المحتوى الرئيسى

وقف «أوبر» و «كريم».. عندما يُقتل البديل الأفضل بالقانون

03/21 17:33

قرابة 3 سنوات قضتها شركتا أوبر وكريم المتخصصتان في تقديم خدمات السيارات عبر التطبيقات الذكية، أو ما يطلق عليه مسمى النقل التشاركي، ومنذ بداية وجودهما في السوق وهما يواجهان مشاكل كبيرة بسبب قانونية عملهما، وبسبب مضايقات أصحاب التاكسي الأبيض الذين تراجع حجم الإقبال عليهم بشكل كبير جدًا نتيجة دخول الشركتين للسوق المصري.

أوبر هي شركة أمريكية، وتعمل في أكثر من 700 مدينة حول العالم، بينما كريم شركة إماراتية وتعمل في نحو 50 مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتجاوز أحجام استثمارات الشركتين مليارات الدولارات بالرغم من أنهما لا تملكان أي منتجات سوى تطبيق ذكي فقط، ليصبحا وسيطا بين الراكب وصاحب السيارة.

بالأمس صدر حكم محكمة القضاء الإداري بوقف نشاط الشركتين في مصر على خلفية قضية رفعها أصحاب التاكسي الأبيض نتيجة تتضررهم وتراجع حجم الإقبال عليهم، وهو الأمر الذي تعاطف معه كثير من المصريين في بداية الأمر، حيث إن أصحاب التاكسي الأبيض يسددون للدولة ضرائب وقيمة تراخيص إضافية لا يدفعها أصحاب السيارات الملاكي التي أصبحت تعمل بنظام الأجرة بمجرد انضمامها لتطبيقي أوبر أو كريم.

إلا أن تعاطف كثير من المصريين لم يدم طويلاً مع سائقي التاكسي الأبيض بعد ثبوت حسن نوايا الشركات وشكل التعامل المختلف من سائقي أوبر وكريم، وكيف أنهما لا يضعان عراقيل مع الركاب، فضلاً عن آليات التسعير التي أكد كثير من المستخدمين أنها في بداية الأمر أقل من مما يتقاضاه التاكسي الأبيض على نفس المسافة لتكون القيمة المضافة المتحققة للراكب مع أوبر وكريم أعلى من التاكسي الأبيض.

وقضت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار بخيت إسماعيل، أمس الثلاثاء، بقبول دعوى وقف نشاط شركتي "أوبر وكريم" داخل مصر، وأحالت الموضوع إلى هيئة المفوضين، اختصمت الدعوى -رقم 33744 لسنة 71 قضائية- كلا من رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، ووزير النقل، ووزير المالية، ووزير الاستثمار ووزير الدولة للتنمية المحلية، ومدير الإدارة العامة للمرور، والهيئة العامة للاستثمار والممثل القانوني لشركتى أوبر وكريم، وطالب مقيم الدعوى بسرعة إصدار حكم قضائي يؤيد مطالبه المذكورة بالدعوى ووقف نشاط شركتي أوبر وكريم.

في حين رفضت شركة كريم التعليق على الحكم، قال عبد اللطيف واكد مدير عام شركة أوبر فى مصر، "نحترم أحكام القضاء المصري، وعليه لا نستطيع التعليق بشكل مفصل على الإجراءات القضائية التي مازالت تحت المداولة، ولكننا سنقوم بالطعن لدى المحكمة المختصة، وستظل خدماتنا متاحة في مصر.

وأكد بقوله "من المهم أن نوضح أن القرار الصادر اليوم لا يعني وقف نشاط شركة أوبر في مصر".

وأشار إلى أن أوبر تعد من أكبر المشاركين في تنمية الاقتصاد الوطني، حيث أسهمت في خلق أكثر من 150 ألف فرصة للكسب في مصر خلال عام 2017 وحده، لافتًا إلى أن الشركة تعمل على مدار العامين الماضيين بشكل مستمر مع اللجنة الوزارية المنوطة بتقنين منظومة النقل التشاركي، وأن الشركة سوف تقف دوما داعمة لجميع الجهات نحو سرعة إصدار هذا القانون.

وأكد أن الشركة تعمل كل ما في وسعها لتضمن أن يستمر ملايين المصريين في الاستفادة من خدمات النقل عبر التطبيقات الذكية، وأن تلتزم بالعمل مع جميع الأطراف في منظومة النقل، بما في ذلك التاكسي، لتنمية هذا القطاع في مصر سويا".

ومنذ تأسيسها عام 2012، تمكنت كريم من إطلاق خدماتها في أكثر من 50 مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من باكستان وحتى المغرب، حيث تقوم شبكة كريم بملايين الرحلات اعتمادا على أسطولها الهائل من السيارات التي يقودها أكثر من 150.000 كابتن في المنطقة، منهم 50.000 كابتن في مصر وحدها، وهو ما يسهم بشكل مباشر في توفير الآلاف من فرص زيادة دخل للمصريين، وتمكينهم من تحقيق دخل شهري بديل ومضمون.

وقدمت أوبر خدماتها لأكثر من 4 ملايين راكب وخلال 2017 تحديدا استخدم «أوبر» أكثر من 78 جنسية حسب رئيس الشركة في مصر.

وحسب دراسة أجرتها شركة أوبر على سائقيها في مصر، والتي كشفت عن أن نسبة 50% من السائقين يعملون بشكل جزئى أى أنهم يعملون كمهنة إضافية لتحسين الدخل، ونسبة 40% من السائقين كانت تبحث عن عمل قبل الالتحاق بأوبر، ونسبة 70% من السائقين على منصة أوبر بين سن 18 إلى 35، أى أن الشركة وفرت فرص عمل لعدد كبير من الشباب، وأن نسبة 22% كان يعمل بقطاع السياحة نتيجة الصعوبات التي لحقت بهذا القطاع بعد أحداث ثورة يناير، وهو ما يشير إلى نجاح هذه الشركات في توفير فرص عمل لمواطنين يبحثون عن عمل جديد أو إضافي أو تعثر القطاع الذي كانوا يعملون به.

ويتجاوز عدد الكباتن لدى كريم نحو 50 ألف كابتن، وبلغت نسبة الكباتن العاملين فى وظائف أخرى 55% من إجمالى عدد الكباتن، بينما 29% من الكباتن ليس لديهم وظيفة أخرى ويعتمدون بشكل أساسى على الشبكة كمصدر دخل أساسي، ووصلت نسبة الكباتن فى القاهرة التى تعد أكبر مدينة ضمن شبكة كريم العالمية، ما يقرب من 82% من إجمالى عدد كباتن كريم مصر، تلتها مدينة الإسكندرية بنسبة 16%، بينما توزعت نسبة الـ2% الباقية على باقى المدن المصرية.

ويتراوح دخل العامل في أوبر أو كريم بين 3 إلى 8 ألف جنيه أو يزيد شهريا وفقًا لما تعلنه الشركات الوسيطة بين السائق وأوبر وكريم، وهو متوسط منخفض بعد زيادة عدد السيارات في السنوات الأخيرة، وارتفاع تكاليف الركوب بسبب زيادة أسعار الوقود.

أطلقت شركة أوبر العام الماضي أكبر مركز للدعم الفني فى مصر، وثانى أكبر مركز تميز لها عالميًا، يعمل به حاليا 500 مصرى يغطى 16 دولة فى منطقة الشرق الأوسط من خلال 3 لغات المصرية والعربية والأردية لخدمة دولة باكستان، وهى إحدى أهم الأسواق بالنسبة للشركة، وتعتزم الشركة خلال الخمس سنوات المقبلة استثمار 20 مليون دولار على مدار 5 سنوات لمضاعفة أعداد العاملين بالمركز وإدخال لغات جديدة وتطوير خدمة العملاء والسائقين "وفقاً لعبد اللطيف واكد مدير الشركة في مصر".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل