المحتوى الرئيسى

الدور الأمريكى «القذر» فى عرقلة صفقات تسليح الجيش المصرى

03/18 17:47

مارست الولايات المتحدة الأمريكية، ضغوطًا شديدة على مصر، منذ اندلاع «ثورة 30 يونيو»، والإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين، وسعت الإدارة في واشنطن إلى ممارسة ضغوط سياسية على القاهرة عن طريق عرقلة صفقات السلاح، وعدم التعاون مع القيادة السياسية الحالية فى دعمها لمحاربة الإرهاب.

وأدرك النظام السياسي هذا الأمر، واتجه الرئيس الفتاح السيسي إلى تنويع مصادر السلاح، وشراء المعدات العسكرية من روسيا والصين وفرنسا وألمانيا، خاصة في ظل قرار أمريكي بتجميد المساعدات العسكرية لمصر في 2013.

وعلى الرغم من تولى الرئيس دونالد ترامب الحكم، وما كان يراه الكثيرون من أنه سيكون سببًا في عودة العلاقات المصرية الأمريكية إلى ما كانت عليه، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تمارس سياستها «القذرة» ضد القاهرة.

ففي إطار الخطة الاقتصادية للرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، قررت الإدارة الأمريكية تخفيض المعونة المخصصة لمصر من 150 مليون إلى 112 مليون دولار، عقب أيام من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى واشنطن.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل أعلن مؤخرا إريك ترابيه، الرئيس التنفيذى لـ«شركة داسو الفرنسية للطيران»، أنه يتعين على الحكومة الفرنسية أن تطلب تصريحًا من الولايات المتحدة الأمريكية قبل بيع «صواريخ كروز الفرنسية» ذات المكونات الأمريكية إلى مصر، خاصة أن تلك الأجزاء التى تصنع فى الولايات المتحدة للصواريخ بعيدة المدى مهمة جدًا بالنسبة لقدرتها على العمل.

كما ذكرت صحيفة «لاتريبيون» الفرنسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعوق المفاوضات المتعلقة ببيع 12 مقاتلة «رافال» إلى مصر، حيث ترفض واشنطن تصدير صواريخ الكروز «SCALP EG» إلى فرنسا لتسليح الطائرات المصرية بها.

وأكدت الصحيفة الفرنسية أن المفاوضات الجارية بين باريس والقاهرة لبيع 12 مقاتلة من طراز «رافال» لصالح القوات الجوية المصرية متوقفة على افتقار فرنسا إلى الاستيفاء بشرط المصريين بشأن الصواريخ الأمريكية، وليست قضية تمويلية، كما كانت في الماضي.

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بـ«جامعة القاهرة»، إن الولايات الأمريكية بدأت خلال الفترة الأخيرة تكشف عن تحفظات على نهج التحرك المصري خصوصا فى مجالات التسليح، مشيرا إلى أن السبب فى ذلك هو كسر مصر الحاجز الأمريكي، واتجاهها إلى تنويع مصادر سلاحها من فرنسا والصين وألمانيا.

وأضاف «فهمى» فى تصريح خاص لـ«النبأ»، أن عرقلة الولايات المتحدة لصفقة طائرات «الرافال» الفرنسية لمصر تكررت كثيرًا مع دول أخرى مثل ألمانيا أثناء «صفقة الغواصات»، والتى حصلت عليها مصر في النهاية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن هذه التحركات الأمريكية ستزداد فى الفترة المقبلة؛ للضغط على مصر، أو حتى الأطراف المعاونة لها؛ لكسر التعاون مع القاهرة، والانصراف عنها، مؤكدا أن هناك مخططا أمريكيا الهدف منه إبقاء مصر فى التحالف معها وعدم خروجها منه وكسر حالة الدعم منها بدول أخرى.

وأكد «فهمى» أن دور أمريكا فى عرقلة الصفقات لمصر ظهر أيضا مع الجانب الروسي أثناء التوقيع على المشروع النووي المصري، عندما أبدت تحفظها على هذا المشروع، موضحا أن هذه التحفظات هى التى خفضت المساعدات الأمريكية لمصر لـ100 مليون دولار، وكذلك تخفيض إمداد مصر بصفقة الأباتشي وما تلاها.

وتابع: «صحيح أن العلاقات عادت من جديد بين مصر وأمريكا وهناك مناورات النجم الساطع، وكذلك جرت تدريبات بحرية مع الجانب الأمريكي فى الفترة الماضية، لكن يبقى ما فى النفوس كما هو»، مشيرا إلى أن الجانب الأمريكي لديه حسابات أخرى بهدف الضغط على مصر في ملف التسليح».

وأشار «فهمى» إلى أنه كلما سعت مصر إلى توسيع مصادر سلاحها، كلما سعت الإدارة الأمريكية للضغط على مصر؛ مؤكدا أن الحل لإنهاء مثل هذه الضغوط أن تحصل القاهرة على صفقات السلاح من أمريكا.

واستكمل: «طلبنا قائمة تحفيزية بالسلاح مثل طائرات بدون طيار ودعم قدرات القوات المسلحة فى سيناء، فهناك قائمة كاملة بكل ذلك، ولكن الأمريكيان تباطئوا فى الرد على مصر»، مؤكدا أن هذا التباطؤ يعد تواطؤًا لتعطيل مسار حركة الدولة المصرية.

وأردف: «فى بعض المؤتمرات، سواء فى مصر أو خارجها، كانت هناك شكاوى من بعض المسئولين الأمريكيين عما الذى تحتاجه مصر  لكى تشترى السلاح من دول أخرى، وكانوا يتحدثون عن أنه يوجد بين مصر وأمريكا شراكة عسكرية فلماذا تتجه مصر إلى شراء الأسلحة من دول أخرى؟ ولماذا  فى هذا التوقيت ولماذا أخذتم البرنامج النووي من روسيا ونحن نقدر أن نمد بكل ذلك؟».

وأكد «فهمي» أن هذه الضغوط الأمريكية لن تؤدى إلى فشل صفقة «الرفال» الفرنسية إلى مصر، مضيفا أنها ستؤخر وصولها إلى مصر كما حدث من قبل، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تلجأ مصر أو فرنسا إلى استخدام القانون؛ لأن هذا الموقف «سياسي».

بدوره، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، إن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بعرقلة المفاوضات المتعلقة ببيع 12 مقاتلة «رافال» إلى مصر، ليس جديدًا على مصر، موضحا أن القيادة السياسية تعلم جيدًا أن هناك ضغوطًا ستمارس عليها طالما أن هناك توجهًا مستقلًا وإرادة حرة.

وأضاف «سالم» فى تصريح خاص لـ«النبأ»، أن هذه الضغوط سياسية أمريكية قديمة تسلكها دائما الولايات ضد مصر لكى تستجيب إلى مطالبها منذ قيام 30 يونيو، مشيرا إلى أن القيادة السياسية تعى جيدا لهذا المخطط الأمريكي، وأن هذه الضغوط لن تستجيب مصر لها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل