المحتوى الرئيسى

«أبوأحمد» وصديقه «عبدالعال»: بنشتغل تحت ضغط بقالنا سنتين.. لكن فخورين بشغلنا فى تنمية سينا وإننا بنعلم البدو ازاى يزرعوا

03/20 11:47

أمام مدخل مزرعة «شباب الوادى»، كان يجلس على الأرض فى فترة راحة مع شمس الظهيرة، محمد أبوأحمد، الذى جاء من أسيوط إلى الطور، «أبوأحمد» «مزارع شاطر» حسبما يقول، له خبرة طويلة فى أعمال الزراعة خلال سنوات كثيرة مضت: «إحنا هنا بنشتغل تحت ضغط لكن مبسوطين جداً إننا مشاركين فى مشروع قومى زى ده، قدمت فى جهاز تعمير سيناء لما سمعت عن الشغل فى مشروع التنمية المتكاملة، جيت فى الأول على إنى مزارع وبدأت أعلم البدو إزاى يزرعوا، وأول ما بقوا يعرفوا وتمكنوا منها، خلونى راعى أغنام فى حوش المزرعة، عشان البدو يمارسوا حرفة الزراعة الجديدة عليهم ويتقنوها أكتر».

الرواتب ثابتة لم تختلف من عامل إلى آخر، كما يشير الرجل الخمسينى، لكن الأغلبية يتقاضون 1800 جنيه فى الشهر لا تزيد ولا تنقص، ويتابع: «إلا لو مزارع مبتدئ ممكن ياخد أقل، أو عمال شاطرة أو مشرف بياخد أعلى، واحنا كنا فى الأول بناخد 1500 وزودونا السنة دى الحمد لله وبقينا 1800 جنيه»، ويضيف: «أنا كنت شغال فى أسيوط فى أرض غيرى عشان معنديش أرض، لكن دلوقتى شغال مش فى أرضى برضه بس حاسس إن بعمل حاجة كويسة لبلدى تفيدها، ودى أكبر من إنى أشتغل فى أرضى، ده غير إننا بقينا نتعامل مع البدو وعرفناهم وعرفونا بدل ما احنا كنا بنسمع عنهم بس، وكانوا منعزلين عن الناس».

الدنيا بقى فيها حياة عن الأول وبناكل من الأرض اللى زرعناها

التحدى والقوة والفخر، المعانى التى ظهرت فى حديث «أبوأحمد» عن عمله بمشروع التنمية المتكاملة بجنوب سيناء، يؤكد أنه سعيد بالعمل فى المشروع الضخم منذ بدايته قبل عامين، فحسب قوله فإن إنجازات المشروعات القومية تحقق أكثر من فائدة: «الفائدة الأولى أنها بتعمر وبتصلح وبتبنى مصر، والفائدة التانية أنها بتساعد ناس غلبانة محتاجة فرصة عمل والمشروع بيوفر ليهم الشغل والمسكن وأكلهم وشربهم، خاصة إن السوق واقف شوية، وبكده معظم العمالة بتروح على المشروعات الكبيرة اللى بالشكل ده، وبيخلص مشروع بندخل فى مشروع تانى، مفيش حاجة بتقف، وفيه مشاريع زى اللى أنا فيها دى دايمة، وبقيت شغال راعى مواشى ومزارع برضه فى المزرعة، وكفاية إنى شغال فى سينا لأنه شرف ليّا ولأى حد».

فخر «أبوأحمد» بالعمل داخل مزرعة «شباب الوادى»، إحدى مزارع مشروع التنمية المتكاملة بجنوب سيناء، لم يختلف كثيراً عن صديقه وعشرة عمره عبدالعال السباعى، الذى جاء من أسيوط للعمل أيضاً بمزارع مشروع التنمية المتكاملة بجنوب سيناء قبل عامين، فيقول «عبدالعال»، 42 عاماً، الذى يعمل «فلاح» بنفس مزرعة صديقه: «أبوأحمد جه الأول وبعدين عرفنى وجيت بعده بشهر، المكان كله كان صحرا مفهوش أى حياة، غير البدو وحياتهم اللى متعودين عليها، ساعدنا بعض وبدأنا نعلم أهل البدو الزراعة، واشتغلنا إيد واحدة، لحد ما بقينا بنكمل بعض واتقلبت الصحرا كلها بالخضار والفاكهة، بس اللى كان جديد علينا فعلاً هو السمك اللى بيطلع من الصحرا، وبقينا نراعى المزارع السمكية وبنطلع أطنان من البلطى تقريباً كل 6 شهور»، ورغم ظروف المعيشة الصعبة التى يعيشها «عبدالعال» داخل صحراء سيناء، فإنه يتحمل ليحقق الحلم: «الدنيا بقى فيها حياة عن الأول، على الأقل بناكل من الأرض اللى زرعناها، لكن طبعاً شبكة المحمول مش قوى هنا، وكمان مفيش ناس عايشة غيرنا فى المزارع، والإجازات طبعاً مش كتير، لكن كل ده يهون إن سينا يبقى فيها عمار ومش مجرد صحرا وجبال وبس، كفاية منظر الخضرة اللى طلعت وسط الجبال بعد ما زرعناها بإيدينا، كل ده يهون أى صعب عايشينه هنا».

Comments

عاجل