المحتوى الرئيسى

«الطيب» أمام كبار علماء موريتانيا: الأزهر أعاد تراث المسلمين للحياة.. والاختلافات الفقهية مشروعة

03/18 21:57

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أن أفضلَ ما يُمكِن أن نُقدِّمَه لأمَّتِنا فى أزمتها اليوم هو: تعميقُ الصِّلات العلميَّة الأكاديميَّة بين علماءِ الأزهرِ وعُلماء الغرب الإسلامى، مِن خلال المدرسة الشَّنقيطيَّةِ، بما لها من خصائص علمية وتعليمية تميَّزَت بها عن كثيرٍ منَ المدارس الإسلامية في العالَم الإسلاميِّ.

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لشيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أمس (الأحد)، في الندوة العلمية مع كبار علماء الدين في موريتانيا، تحت عنوان «واجب العلماء للتصدي لظاهرتي التطرف والانحراف الفكري، والتي تحمل شعار علماء موريتانيا يحتفون بشيخ الأزهر، في حضور مستشار الرئيس الموريتاني، ووزير الشئون الإسلامية الموريتاني أحمد بن داود، وكبار العلماء والشخصيات في موريتانيا، ووفد الأزهر الشريف.

 وأوضح «الطيب» أن أهم أسباب تميز المدرسة الشَّنقِيطيَّة؛ هو محافظة العلماء على تراثِ الأمَّةِ حِفظًا وروايةً، وشَرحًا وتعليقًا، وهو ما يتسق ورسالة الأزهر الشريف في حِفظِ التراث وتنميَّتِه وتعريف أبناء المسلمين به، متحدثًا عن أبرز سِماتِ المنهج الأزهري والتي تتمثل في الجمع بين علوم العقل والنَّقل والذَّوقِ في تُراث المسلمين، وهذا المنهج التَّوفيقي الذي تَصالَح فيه المعقول والمنقول، يَعكِسُ طبيعةَ هذا التراث المتعدِّد الأبعادِ منذُ نشأتِه وعبر تطوُّرِه على أيدي كبار الأئمة وعظماء المجتهدين، وتَشرَّب المسلمون هذا التراث من ينابيع هؤلاء الأعلام كالعَسَل المصفَّى.

وبين الإمام الأكبر أن الأزهر كان الحاضن والحافظ لهذا التراث بكلِّ أبعاده التي تَحدَّثنا عنها، ومن العجيب أن الأزهر لم يَقتصِر دورُه على الحِفاظِ على هذا التراث من التَّلَف والضَّياعِ والاندثار، وإنَّما كان له دورٌ آخَر

وأكد شيخ الأزهر، أن هذه الأبعاد الثَّلاثة: النَّصُّ والعقلُ والذَّوقُ، قد تعانَقَت وتمازَجَت في مناهج التَّعليم في الأزهر قديمًا وحديثًا، وتلاشت بينها الحواجز المصطَنَعة، وأصبح كلٌّ منها يُغَذِّي الآخَرَ ويَغتَذِي به، ووَقَرَ في ذِهن الطَّالب الأزهري طِوال مراحلِ تحصيلِه العِلم في الأزهر، أنَّ الاختلافات العقَدِيَّة والفقهيَّة والذَّوقيَّة، هي اختلافاتٌ مشروعةٌ، إمَّا

وتابع شيخ الأزهر: ونحن حين ننادي لعودة الأمة لهذا المنهج، فإننا في الوقت نفسه، ننادي بأن تعود للمذاهب الفقهية الأربعة صدارتها في الفتوى والتشريع، بحسب توَزُّعِها على الأمصار، وأن يُترَك كلُّ مصر وما نُشِّئَ عليه أهلُه، لا يحوَّلُون عنه، لا ترغيبًا ولا ترهيبًا، ولا تبشيراً.

كان الإمام الأكبر استهل زيارته للعاصمة الموريتانية نواكشوط، مساء أمس الأول السبت، في أول زيارة رسمية لشيخ الأزهر لموريتانيا، بزيارة رئاسة المجلس الأعلى للإفتاء والمظالم، حيث كان في استقباله وزير الشئون الإسلامية أحمد بن داود، والشيخ محمد المختار بن إمباله، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء، وعدد من كبار علماء المجلس.

أكد رئيس المجلس الأعلى للإفتاء، أن هذه الزيارة شرف للمجلس باعتبارها أول محطة من محطات زيارة شيخ الأزهر لموريتانيا، لافتًا الى أن الموريتانيين يعتزون بالمراجع الأزهرية التي رحلوا إليها وعادوا محملين بالثقافة الأزهرية، متطلعًا إلى أن تكون هذه الزيارة حلقة من حلقات محاربة الأزهر للفكر المتطرف ونشر الدين الوسطي، مضيفًا أن موريتانيا مؤهلة للتعاون مع مصر بصفة عامة والأزهر بصفة خاصة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل