بعد سنوات الإهمال.. «الميرلاند» تعود للحياة بتكلفة 38 مليون جنيه

بعد قرابة عامين ونصف العام من التطوير، شارك المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، اليوم في افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير حديقة الميرلاند بمصر الجديدة بتكلفة 38 مليون جنيه، وذلك بحضور كل من الدكتورة هالة السعيد وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والمهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، وخالد بدوي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.

وأكد المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة أن المرحلة الأولى من التطوير شملت 25 فدانا من المسطحات الخضراء وبرجولات ومشايات ودورات مياه وتراك للمشي وأكثر من نافورة، وذلك بتكلفة 38 مليون جنيه، لافتًا إلى أن كل أعمال صيانة الأشجار والمسطحات الخضراء تقع تحت إشراف وزارة البيئة، كذلك تطوير المبانى تم تحت إشراف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وذلك لإعادتها لسيرتها الأولى لخدمة سكان ومواطنى مصر الجديدة وكل أبناء القاهرة.

وتابع أنه تم إضافة 1600 شجرة للحديقة وكذلك 96 ألف متر مسطح أخضر وشلالات مياه ونافورات، بالإضافة إلى ترميم بعض التماثيل المشهورة بها، مشرا إلى أن الحديقة تمتد على مساحة 50 فدانا.

ومن جانبها قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة إن الميرلاند تستعيد بريقها ورونقها من جديد، وإن المرحلة الأولى من التطوير تعد خطوة هامة في طريق عودة الحديقة إلى سابق عهدها.

وتعد حديقة الميرلاند من أكبر وأقدم الحدائق بمنطقة مصر الجديدة، حيث يبلغ عمرها ما يقرب من 70 عاما، ويعود تاريخها إلى عهد الملك فاروق، تقع على مساحة 50 فدانا، وكانت الحديقة مليئة بالأشجار العالية والوارفة الظلال، كما احتوت أيضا على بحيرة كانت تبحر بها المراكب الصغيرة، وفي 1963 أضيف للحديقة كازينو وأراضي التزلج على الجليد، كما أنشئ بها مشتل خاص يستعمل في تشجير الحديقة وبيع النباتات للجمهور، بعدها تم إنشاء ثلاث كافيتيريات لخدمة الجمهور ثم حوّلت شركة سندباد الحديقة إلى مكان سياحي ترفيهي عالمي، حيث تم إنشاء بعض المطاعم العالمية بالإضافة لعروض الدولفين وكلاب البحر.

وخلال السنوات الماضية تدهورت حالة الميرلاند وأصبحت شبه مهجورة نتيجة الإهمال، حيث فقدت معالمها ورونقها الذي اعتاد عليه سكان مصر الجديدة، وفي مارس 2015 ثار سكان مصر الجديدة بعدما استيقظوا على مذبحة للأشجار العتيقة بحديقة الميرلاند، وكانت لديهم تخوفات من أن تتحول الحديقة التي تحمل ذكرياتهم إلى أبراج سكنية ويتم القضاء على المساحات الخضراء، ولكن تدخلت الجهات المسئولة وعلى رأسها محافظة القاهرة وتم وقف أعمال قطع الأشجار، وتم البدء في المرحلة الأولى من التطوير، والتي تم افتتاحها اليوم.

أمير سلامة، أحد سكان مصر الجديدة، قال لـ"التحرير" إن حديقة الميرلاند بدأت في استعادة رونقها بعد أن يئس السكان الأصليون لمصر الجديدة من عودتها، لافتًا إلى أن الحديقة ليست مجرد مساحة خضراء فقط، ولكنها تحمل ذكريات غالبية الأسر، مطالبًا المسئولين بضرورة الإسراع في الانتهاء من المرحلة الثانية حتى تعود الحديقة إلى سابق عهدها، مشيرًا إلى أن الميرلاند حديقة تاريخية، وكان من الصعب أن يتنازل عنها سكان مصر الجديدة ويتركوها للإهمال.

ميرفت حمدي، إحدى سكان مصر الجديدة، قالت لـ"التحرير" إنه على الرغم من أن خطوة تطوير الميرلاند جاءت متأخرة بعد سنوات من الإهمال، فإن كل من له ذكريات بالحديقة أصبح يشعر بالرضا، مؤكدة أنها سوف تستعيد ذكريات الطفولة بدعوة أصدقائها لقضاء الإجازات الأسبوعية بحديقة الميرلاند بعد أن تم تطويرها بهذا الشكل.