المحتوى الرئيسى

ولاد العم: «إسلام ومحمد وعبدالله»: حفرنا الجبال ومهدنا الصحراء عشان نبنى عليها

03/19 10:07

تدق الساعة السادسة صباحاً، يمر فريق العمل بجوار «الكرفانات» المخصصة للمهندسين والمشرفين على المشروع، يتقدمون بخطوات ثابتة نحو الموقع، لتبدأ ملحمة العمل على مدار اليوم، يشيّدون العمارات، يرمون الأساسات، ويقومون بأعمال الخرسانة. من غرفته الصغيرة بالصحراء، التى وفرها المشروع للعمال داخل الموقع، كمبيت مؤقت يكفى 50 عاملاً، ما بين المراقبة المسائية والأمن، يخرج إسلام راغب، الذى يعمل حداد مسلح بمشروع جامعة «الملك سلمان». منذ 5 أشهر خطا أولى خطواته فى المكان بعد أن جاء من قريته بأسيوط، كان المكان آنذاك، حسبما يصفه «إسلام»: «جبال وصخور، وحفرنا فى الجبال ومهدنا الصحراء وجرفناها عشان نقدر نبنى عليها، والأرض دلوقتى تقدر تتحمل 8 أدوار مرتاحين».

بزى العمل الأحمر، يواصل الشاب العشرينى عمله على ماكينة تقطيع أسياخ الحديد ليل نهار بلا انقطاع، محاولاً أن يُنجز فى بناء الجامعة لتسليمها فى الموعد المحدد، ويصبح المكان مؤهلاً لأن يكون مكاناً تعليمياً متكاملاً يستوعب «طلاباً من كل مكان»، على حد قوله، يُبعد عن وجهه حبات الرمال التى تتطاير بقوة فى كل مكان، وحبات العرق تتساقط من جبينه رغم تزايد حركة الهواء: «كل واحد هنا فى الموقع بيحاول ينجز عشان فعلاً حاسين بإنجاز المشروع، إحنا أغلبنا مش مكملين تعليمنا، بس نفسنا نكون سبب فى إن جامعة كبيرة زى الجامعة دى تطلع والناس تتعلم فيها، وعيالنا منهم، ده غير إن المشروع وفر فرص عمل لشباب كتير زيى، ماكانوش لاقيين شغل، وعشان كده قررت أنا وزمايلى اللى جايين من أسيوط ننام فى غرف النوم المخصصة فى الموقع نفسه، عشان مانسيبش الموقع دقيقة واحدة، لأنها حاجة عظيمة وفعلاً حاسين بقيمتها، وعشان كده مابنّامش».

الشغل هنا مفيهوش مشاكل وكل واحد عارف بيعمل إيه

«إسلام»، الذى يعمل بنشاط داخل الموقع، يشير إلى أن يومية العمل التى يتقاضاها تبلغ 100 جنيه، موضحاً أن سوق العمل «حاله واقف ومفيش شغل للشباب، لكن مشروع الجامعة وفر فرص كتير لأهل سيناء وشباب زينا من محافظات مختلفة، إنهم يلاقوا شغل، وفيه عمال كتير مابيناموش زيى على أمل إن المشروع يكمل ونسلم الجامعة فى الوقت المحدد، لأن لو إحنا ماتعلمناش وماقدرناش ندخل جامعات، يبقى على الأقل الجامعة دى نبنيها عشان ولادنا يتعلموا فيها فى المستقبل».

فرحة «إسلام» بالعمل داخل المشروع الضخم، لم تختلف كثيراً عن أبناء عمه «محمد» و«عبدالله»، الذين جاءوا من أسيوط للعمل بمشروع جامعة «الملك سلمان» قبل 3 أشهر، إذ يقول «عبدالله» (20 عاماً): «أنا خريج دبلوم صنايع، وكان نفسى أكمل تعليمى بس الظروف كانت أقوى منى، وأول ما إسلام قال لى على الشغل هنا ماترددتش، وجيت اشتغلت لأن كان نفسى من زمان أشتغل فى مشروع قومى، لأنها حاجة عظيمة إنى أشتغل فى حاجة تفيد بلدى، وأقدر أعمل حاجة فى حياتى مهمة أحكيها لعيالى لما ربنا يكرمنى وأتجوز».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل