المحتوى الرئيسى

«مخطط جديد لغزو سوريا».. أردوغان ينتقم من المجتمع الدولي

03/20 14:20

تعددت طرق الانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال التركي في عفرين السورية ما بين إراقة دماء الأبرياء أو تهجيرهم من مساكنهم، ورغم ذلك يواصل أردوغان حملته القمعية دون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية.

الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها النظام التركي بحق المدنيين والتنكيل بالأكراد وتنفيذ حملات تطهير عرقي كفيلة بأن تضع أردوغان أمام الجنائية الدولية، لكن مع التزام القوى الدولية الصمت حيال الجرائم التي تُرتكب في عفرين، دفعت الأخير لارتكاب انتهاكات ومخاطر إنسانية جسيمة.

ويبدو أن هناك قوى إقليمية أبدت اعتراضها على الاحتلال التركي للشمال السوري، معتبرة أن الخطوة التي أقدم عليها أردوغان تمثل انتهاكًا للسيادة السورية، وتفاقم الأزمة الإنسانية.

اقرأ أيضًا: مخطط تقسيم سوريا.. الأسد وأردوغان في مواجهة مصيرية 

البداية مع مصر التي عارضت العملية العسكرية التركية منذ بدايتها، حيث اعتبرت أن الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي باعتبارها تقوض من جهود التسوية السياسية القائمة.

وأكدت أيضًا استمرار الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السورى الشقيق، داعيًا جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الاضطلاع بدورها لضمان الالتزام بدعم المسار السياسي لتسوية الأزمة، ومنع المزيد من التدهور.

مساعي مصر لإنهاء الأزمة السورية نابع من الدور الهام الذي تقوم به في المنطقة، حيث تواصل مطالبتها بانخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.

اقرأ أيضًا: مطامع أردوغان في عفرين.. «مجلس محلي» والسيطرة على «المتوسط» 

وعلى جانب آخر، اكتفت واشنطن بإبداء قلقها حيال إخلاء عفرين السورية بالقوة الجبرية، داعية تركيا وروسيا والنظام السوري إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية.

تصريحات الإدارة الأمريكية، دفعت النظام السوري إلى إدانة الاحتلال التركي لعفرين في رسالتين للأمم المتحدة ومجلس الأمن، مؤكدة أن سيطرة قوات أردوغان الشمال السوري "أمر غير مشروع" ويتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

أما على الصعيد الأممي، فقد حذر مندوب الأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا، من مخاطر العملية التركية في عفرين، مؤكدًا أن تلك الخطوة هي تقسيم هادئ وطويل لسوريا، وسيكون كارثة ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأكملها.

يمكننا القول إن الحل السياسي الذي لا يُقصي أحدًا، ولا يشمل استبعاد كافة الأطياف وخاصة الأغلبية السنية، هو المخرج الوحيد للأزمة السورية.

اقرأ أيضًا: تركيا تعيد التحالفات العسكرية بسوريا.. وتمنح الأسد نفوذا على الأكراد 

المثير في الأمر أن السلطان العثمان قرر تجاهل الدعوات الإقليمية والأممية بشأن احتلال عفرين السورية، وخرج في تصريحات ليؤكد استعداده لاحتلال 4 مدن سورية أخرى، وهي "منبج، والقامشلى، وعين العرب، ورأس العين".

الاختراق الواضح لمواثيق مجلس الأمن، وخاصة القرار رقم 15 لعام 2014، بشأن عدم احترام سيادة الدول على أراضيها وتعزيز العنف والاقتتال الداخلي، كافيًا لفرض عقوبات على تركيا وسلطانها الديكتاتوري.

والسؤال هنا.. ما أهمية المدن السورية التي يخطط أردوغان إلى احتلالها بعد عفرين؟

مدينة سورية، تقع في جهة الشمال الشرقي على الحدود مع تركيا، وعلى مقربة من سفح جبال طوروس، بمحاذاة مدينة نصيبين التركية، وتتبع إداريا محافظة الحسكة، ويمر بالمدينة نهر الجقجق، يسكن بها خليط من العرب ومن الأكراد لذلك هي مطمع قوي لحكومة الديكتاتور أردوغان في حربه للقضاء على الأكراد.

تعتبر مدينة الباب من المدن القديمة في التاريخ، يرجح أنها تعود إلى العهد الروماني، وذكرها العديد من المؤرخين والرحالة في كتبهم، فذكرها الرحالة ابن جبير في كتابه رحلة ابن جبير، كما ذكرها المؤرخ ياقوت الحموي في معجم البلدان.

وتعد مطمعًا لتركيا، لوجود أقنية مائية جوفية مندثرة يقال إنها تعود للعهد الروماني كان يمر من خلالها نهر الذهب في المدينة، وفي شمالها تل أثري يدعى "تل بطنان"، تكثر على سطحه قطع فخارية، ولقى أثرية يعتقد بأنها تعود للعهدين الحثي والآرامي، بالإضافة إلى تأمين حدود تركيا الجنوبية.

تقع مدينة منبج في شمال شرق محافظة حلب في شمال سوريا، على بعد 30 كم غرب نهر الفرات، و80 كم من مدينة حلب، حيث إنها مدينة مقدسة لما لها من حرمة دينية لدى سكانها، لما تحتويه من معابد "وثنية" يحج إليها الألوف من الوثنيين، لحضور الأعياد والاحتفالات الدينية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل