليو 1952 محكوم على الكتاب بضغط استبدادى لم يتخلصوا منه، ويحتاج الكاتب مناخا من الديمقراطية وتضحيات من أجل معارضة حقيقية.

■ لكن كتابا كبار قدموا تضحيات فى عهدى «ناصر والسادات» لم يتخلوا عن المعارضة والمسؤولية أمام الاستبداد والضغط؟

- بالطبع قدموا الكثير من التضحيات، لكن نعيش فى مرحلة استثنائية لم نرها فى عصور ناصر والسادات ومبارك، ونواجه خزائن تصب دولارات لدعم الإرهاب الذى يحارب الوطن من كل الجهات، ونحن نعيش مرحلة لم تر مصر مثلها من المخاطر، ولذا يفكر الكاتب فى ماذا عليه أن يفعل أولا، وفى عامل الوقت، وكيف يعارض، وفى وجه من يقف.

■ متى ستنتهى مناوشات قطر وتركيا وإيران برأيك؟

- لن يتوقف هذا المثلث الجهنمى ومن يقف خلفه ويدعمه، إلا إذا استطعنا أن نوقف مشروع تفتيت الدول العربية للاستحواذ على الثروات العربية، ووقتها ستتوقف تركيا وإيران وغيرهما عن العمل ضدنا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل