المحتوى الرئيسى

هل تغازل قطر مصر بعد تصنيفها تنظيم داعش كيانا إرهابيا؟

03/23 14:46

أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية، أمس، تصنيف 19 شخصا و8 كيانات، من بينها جمعية الإحسان الخيرية اليمنية، وتنظيم داعش ولاية سيناء "مصر" على قوائمها للإرهاب، وهو ما يمثل استجابة من قطر لأحد مطالب الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) بتصنيف عدد من الأشخاص والكيانات على لوائح الإرهاب.

هذه الاستجابة اختلف عليها خبراء السياسة حول ما إذا كانت محاولة من قطر للتقرب من مصر والدول المقاطعة لها وهي البحرين والإمارات والسعودية، إلا أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن هذا القرار يمثل محاولة لغسل السمعة أمام العالم الغربي بأنها ليست داعمة للإرهاب كما يقال عليها.

أشرف أبو الهول رئيس القسم السياسي بالأهرام، أشار إلى أن بيان قطر الذى أصدرته بشأن الاعتراف بولاية سيناء أنها جماعات إرهابية هو محاولة لغسل سمعتها فقط، وتدعى أنها تتحرك ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة، لافتًا إلى أن هذا البيان ليس كاملًا ومنقوصًا، لأن هناك أشياء كثيرة يجب أن تتم ليس فقط بالإعلان عن الجماعات الإرهابية، وإنما يجب أن تدرس كل طلبات الدول الأربع المقاطعة لها.

واضاف أبو الهول فى حديثه لـ"التحرير": رغم البيان الذى أصدرته قطر فما زال الإعلام القطري ينتقد الدول المقاطعة لها، بالإضافة إلى التحريض ضد الدول الأربع المقاطعة لها، متابعًا: لا بد أن تعترف قطر بأخطائها ضد الدول المقاطعة لها، مشيرًا إلى أن البيان تضمن اعتراف قطر بأنها تأوي الإرهابيين وتدعمهم وتساعدهم، وهذا الاعتراف أيضًا غير كاف، لأن الدول الأربع أدرجت فى قوائم الإرهابيين عددا أكثر بكثير من البيان الذى أصدرته قطر.

قال الدكتور كمال حبيب، السياسي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية لـ«التحرير» إن البيان الذى أصدرته قطر اليوم يوضح العلاقة بموقفها لأنها دولة متهمة باعتبارها غير جادة بمحاربة الإرهاب، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط عليها لتحسين أوضاعها مع الدول الأربع المقاطعة لها، وبالتالى تريد قطر أن تظهر للولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربى أنها ليست داعمة للإرهاب.

واضاف حبيب لـ"التحرير" أن هناك صراعا فى دول الخليج على العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأردف قائلًا: "هناك صراع على من يكون أقرب فى العلاقة مع الولايات المتحدة لأنها الدولة الكبرى فى العالم وبالتالى لها تأثير كبير على الدول، مؤكدًا أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية لعبت دورًا كبيرًا فى هذا البيان، متابعًا أن قطر تريد أن تثبت للولايات المتحدة الأمريكية أنها تطهر الإرهاب وليست متهمة فى هذا السياق.

قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن البيان الذى أصدرته قطر هو بيان مشترك بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب تضغط بشدة لإنهاء المقاطعة بين الدول الأربع المقاطعة لقطر، مؤكدًا أن قطر أصدرت هذا البيان وفقًا لتفهمات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف نائب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، فى تصريحاته لـ"التحرير" أن الولايات المتحدة تضغط على إنهاء المقاطعة بين قطر ومصر والسعودية والإمارات والبحرين بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان لأمريكا لعبت دورًا كبيرًا فى البيان الذى أصدرته قطر.

الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية الأسبق، ترى أن بيان قطر جاء بعد دعمها الكامل للإرهاب وتحريضها على المنطقة العربية بالكامل، وأن دفاع قطر المستمر عن الإرهاب يؤكد أنها ستكون فريسة لهذا الإرهاب فى يوم من الأيام، مشيرة إلى أن البيان جاء لتصحيح مسارها.

وأضافت مستشار رئيس الجمهورية السابق فى تصريح لـ"التحرير" أن الأيام المقبلة ستثبت هذا البيان، متابعة أن قطر بهذا البيان حرصت على استدراك وإدراك حقيقى لأن أمن وسلامة المنطقة العربية فى الوقوف إلى جانب من يحميها من المخاطر وعدم الخروج عن وحدة الصف العربى.

"السياسة لعبة المصالح والتوقعات والمكاسب لكل الأطراف" بهذه الكلمات قال الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس السياسي ونائب رئيس جامعة عين شمس لـ"التحرير"، متابعًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تقدم على خطوة بسياستها الخارجية فى أى دولة فى العالم إلا إذا كانت هي الرابحة أو المستفيدة فى المقام الأول.

وأضاف الشرقاوي أن البيان الذى أصدرته قطر اليوم هو نوع من المغازلة السياسية ولا ينبغي أن تنطلى على الزعماء العرب وعليهم أن يطالبوا قطر بالاعتراف الدولى بكل الجرائم التى ارتكبت عن طريقها والمتحالفين معها قبل الشعور للارتياح والسعادة لمجرد بيان صادر بوصف هذه الجماعات بأنها جماعات إرهابية فقط، خاصة أنها هى المسؤول الأول والأخير عن تمويلها، مؤكدًا أن قطر تعيش الآن نوعا من الاضطراب الاقتصادي، وبدأت تعتمد على الاقتصاد الداخلى غير المهيأ على القيام بدوره والاستمرارية فيه.

وردًا على تساؤل "التحرير" بشأن إدراج أربعة مصريين على قوائم الإرهاب؟ أجاب قائلًا: "الحكومة القطرية كانت تعرف هؤلاء الأشخاص وتتعامل معهم وتستخدمهم فى المهام التى كانت توجهها لهم، ولكن حينما طلبت منها أمريكا إعلان بعض الأسماء وتضعهم على قوائم الإرهاب، قاموا باختيار بعض الأشخاص ووضعوهم على قوائم الإرهاب، وأردف قائلًا: "إللي تغلب به إلعب به، وقطر أعلنت أسماء هؤلاء الأشخاص من أجل ظهورها بمحاربة الإرهاب ولكن الكلام دا غير صحيح"، مشيرًا إلى أن الأسلحة القطرية ما زالت موجودة فى صحراء ليبيا والمغرب وتونس واليمن، فهل يعقل أن قطر تحارب الإرهاب وما زالت أسلحتها موجودة داخل المناطق العربية؟

قال الدكتور ناجح إبراهيم، خبير الحركات الإسلامية، إن البيان القطري إما أن يدخل فى باب التكتيك المرحلي أو الاستراتيجي وقد يكون سببه الضغوط الكثيرة على قطر، وإما أن تكون هناك زيارة مرتقبة لأمير قطر إلى أمريكا فى الأيام القليلة المقبلة، لافتًا إلى أنه فى كل الأحوال هى خطوة جيدة، ولا بد أن نرحب بها ونطالب بخطوات أخرى مثل عدم دعم المجموعات الإرهابية فى أى دولة، بالإضافة إلى إلغاء الدعم السياسي والإعلامي للجماعات الإرهابية والمتطرفة.

وأضاف خبير الحركات الإسلامية فى تصريح خاص لـ"التحرير" أن قطر اتخذت موقفا ولكنه غير كاف، وهذا يدل على بداية الضعف القطري أو التنازلات القطرية، مؤكدً أن قطر بدأت تستعيد ضبط موقفها وتحاول أن تخفف الضغوط عليها، ولكن الجميع ينتظر من قطر وماذا بعد البيان؟

واشتمل بيان قطر الذي أصدرته بالأمس قائمة ضمت 19 شخصية و8 كيانات وصفتها بالداعمة للإرهاب، والتي ضمت بينها 4 أسماء من مصر وهم: "ضاحي محمد مصطفى مصطفى سنجر، أحمد عيد سالم الحجاوي، حسن سعد شتيوي، وأحمد سمير محمد الحبيب الطنيجر".

«التحرير» تكشف ثلاثة من ضمن الأربعة الذين وردوا بالقائمة من سيناء

فيما تواصلت "التحرير" مع مشايخ القبائل بشمال سيناء، واتضح أن ثلاثة من ضمن الأربعة الذين وردوا بالقائمة ينتمون لهم، وأن هناك من ظهر عليه التأثر بالأفكار المتطرفة، لكن في السنوات الأخيرة اختفوا تمامًا عن الأعين.

وكشف خالد عرفات أحد مشايخ شمال سيناء في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، عن أن أحمد الحجاوي كان ينتمي للجماعات المتطرفة، وأنشأ محكمة شرعية في مدينة العريش بعد الثورة، وكان دائمًا يتحرك مع أعضاء بحزب النور.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل