المحتوى الرئيسى

«الشروق» تنشر تقرير «شيخ الأزهر وسنوات من دعم المرأة»

03/20 16:19

«الطيب»: نؤيد تحديد سن زواج الفتيات بـ18عامًا.. وحضانة الطفل هي حق من حقوق الأم.. والأصل في الشريعة ليس تعدد الزوجات وإنما الأصل هو الحرص على الإبقاء على الزوجة والتمسك بها.. وإجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريده أمر مرفوض ومسألة لا أخلاقية

حصلت «الشروق» اليوم، على نص تقرير أعدته مشيخة الأزهر الشريف، لتوضيح دور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في دعم المرأة منذ 8 سنوات مضت على اعتلائه المنصب الرفيع.

ويرى «الطيب»، حسب التقرير، أن القول بإن ما تعانيه المرأة الشرقيَّة من تهميش هو بسبب تعاليم الإسلام زعم باطل، والصحيح أن هذه المعاناة إنَّما لحقتها بسبب مخالفة تعاليم الإسلام الخاصة بالمرأة، وإيثار تقاليدَ عتيقة وأعراف بالية لا علاقة لها بالإسلام.

وأولى «الطيب»، اهتمامًا كبيرًا لقضايا المرأة مناديًا باحترام كرامتها الإنسانية واستغلالِ طاقاتها المُهدرة واعطائها حقوقها كاملة كشريك أساسي للرجل في تعمير الأرض وإصلاح المجتمعات وبناء الأوطان، مستنكرًا كافة أشكال التهميش والتمييز والعنف والاستغلال التي تتعرض لها المرأة حول العالم.

وخصص جزءًا كبيرًا من خطاباته ومقالاته ولقاءاته التليفزيونية للتنبيه على حقوق المرأة وكافة القضايا الخاصة بها لتنوير العقول وتصحيح الأفهام المغلوطة بشأن المرأة وحقوقها.

كما دافع عن حقوق الفتيات الصغيرات ورفض زواج القاصرات لما يتضمنه من أذى نفسي وعقلي وجسدي للفتاة، وأعلن عن تأييد الأزهر للقانون الذي يحدد سن زواج الفتيات بـ18عامًا، مؤكدا أن الإسلام لا يبيح الزواج الذي يترتب عليه ضرر نفسي أو ضرر اجتماعي أو ضرر أخلاقي، بجانب الدفاع عن حق الأم المطلقة في رعاية أبنائها وعدم حرمانها منهم، حرصًا على صحة البناء النفسي والعقلي للأطفال، مؤكدًا أن حضانة الطفل هي حق من حقوق الأم؛ وتحديد انتهاء حق الحضانة ببلوغ سن الخامسة عشرة لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

كما دعا إلى ضبط «ظاهرةِ فوضى تعدُّدِ الزواجِ وفوضى الطلاقِ»، وقال إن الإحصائياتِ التي أُجرِيَتْ على أطفالِ الشوارعِ أثبتت أنَّ ما لا يقلُّ عن 90% منهم كانوا ضحايا أُسَرٍ عبثَتْ بها فوضى الزواجِ وفوضى الطلاقِ، وأن الأصل في الشريعة ليس تعدد الزوجات وإنما الأصل هو الحرص على الإبقاء على الزوجة والتمسك بها، مشددًا على أن الزواج السري، أو ما يسمى بالزواج بالعرفي، الذي يتم بدون شهود أو يتم بشاهدين لكن يُوصي كل منهما بكتمانه فلا يعلمه إلا الزوج والزوجة والشاهدان فقط، ودون علم ولي الفتاة، هو زواج باطل، ويعد خروجًا عن الأدب والقيم.

كما شدد على أن إجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريده أمر مرفوض ومسألة لا أخلاقية لأنها حكم بما يشبه الإعدام على حياة كاملة لفتاة.

كما خصص قسم لفتاوي المرأة بمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، يعمل به مجموعة من المفتيات المتخصصات للرد على تساؤلات النساء اللاتي يرغبن في الحصول على الإجابة الصحيحة الموثوقة من المتخصصين فيها، بجانب تنظيم العديد من الدورات، التي تستهدف تثقيف المرأة والارتقاء بها، لمواكبة مستجدات العصر وتفعيل دورها في المجتمع، وعقد الأزهر الشريف بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة عدة حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاضرات وندوات بالمدارس والمعاهد والجامعات الحكومية والخاصة، فضلا عن عقد دورات تدريبية للمقبلين على الزواج من الجنسين، وتحصيص مبنى كلية الأزهر المقام على مساحة 12 فدانا بمدينة الخانكة بالقليوبية، لإنشاء أول كلية تربية رياضية للبنات تابعة لجامعة الأزهر.

ووضع الإمام الأكبر، بصفته رئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، سداد ديون 200 من الغارمات كأحد أهم أولويات بيت الزكاة والصدقات، وطالب في 23 ديسمبر 2014م، وزير الداخلية ووزير العدل بموافاة بيت الزكاة بقاعدة البيانات الخاصة بالمحكوم عليهم في قضايا تتعلق بعدم سداد ما يستحق عليهم للدائنين حتى يتسنى لمجلس أمناء البيت اتخاذ ما يراه مناسبًا لأداء ديونهم، وتم رصد المبالغ اللازمة للإفراج عنهم والتي تقدر بـ3.5 مليون جنيه.

كما انتصر الإمام لحقوق المرأة المصرية والعربية وتقديم كل الدعم والاهتمام لها بل ولنساء العالم أجمع، وحرص على استقبال العديد من الوفود النسائية الفاعلة والرائدة في مجتمعاتهم، وذلك لتقديم الدعم والمساندة والمراعاة لهم، وتجلى ذلك في زيارة الإمام الأكبر، برفقته وفد من شيوخ وسيدات الأزهر الشريف لقرية الروضة في سيناء، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد القرية، مخلفا أكثر من ثلاثمائة شهيد، حيث حرص على تعزية السيدة السيناوية التي فقدت 12 من أبنائها وأحفادها وعائلتها في تلك المذبحة، وقرر فضيلته تكريمها برحلة لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة.

واستقبل الإمام الأكبر منار محمد سليم زوجة الشهيد أحمد منسي وأولاده، الذي استشهد في هجوم إرهابي على كتيبته في مدينة رفح بشمال سيناء، وقدم درع الأزهر الشريف لزوجة الشهيد، مؤكدًا أن هذا التكريم هو تقدير من الأزهر الشريف طلابه وعلمائه وشيخه، لشهداء مصر الأبرار، والمواطنة العراقية الإيزيدية نادية مراد الناجية من تنظيم داعش الإرهابي.

واستنكر إقدام قوات الاحتلال الصهيوني على اعتقال الفتاة الفلسطينية، عهد التميمي، مؤكدا أن شجاعتها تعد دليلا على شجاعة نساء فلسطين، اللاتي يمثلن «عنوان النضال الفلسطيني».

ووجه «الطيب»، بضرورة التركيز على وضع المرأة وتوجيه أكبر قدر من الاهتمام بها من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة التي يتولاها الأزهر الشريف، كما شارك فضيلته في افتتاح القمة العالمية لرئيسات البرلمانات والتي عقدت في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، تحت عنوان «متحدون لصياغة المستقبل»، بمشاركة العشرات من القيادات البرلمانية النسائية حول العالم، وألقى فضيلته خطابًا تاريخيًّا خلال افتتاح القمة شدد فيه على أهمية تكريم المرأة ومناصرة حقوقها التي كفلتها الشريعة الإسلامية لها.

ورعى الإمام الأكبر المؤتمر الدولي الذي عقدته كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، تحت عنوان «المرأة ومسيرة التطور التنويري الواقع والمأمول»، فيما نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ندوة حوارية بعنوان «المرأة بين إنصاف الإسلام وظلم جماعات الإرهاب»، انتهت إلى أن الإسلام الذي أنصف المرأة بريء من الأفعال المشينة التي تقوم بها الجماعات المتطرفة، التي تقول وتفعل ما لا أصل له في دين، ولا أساس له في عرفٍ أو قانون.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل