المحتوى الرئيسى

إسرائيل: الأهرامات فضائية.. والشماع يرد: إدعاءات باطلة

04/06 03:13

في وقت سابق نشرت RT عربية، تقريرًا ادعت فيه أن القناة الثانية الإسرائيلية نشرت عددًا من الأدلة التي تثبت علاقة قدماء المصريين بكائنات فضائية، وادعت القناة على حسب الـ RT، أن هذه الكائنات هي التي وراء بناء الأهرامات الضخمة في الجيزة، وأنها وراء بعض الظواهر الأخري التي –حسب ادعاء القناة- لا يمكن أن يصل إليها المصري القديم بمفرده.

وقد تعددت ادعاءات القناة الثانية الإسرائيلية، وقام المؤرخ بسام الشماع بالرد عليها ووصفها بأنها باطلة.

الإدعاء الأول: كيف تم بناء الهرم بدون حاسب آلي

وتابعت القناة، أنه لو افترضنا جدلا أن العمال كان لديهم قوة جسمانية هائلة، فكيف يمكن تفسير أن قطر الهرم يساوي الباي، وهو النسبة بين محيط الدائرة وقطرها.

وعلقت القناة على هذه الدقة الهندسية الرياضية بالقول: "هذه النتيجة من الدقة لا يمكن تخيلها حاليا، فكيف كان الأمر عندما نتحدث عن فترة لم يكن يوجد فيها حاسب آلي؟".

قال المؤرخ بسام الشماع ردًا على هذه النقطة، كان المصري القديم، ذو جسم عادي، ولا يتميز بالعملقة، وذلك على حسب دراسات التوابيت، والتي أشارت إلى أن المقياس الملكي في الطول ما يقرب من 172 سم.

ويعلق على هذه الجزئية قائلًا أن التقرير تناسي أن المصري القديم العبقري قد ابتكر علم حساب المثلثات، وقد بدا هذا واضحًا في تصميم الأهرامات والهريمات، وقمم المسلات المدببة، وعلم الهندسة العام والمتخصص، فمثلًا نجد أن هرم خوفو جانبه مقسم إلى مثلثين في كل جانب متوازيين متساويين، وبردية رايند والتي ترجع لعام 1550 ق.م بها رسومات واضحة لمثلثات والأمر ليس له علاقة بأي فضائيين.

الإدعاء الثاني المصريين عرفوا الكهرباء

والدليل الثاني الذي ساقته القناة هو التيار الكهربائي، فقد لوحظ وجود بعض الرسومات في الخراطيش الفرعونية تظهر وكأن أشخاصا يحملون في أيديهم مصابيح كهربائية.

وتساءلت القناة: "هل كان لديهم في تلك الفترة تكنولوجيا متقدمة؟ وإن كانت فمن أين؟.     

 وعلى هذه الحجة رد الشماع قائلًا بأن هذه محاولة يائسة ونظرية بائسة لأنه لا أثر أو إشارة في أي أثر مصري قديم لفكرة اكتشاف الكهرباْ، إلا إذا أردت أن تقرأ عن مصباح معبد دندرة، والذي للأسف قد روج له عالم مصري، غير عالمين بأن المنظر ليس مصباح أو لمبة، وإنما هي زهرة لوتس يخرج منها شكل ثعبان، محاطة بشكل شبه بيضاوي، وهو جزء من الأسطورة والطقس المصري القديم، وحذر من نشر مثل هذه النظريات على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها كالسم في العسل.

ثم تساءل ألم يكن من الواجب على القناة عرض هذه الخراطيش التي ادعوا أن بها مصباح كهربي، وفي أي عهد ولأي الملوك، لو أن لديهم الجرأة لعرض هذه الصور التي ستظهر كذبهم.

الادعاء الثالث ظهور طائرات مروحية وآلات عسكرية على الآثار المصرية القديمة

وعن هذه المناظر –مرفق صور بالموضوع لها- فقال الشماع أن هذا المنظر يوجد ببهو معبد أبيدوس أعلى الأعمدة على يسار السائر بالممر الرئيسي، وقد انتشرت هذه الفرية وابتلعها البعض، واستخدمها الصهاينة في محالة لسحب بساط الحضارة من تحت أقدام المصريين، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل، لأن هذه الأشكال المنحوتة ما هي إلا رموز هيروغليفيةمتداخلة فوق بعضها البعض كما هو موضح بالصور.

الادعاء الرابع اكتشاف عملة قديمة عليها رسومات تشبه الكائنات الفضائية برؤوس صغيرة ورقاب طويلة

قال الشماع إن المصري القديم لم يبتكر العملة النقدية في الدولة القديمة، أي وقت بناء الأهرامات، فلا الشعب ولا الملوك استخدموا العملات النقدية، فما علاقة هذه العملات –إن وجدت- ببناء الأهرامات.

ادعت القناة الثانية الإسرائيلية حسب موقع RT عربية أن هناك مومياء الصغيرة  اكتشفت بالقرب من هرم سنوسرت الثاني، والتي اكتشفها البروفيسور فيكتور لوبك، المحاضر في جامعة بنسلفانيا.

ويرى البعض أن المومياء تعود لأحد مستشاري الفرعون، وأنه ليس من مواليد كوكب الأرض، فيما يرى آخرون أن الحكومة المصرية تنفي وجود هذه المومياء حتى لا تثير الرعب في العالم. 

وعلى هذا الادعاء رد بسام الشماع قائلًا أولًا من هو فيكتور لوبك، هل هو من العلماء المعتبرين، وإن كان فلم لم نسمع به من قبل، وإن كان فنحن نطالبهم بأن يميطوا اللثام عن جنسيته وديانته.

ثانيًا أين هذه المومياء بالضبط، هل هي داخل مصر أم خارجها أم أين، فإن كانت موجودة فالنأت بها ولندرسها.

ثالثًا لقب فرعون لم يستخدم بالأسرة القديمة أساسًا، فمن أين أتوا بكلمة "مستشار الفرعون"، فأول من استخدم لقب فرعون في التاريخ المصري القديم، هو اخناتون أسرة 18 ، ومعناها البيت الكبير أو القصر.

الادعاء السادس الأهرامات تشابه في ترتيبها ترتيب الكواكب

"الصدفة" لإقامة الأهرامات الثلاثة، إذ المسافة النسبية بين الأهرامات الثلاثة في الجيزة تطابق تماما المسافة بين الكواكب الثلاثة المكونة لـ"حزام أوريون"، لافتة إلى أن هناك من يرى أن الهرم الأوسط (الأكثر ارتفاعا) يدل على الكوكب الأوسط الأكثر لمعانا، بينما الآخران أقل إضاءة وارتفاعا ولذلك يتساءل الكثيرون من أين حصل المصريون على هذه المعلومات؟

قال الشماع ردًا على هذا الادعاء، أن نظرية "النطاق والمنطقة والنيلام"، والذي اكتشفه المسلمون أيضًا سابقين أوروبا، والذي اكتشفه المصري القديم سابقًا العالم كله ليس دليلا على أن الفضائيين استوطنوا مصر أو أنهم بنوا الأهرامات، بل هو دليل على عبقرية المصري القديم، وأنه بالفعل مبتكر علم الفلك.

وبالفعل يوجد لدينا أسماء مصرية قديمة لعدد من الكواكب، فقد أطلق المصري القديم على المريخ لقب حورس الأحمر، فنحن نستطيع أن نرى المريخ الأن بأعيننا المجردة وكذلك استطاع المصري القديم أن يراه وأن يصفه، فهذا ليس دليلًا  على شئ.

الادعاء السابع اخناتون كائن فضائي

ادعت الثانية الإسرائيلية أن اخناتون نفسه ليس كائنا بشريا، وإنما ينتمي إلى الفضاء وقالت إن الكتابات القديمة تصف اخناتون بأنه يزوره الكثير من المخلوقات السماوية وتساءلت، هل الثورة الاجتماعية التي أحدثها إخناتون قام بها بمفرده أم أنه تلقى إرشادا من مخلوقات فضائية.

قال الشماع مومياء الملك اخناتون موجودة وخضعت للدراسة، وهي مومياء بشرية عادية كأي مومياء مصرية قديمة، فكيف يتأتى أنها لكائن فضائي، من أين جاؤوا بهذه المعلومات، وإلى أي دليل استندوا قبل إطلاقها.

ثانيًا اخناتون لم يقم بثورة اجتماعية، وإنما قام بثورة دينية طقسية، وهي أنه قدم الإله آتون على كل الآلهة الأخري، وتخلى عن عبادة الإله آمون، وترك طيبة لكهنة آمون، وارتحل إلى المنيا، وبنى عاصمة لمعبوده آتون في تل العمارنة.

فمن الأساس الكلام خطأ،  ولا اخناتون كائن فضائي، ولا هو قام بثورة اجتماعية، ولم تكن تغييرات اخناتون مؤثرة فقد انتهت بانتهاء الأسرة الـ 18، وعاد المصريين إلى معبوداتهم المعتادة رع، وآمون.

الادعاء الثامن بردية عليها رسم صحن فضائي

بردية تعود إلى عصر الفرعون تحتمس الثالث، وسجل الشخص الذي كتبها دائرة من النار أو "صحنا طائرا" جاء من السماء لفترة قصيرة ثم اختفى، لافتة إلى أن الكثيرين يشككون في صحة البردية باعتبارها دليل على العلاقة الوهمية بين الفراعنة والكائنات الفضائية.

وِأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الصحن الفضائي الذي تحطم في ولاية روزويل بولاية نيومكسيكو، كانت عليه كتابات فرعونية، وهو الأمر ذاته الذي لاحظه الأشخاص الذين شاهدوا تحطم الطبق الطائر الذي تحطم في غابات رند سلام شرقي إنجلترا عام 1980.

قال الشماع مثل هذه البردية غير موجودة، ولو أنها موجودة فليظهروها، فبعد 35 عام من القراءة والدرس للتاريخ المصري القديم لم نصادف بردية عليها صحن طائر أو غير طائر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل