المحتوى الرئيسى

هل ما يزال "داعش" يهدد دمشق؟

03/21 23:23

رغم أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لم يعد يسيطر سوى على أقل من خمسة في المائة من سوريا، وخصوصاً في مناطق صحراوية في شرق ووسط البلاد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن التنظيم الإرهابي ما يزال يتواجد في بضعة أحياء في جنوب دمشق، أبرزها الحجر الأسود والتضامن وأجزاء واسعة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وتمكن مقاتلو التنظيم أمس الثلاثاء (20 مارس/ آذار 2018) من السيطرة على حي القدم إثر هجوم مفاجئ ومعارك عنيفة أسفرت عن مقتل 62 عنصراً على الأقل من القوات الحكومية والمقاتلين الموالين لها، بحسب المرصد.

وأوردت صحيفة "الوطن"، المقربة من النظام السوري، الأربعاء، أن القوات الحكومية تخوض "معارك كر وفر" ضد التنظيم. ورجحت الصحيفة أن يبادر الجيش إلى "حسم الأمر في منطقة جنوب العاصمة بعد الانتهاء من معركة غوطة دمشق الشرقية".

ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن، نيك هاريس، لوكالة فرانس برس إن "تنظيم الدولة الإسلامية يُشكل مصدر إزعاج بالنسبة لحكومة الأسد في دمشق، لكنه لا يشكل حالياً تهديداً قاتلاً". ويرى هاريس أن التنظيم "يحاول ملء الفراغات في المناطق التي كانت في السابق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في محيط دمشق".

وقد تسلل التنظيم إلى الحي بعد نحو أسبوع من إجلاء المئات من مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) مع أفراد من عائلاتهم إلى الشمال السوري.

ويعتبر هاريس أن "القضاء على المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية (التي تتعرض منذ 18 شباط/ فبراير لهجوم وقصف شرسين من طرف قوات النظام والقوات الروسية) إضافة إلى ضعف قوات الأسد في إعادة الاستقرار إلى ضواحي دمشق، يشكلان ظروفاً مواتية لتنظيم الدولة الإسلامية". ويُقدر الباحث الأمني هاريس عدد مقاتلي تنظيم "داعش" في سوريا بما بين ثمانية إلى 13 ألفاً.

وبعد تصاعد نفوذ التنظيم بشكل كبير في العام 2014 وسيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا، شكل عام 2017 انتكاسة لعناصره وانتهى حلم ما يسمى بـ"الخلافة الإسلامية". وعلى وقع هجمات عدة منفصلة، سواءً من القوات الحكومية أو قوات سوريا الديموقراطية، خسر التنظيم غالبية مناطق سيطرته في سوريا. كما استعادت القوات العراقية الأراضي التي كان يسيطر عليها.

واشنطن تحذر من انعكاسات سلبية لهجوم تركيا على عفرين على جهود محاربة "داعش"

وحاليا تقاتل قوات سوريا الديموقراطية - تلك الفصائل الكردية والعربية المدعومة من واشنطن - بقايا التنظيم في جيبين في محافظة دير الزور شرقاً قرب الحدود مع سوريا وقرب محافظة الحسكة (شمال شرق). كما يتواجد في أجزاء محدودة من محافظتي حمص (وسط) ودرعا (جنوب). وينفذ عناصر التنظيم المحاصرون في جيوب متناثرة في سوريا بين الحين والآخر هجمات دامية ضد خصومهم.

وعبّرت الولايات المتحدة مراراً عن خشيتها من عودة تنظيم "داعش" إلى سوريا، مشددة على ضرورة التركيز على الهدف الرئيسي المتمثل في محاربة هذا التنظيم المتطرف والقضاء عليه. وحذرت واشنطن من الأثر السلبي للهجوم التركي ضد المقاتلين الأكراد في عفرين على المعركة ضد التنظيم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، الاثنين إن المعركة في عفرين تصرف الاهتمام عن محاربة مقاتلي التنظيم، مشيرة إلى أن تنظيم "داعش" بدأ في "إعادة بناء (نفسه) في بعض المناطق".

وتُعد قوات سوريا الديموقراطية وعمودها الفقري - وحدات حماية الشعب الكردية - حليف واشنطن الأبرز على الأرض في قتال تنظيم "داعش". وساهمت هذه الشراكة بطرد التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا، أبرزها معقله مدينة الرقة. إلا أن دعم واشنطن لتلك القوات لا ينسحب على عفرين، حيث لا تواجد للتنظيم.

ويعتبر الخبير في الشأن السوري في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، بدوره أن "من الصعب جداً بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية أن يقف على قدميه مجدداً". ويضيف: "الوضع لا يشبه ما كان عليه في العام 2014، اليوم الجيش السوري أقوى بكثير".

ع.ج.م/ ي.أ (أ ف ب)

تستخدم عائلات النازحين وسائل ابتكرتها من أجل التنقل عبر أرجاء المدينة المدمرة: الدراجات أو الدراجات النارية أوعربات نقل يدوية الصنع وذات عجلات، العربات التى تمكنهم أيضا من تخزين جميع ممتلكاتهم فيها.

تستخدم عائلات النازحين وسائل ابتكرتها من أجل التنقل عبر أرجاء المدينة المدمرة: الدراجات أو الدراجات النارية أوعربات نقل يدوية الصنع وذات عجلات، العربات التى تمكنهم أيضا من تخزين ممتلكاتهم فيها.

مشهد يومي: أربعة أطفال واثنين من البالغين على الدراجة - أصغر أفراد الأسرة يجلس في سلة الأمتعة. الدراجات النارية هي أسرع وسائل النقل على طرقات المدينة المدمرة.

على قوارب التجديف الصغيرة يعبر الناس من جديد نهر الفرات. وأفاد سكان محليون بأن الجسر دمره الإرهابيون قبل وصول قوات"سوريا الديمقراطية" وكان الهدف من وراء تدميره هو وقف تقدم القوات لتحرير المدينة من التنظيم الإرهابي.

ويظهر عمال البناء قوة وضرورة اليد العاملة في عملهم على الطرقات. والآن وبعد عودة السكان إلى مدينة المدمرة، أصبح عملهم مطلوب بشكل مكثف وحثيث.

كلما أصبحت الشوارع أكثر ازدحاما، كلما كانت سلع الباعة مطلوبة أكثر: يقدم الباعة المتجولون للحرفيين والعمال بالرقة القهوة ومشروب كوكا كولا مع الوجبات الخفيفة لكي يستعيدون طاقة جديدة للعمل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل