المحتوى الرئيسى

الأصدقاء الـ3: «على وياسر ويوسف»: بنحلم نعلّم عيالنا فى الجامعة التى نبنيها

03/19 10:07

تهبط الشمس بظلالها على العمال بالموقع، يرتاح عمال الوردية الأولى، لتبدأ وردية عمل جديدة، وفى الورديتين يعمل أبناء سيناء دون راحة، لا تزال حركتهم داخل الموقع أشبه بخلية النحل، يصيحون متواصلين مع بعضهم البعض «عشان نهوِّن على نفسنا»، يحضرون بقية الأدوات والمؤن التى يحتاجونها، ثم ينحدرون لعدة أمتار فى عمق أساسات المبانى، لإنجاز أعمال الإنشاءات بالمشروع، وبين هؤلاء العمال يبرز صوت 3 أصدقاء تمتد صداقتهم لأكثر من 20 عاماً، «على وياسر ويوسف»، لم تضعفهم الظروف، على العكس، ساهمت «عشرة العمر» فى تقوية الروابط بينهم، فاجتمعوا فى مشروع «جامعة الملك سلمان»، لإنجاز المشروع الضخم، ملابسهم تغطيها الرمال، ووجوههم تتصبب عرقاً، لكنهم سعداء بالعمل فى المشروع منذ بدايته، يقول على حسن (37 عاماً)، الذى يعمل فى النجارة: «أنا مهمتى عامل شدة، بشد أسياخ الحديد بعمدان الخشب، ورغم التعب والمشقة اللى الواحد فيها، لكن مبسوط بالشغلانة وفخور بيها، لأن الجامعة المفروض إنها مشروع قومى كبير زى بقية المشروعات الضخمة اللى فى البلد، ومبسوط إن أصحاب عمرى معايا فى نفس الشغل، جيت أنا الأول وبعدين قلت ليهم واتجمعنا تانى، ده غير إن إحنا الـ3 ماكملناش تعليمنا وبنحلم عيالنا يتعلموا فى جامعة سلمان».

المسيحيين اللى معانا بيوقفوا شغلهم احتراماً للصلاة وبنصلى كلنا على النبى وستنا مريم

يحافظ الشاب على صلواته الخمس هو وأصدقاؤه، يؤدون اثنتين منها جماعة، هما الظهر والعصر، داخل الموقع، بالقرب من أساسات المبانى بين العمال: «بنصلى كلنا تقريباً كل يوم جماعة، مرة الظهر قبل الغدا ومرة العصر، والصبح والمغرب والعشا بيبقى كل واحد مع نفسه لأن فيه ناس بتبقى مريحة، وفيه اللى نايم على حسب الورديات، اللى موجود بنصلى معاه جماعة لكن الصبح كل الموقع تقريباً بيصلى فى وقت واحد، والمسيحيين اللى معانا بيوقفوا شغلهم احتراماً لينا، وبنصلى كلنا على النبى وعلى ستنا مريم».

«مفيش حلاوة من غير نار»، هكذا يقول «ياسر»، أكثرهم إيماناً بالمهنة وطبيعة العمل الشاق، لا يرى أى عيب ولا يعنيه سوى رضاه عن نفسه وما يقوم به تجاه وطنه، يمسك بقوة بيديه معداته التى يعمل بها داخل المشروع: «شغلى فى الجامعة يُعتبر حياتى كلها، رغم إن الشغل صعب جداً وبياخد مجهود كبير، لكن فى النهاية اللى بيشتغل فى مشروع قومى زى ده بيؤدى رسالة، وكفاية إنى أكون جزء ولو بسيط فى إنشاء صرح عملاق زى جامعة سلمان، وعلى قد ما نفسى يخلص عشان العالم كله يشوف عظمة تصميم الجامعة اللى هتطلع فى وقت زمنى قصير، على قد ما نفسى أفضل أشتغل جواه طول عمرى، لأنه من أكتر المشاريع اللى قريبة من قلبى، وعارف إن الناس والعالم كله هيحكى عنها أول ما تخلص»، لا يعين «ياسر» فى أداء مهمته سوى أدوات ضخمة، قد تصيبه أثناء فترات عمله: «أنا بشتغل فنى شَدّة، بقف على السقالة وأشد المونة بأجهزة ضخمة، أحياناً بتجرح إيدى وجسمى، وفى أغلب الوقت بقع من عليها وبتجبس، لكن بنزل الشغل برضو، وببقى حريص أكمل شغلى وأروح الشغل كل يوم، مش عشان اليومية أكتر من إنى بحب شغلى وحاسس بقيمته ومقدر ضخامته وأهميته».

ثالثهم يختلف حاله تماماً، يشعر بأهمية المشروع العملاق الذى يعمل به، على حد قوله، لكن الأهم بالنسبة له «اليومية»، التى تمده بحالة من الحماس أثناء ذهابه إلى العمل كل يوم، يعشق «يوسف» العمل داخل المشروعات القومية التى عمل بها منذ أن أصبح «السيسى» رئيساً لمصر، من بينها حفر قناة السويس الجديدة، والمشاركة فى بناء حى الأسمرات بالمقطم، فيقول: «كان ليّا حظ أشتغل من ضمن عمال حفر قناة السويس الجديدة، واختارونى فى مشروع المتحف المصرى الكبير وفرحت جداً، وكانت اليومية بتاعتى وقتها 150 جنيه، لأن معظم الوقت ماكنتش بقدر أروح البلد، وببات فى الموقع بالصحرا، ده غير حجم المشروع الكبير وأهميته، واختارونى برضو أشارك فى بناء عمارات حى الأسمرات، لكن اليومية بالنسبة ليّا مهمة، لأنها بتبقى أعلى من يومية الشغل العادى وبتساعدنى كتير لأن عندى عيال».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل