المحتوى الرئيسى

بعد سقوط عفرين .. حرب الأكراد مع تركيا تدخل "مرحلة جديدة"

03/18 21:44

بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها اليوم الأحد (18 مارس/ آذار 2018) على مدينة عفرين، التي شكلت أحد "الأقاليم" الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية الكردية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد أمام حشد تجمع للاحتفال بذكرى حملة تعود للحرب العالمية الأولى "وسط مدينة عفرين بات تحت السيطرة تماما بحلول الثامنة والنصف من صباح اليوم" مضيفا أن الأعلام التركية ورايات الجيش السوري الحر رفعت في قلب المدينة. وتابع أردوغان "معظم الإرهابيين (يقصد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية) فروا وهم يجرون أذيال الخيبة. قواتنا الخاصة وأفراد من الجيش السوري الحر يطهرون بقايا الفخاخ التي تركوها وراءهم... في وسط عفرين ترفرف رموز الثقة والاستقرار بدلا من أسمال الإرهابيين".

من جانبهم أكد الأكراد عزمهم على "ضرب" القوات التركية حتى إستعادة كامل "إقليم" عفرين. وهددت "سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تتكون فيمعظمها من المقاتلين الأكراد، في بيان "إن حربنا ضد الاحتلال التركي والقوى المسلحة المسماة الجيش (السوري) الحر دخلت مرحلة جديدة، لتتحول من المواجهة المباشرة إلى تكتيكات الكر والفر".

مقاتلو الجيش التركي والجيش السوري الحر يسيطرون على قلب عفرين الأحد 18 مارس/ آذار 2018

وفي حوار مع DW عربية قال نواف خليل، رئيس المركز الكردي للدراسات في بوخوم بألمانيا إن الحرب دخلت الآن مرحلة جديدة "ستخاض فيها حرب عصابات ضد الاحتلال التركي وأعتقد أن القوات الكردية التي بقيت في عفرين هم سادة حرب العصابات في العالم"، حسب تعبيره.

وكان متحدث باسم الجيش السوري الحر قد قال إن مقاتلي المعارضة دخلوا عفرين قبل فجر اليوم من ثلاث جبهات دون مقاومة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيوبا لمقاتلي وحدات حماية الشعب تحدت أوامر بالانسحاب لكن القوات التركية سيطرت على المنطقة.

وقال نواف خليل لـ DW "سمعتها اليوم من القيادات العسكرية لوحدات حماية الشعب: لن تهنأ تركيا بالراحة ما دامت هذه القوات موجودة حتى ولو كانت قوات قليلة".

وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا وتوعدت بسحق ما وصفته بأنه "ممر الإرهاب" في إشارة للأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية على الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا.

واستغرب رئيس المركز الكردي للدراسات في بوخوم بألمانيا في حواره مع DW عربية من من سكوت الغرب إزاء ما يجري في عفرين، ا داعيا الجانب الكردي إلى إعادة النظر في العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة في قضايا التعاون الأمني والاستخبارات وقال: "يجب أن تكون هناك رؤية ونظرة جديدتان.. الدول الأوروبية تبحث فقط عن المعلومات الاستخباراتية، وتصفق للكرد فقط حينما يقومون بمهاجمة داعش."

كما أنتقد استمرار ألمانيا في بيع السلاح لتركيا وقال "اعتقد أن الأمان الذي تتمتع به الدول الأوروبية الآن دفع ثمنه آلاف الشباب والشابات الكرد لكي يتم القضاء على هذا الوباء المسمى بداعش". 

"الجيش النظامي السوري لاحول له ولا قوة"

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

حصد القصف الجوي 37 قتيلا في الغوطة الشرقية، التي يستمر نزوح آلاف المدنيين منها وسط تقدم لقوات النظام. وفي عفرين وصف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المشهد بأنه "مرعب ومخيف" والوضع الإنساني بـ"الكارثي". (17.03.2018)

وبدأت تركيا هجومها على منطقة عفرين قبل ثمانية أسابيع وهددت بتوسيع نطاقه ليشمل مناطق كردية أخرى إلى الشرق تنتشر فيها قوات أمريكية مع وحدات حماية الشعب في تحالف بينهما ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان الجيش السوري النظامي قد قال مع بداية الهجوم على عفرين إنه سيقف مع الأكراد من أجل سيادة سوريا. لكن نواف خليل يرى أن "هذا الجيش لا حول له ولا قوة.. فروسيا هي من يقرر". وأوضح رئيس المركز الكردي للدراسات في بوخوم "في الذاكرة الجماعية الكردية ليست هناك ثقة في الجانب الروسي سواء عبر تاريخ الاتحاد السوفيتي أو في زمن روسيا". وتابع نواف خليل "الدماء الكردية التي أريقت في مدننا وقرانا نحمل روسيا المسئولية عنها كما نحمل أيضا الرئيس التركي أردوغان".

وذكرت مجموعة على تطبيق "واتساب" للرسائل تديرها قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد إن القوات التركية والمعارضة السورية المتحالفة معها أقدمت على تدمير تمثال كاوا الحداد وسط عفرين". وتمثال كاوا الحداد هو لشخصية محورية في أسطورة كردية عن احتفالات عيد النوروز أو السنة الكردية الجديدة. وقال بيان للمجموعة إن هذا "أول انتهاك سافر لثقافة وتاريخ الشعب الكردي عقب سيطرتهم على عفرين".

ويقول نواف خليل في حواره مع DW إن تاريخ كاوا الحداد يعود إلى القرن السابع الميلادي. واستنكر الحداد تدمير التمثال "وتحطيم الرموز التي لا علاقة لها (بالأزمة مع تركيا)" وأضاف: "هؤلاء الذين لا يفرقون بين كاوا الحداد وعبدالله أوجلان هل يمكن أن يفهموا الشعب الكردي؟"

ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، DW)

تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.

أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.

تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.

عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.

تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل