المحتوى الرئيسى

الوليد بن طلال يكشف كواليس اعتقاله في الريتز وعلاقته بـ"بن سلمان"

03/20 14:31

تحدث الملياردير السعودي، الأمير الوليد بن طلال لموقع "بلومبيرج"، في أول مقابلة رسمية له منذ إطلاق سراحه يناير الماضي، عن ظروف وكواليس احتجازه على خلفية تهم تتعلق بالتربح والفساد في المملكة العربية السعودية.

وكانت الحكومة السعودية؛ شنت حملة استهدفت عددًا من المسؤولين والأمراء ورجال الأعمال السعوديين البارزين مطلع نوفمبر الماضي بغرض القضاء على الفساد، واعتقلت عددًا كبيرًا داخل فندق "ريتز كارلتون" بعد أن تم إخلائه من النزلاء.

وفي بداية الحوار، الذي استمر لحوالي ساعة، رفض الأمير السعودي الشهير استخدام لفظ "اعتقال"، وقال للصحفي الأمريكي إريك تشازدكر الذي يحاوره: "إنه تلقّى دعوة للذهاب إلى قصر الملك، وبعدها طُلِب منه التوجّه إلى "ريتز كارلتون"، ومن ثمّ جرى الأمر بـ"شرف وكرامة"، مُبينًا أن الأمر ذاته حدث مع باقي المُحتجزين".

وأضاف الملياردير السعودي، أن وضعه كان مُختلفًا كثيرًا عن الباقين، ففي حين وُجّهت إليهم تُهم فساد بدا ملفه نظيفًا دون أي شُبُهات، قائلًا: "لم تكن هناك أي اتهامات؛ لأنني أحمل مسؤولية تجاه مساهماتي في المملكة القاضبة، وأصدقائي في السعودية، والمجتمع العالمي، ولدينا استثمارات دولية في كل مكان.. ومن المهم جدًا أن أؤكّد أنه لم يكن هناك أي اتهام أو ذنب".

وكان الوليد أكد في مقابلة في مقر احتجازه بفندق ريتز كارلتون، أجرتها معه وكالة رويترز قبل ساعات من الإفراج عنه، أنه واثق من براءته وأنه يتوقع الإبقاء على سيطرته الكاملة على شركته المملكة القابضة.

اتفاق سري لن أكشف عن تفاصيله

وأقرّ الوليد، لأول مرة؛ بأنه توصّل مع السلطات السعودية لاتفاق سري و"تفاهُم مؤكّد" دون الخوض في تفاصيله: "لن أكشف تفاصيل الصفقة التي جرت بيني وبين مُمثّلي الحكومة".

ونفى الوليد بن طلال كل ما تتوارده وسائل الإعلام العالمية حول قيمة التسوية التي توصّل إليها مع السلطات، قائلًا: "تواردت تقارير تُفيد بأن التسوية بلغت 6 مليارات دولار، وهناك تقارير أخرى زعمت بأن القيمة أقل أو أكثر من ذلك.. لكن كلها شائعات".

وعندما حاول الصحفي الأمريكي معرفة ما إذا كان تنازل عن أموال أو عقارات أو أصول للحكومة مقابل إطلاق سراحه، رفض الملياردير السعودي الإجابة بشكل مباشر، مُكتفيًا بالقول: "عندما أقول لك أن الاتفاق سري وقائم على تفاهم مؤكّد بيني وبين الحكومة، عليك أن تحترم هذه السريّة".

وتابع في المقابلة: "بجانب كوني مواطنًا سعوديًا، أنا واحد من أفراد العائلة المالكة أيضًا، الملك عمّي، ومحمد بن سلمان ابن عمّي، لذا أهتم بالحفاظ على العلاقة بيننا دون خدشها".

وأشار إلى أن البعض يُطلق على "التفاهم المؤكّد" الذي توصّل إليه مع السلطات، تسوية، لكنه يرفض ذلك لأن "التسوية بالنسبة إليه تعني إقراره بالذنب". ومضى يؤكّد أن اتفاقه "ما يزال جاريًا" مع الحكومة.

وأُطلق سراح الوليد، أشهر رجل أعمال في المملكة، في 27 يناير الماضي بعد التوصل إلى تسوية لم يُكشف عنها. فيما قال النائب العام السعودي أن قيمة التسويات لم تتجاوز 400 مليار سعودي، متمثلة في "عقارات، أصول، مبالغ نقدية".

وتعليقًا على عدم تبرئته من قِبل الحكومة السعودية رسميًا، أو إعلانها أن ما حدث مجرد سوء تفاهم، أجاب الوليد، قائلًا: "هذا الأمر تم علاجه في التفاهم المؤكّد الذي وقعته مع السلطات.. ومجرد جلوسي هنا والتحدث إليك بصراحة وصدق، وحقيقة أن الحكومة لن تقول: (الوليد كاذب)، هو دليل في حد ذاته على صحة ما أقوله".

أؤيد مكافحة الفساد ولم أخضع للتعذيب مطلقا

وشدّد الوليد على أنه في حاجة إلى تبرئة اسمه، وتوضيح العديد من الأكاذيب عنه بما في ذلك ما كان يُشاع حول تعرّضه للتعذيب وإرساله للسجن، خلال إقامته التي دامت لأكثر من 83 يومًا في فندق الريتز كارلتون.

وذكر الوليد؛ أنه أمضى كافة الوقت بالفندق، مؤكدًا "لم أخضع للتعذيب مُطلقًا، بل قدمت إلينا أفضل خدمة من قبل الحكومة، بصراحة، الأطباء كانوا يأتون مرّتين يوميًا؛ وتلقينا خدمة من الدرجة الأولى".

وأيد المليار دير السعودي في حواره حملة مكافحة الفساد قائلًا: "أنا مع حملة مكافحة الفساد السعودية، للأسف أضفتُ لتلك المجموعة، ولحسن الحظ أنا اليوم خارجها".

وعن بقاء واقعة الاحتجاز في ذاكرته قال الوليد بن طلال: "الحياة عادت لمجراها الطبيعي، لذا فلستُ من بين الأشخاص الذين قد يقولون: "أنا أغفر ولكن لا أنسى"، بل أقول: "أنا أغفر وأنسى في الوقت ذاته أيضًا".

تفاصيل يوم الوليد بن طلال في الجناح الملكي رقم (628)

وكشف عن تفاصيل يومه في فندق الريتز كارلتون، الذي يضم 492 غرفة، قائلًا: إنه "كان يتواجد في جناح ملكي داخل الفندق، رقمه 628، على مساحة 4575 قدم مربع"، لافتًا إلى أنه كان يقضي يومه بين ممارسة الرياضة، والمشي، والكثير من التأمل ومشاهدة الأخبار والصلاة، وأنه كان يخلُد إلى النوم في حوالي السادسة أو السابعة صباحًا، ويستيقظ بعد الظهر".

وفي حين أنه نفى تعرّضه للتعذيب مُطلقًا، قال الوليد: "رُبما يكون أحد المُحتجزين حاول الفرار أو التصرف على نحو جنوني فتم ردعه والسيطرة عليه، لكن المؤكّد أنه لم يحدث ما يُمكن أن نُطلق عليه (تعذيب منهجي)".

ممنوع الحديث بين المحتجزين والمكالمات مراقبة

وبيّن الوليد أنه لم يكن بإمكانه التحدث مع باقي المُحتجزين، "لم يكن يُسمح لأي اثنين من المحتجزين التحدث إلى بعضهما البعض، لم أرى أيًا منهم يتحدث للآخر، ولم أتحدّث إلى أحدهم أيضًا".

وعن السماح بإجراء مكالمات هاتفية، قال أنه كان يتحدّث هاتفيًا إلى أولاده، ومديري شركاته، والرئيس التنفيذي للمملكة القابضة، ومدير مكتبه الخاص، والسكرتير العام لمؤسسته، مشيرًا إلى أن هذه المكالمات "كانت مُراقبة على الأرجح".

واحتجاز الوليد بن طلال، وباقي المسؤولين جرى، في 4 نوفمبر الماضي، بعد ساعات من تشكيل لجنة لمكافحة الفساد، أُسنِد رئاستها إلى ابن عمه، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي هذا الشأن، يصف الوليد شعوره بعد احتجازه بأمر من ابن عمه بأنه "لم يكن سهلًا"، ويقول: "عليّ أن أُقِر أنه من غير السهل أن تُحتجز رُغمًا عن إرادتك، لكن عندما غاردت الريتز، راودني شعورًا مختلفًا".

وقال: "بعد مغادرتي، جمعت كافة المسؤولين في شركاتي وكل أصدقائي المقربين وقلت لهم: "أقسم لكم أنني أشعر بهدوء كامل وراحة تامة، بلا ضغينة ولا مشاعر سيئة على الإطلاق".

وأكد دعمه التام "للمملكة وللحكومة وللملك وللأمير محمد بن سلمان، قبل احتجازه وبعده"، ليُقاطعه الصحفي الأمريكي قائلًا: "الناس قد لا يفهمون هذا الأمر"، ورد الوليد: "أفهم ذلك، لكنهم لا يفهمون بأنهم يتحدثون إلى عضو من العائلة المالكة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل