المحتوى الرئيسى

السيد سعيد: حوّلنا الجبال الصخرية والصحراء لمزارع نموذجية يحكى عنها العالم

03/20 11:47

«مسبناش أى تفصيلة مهما كانت صغيرة فى الجلسات الأولى للبدء فى المشروع، قررنا أن نشق الجبال ونزرع الصحراء، لتصبح مكاناً جمالياً أشبه بمزارع أوروبا، وأهل البلد يستفيدون من ثمارها، ونعلم فى الأساس بدو جنوب سيناء حرفاً جديدة غير التى تربوا عليها وهى رعاية الأغنام اللى ماكانوش يعرفوا غيرها من زمن الزمن، ومتربيين عليها من أجدادهم».. هكذا تحدث المهندس السيد سعيد، مدير الزراعة التابع لجهاز تعمير جنوب سيناء، واصفاً الواقع الجديد الذى أصبح قائماً بالفعل على أرض صحراء جنوب سيناء بأنه إنجاز كبير وغير مسبوق، يستحق التقدير والشكر لكل عامل ومزارع وفنى واستشارى وإدارى ساهم فيه.

كثير من التفاصيل تمر فى شريط ذكريات المهندس الأربعينى منذ أن كان المشروع مجرد فكرة، وإلى أن تحقق على أرض الواقع بتحويل الجبال الصخرية والصحراء إلى مزارع نموذجية «يحكى عنها العالم» بحسب قوله، يصف صورة المكان الذى شاهده فى ذلك اليوم: «كانت جبال صخرية ومساحات صحراوية واسعة، عايش فيها البدو من زمان، من غير أى تطوير، منظر المكان كان يخلى أى واحد يستغرب إزاى الصحرا دى يكون فيها زرع وبتطلع خضار وفاكهة وسمك».

برغم صعوبة الأمر فإنه تم وضع الدراسات الفنية والإدارية والمالية، ثم تحركت أول مجموعة معدات للبدء فى المشروع، بعد الاتفاق مع أهالى بدو جنوب سيناء بمشاركتهم فى تنمية الصحراء بزراعتها: «المناطق الصحراوية فى سيناء أغلبها فى الأساس يمتلكها البدو من زمان جداً، وفيه عائلات بدوية تبرعوا بفدادين من أراضى صحراء جنوب سيناء لجهاز التعمير، عشان نقدر نزرعها مقابل إنهم يتعلموا حرف جديدة، ويستفيدوا من ثلث إنتاج الأرض، واللى بيشتغل منهم بياخد مرتب من الجهاز كمان زيه زى أى عامل بيشتغل فى المشروع».

منظر المكان كان يخلى أى واحد يستغرب إزاى الصحرا دى يكون فيها زرع وبتطلع خضار وفاكهة وسمك

المهندس «السيد»، الذى كان يرتدى نظارة سوداء، وبنطلون جينز وحذاء رياضياً ليتحرك بخفة فى موقع مزرعة «وادى ميعر»، أخذ يعدد أبرز المشكلات التى واجهت كتائب عمل «المزارع النموذجية» على مدار عامين: «أول مشكلة واجهتنا أننا نزرع فى صحراء وكان التحدى كبيراً، إن كل الإنجاز ده يحصل فى سنة، نؤهل الصحراء بالطمى ونعمل صوباً زراعية ونزرع الأرض فى أقل من سنة»، وتابع: «المشكلة التانية هى طبيعة الأرض الصحراوية، اللى فكرنا نعمل فيها مزرعة سمكية ضخمة، وفعلاً قدرنا نستفيد من حوض الميه اللى بيسقى الزرع، بإننا نحط فيه سمك، يعيش جواه وتتغير الميه اللى جواه تروح للزرع، وضربنا عصفورين بحجر، استفدنا بمخلفات الأسماك كسماد للزرع، وحوض مياه رى الأراضى الزراعية استغلينا فيه إنتاج سمكى وأصبحت مزرعة ضخمة».

Comments

عاجل