المحتوى الرئيسى

بـ"رمال سوداء" ومعادن نادرة.. سفاجا مدينة العلاج الطبيعي | ولاد البلد

03/18 17:08

الرئيسيه » بيئة » بـ”رمال سوداء” ومعادن نادرة.. سفاجا مدينة العلاج الطبيعي

الخصائص الطبيعية التي تتميز بها سفاجا، يجعلها مؤهلة لأنت تكون مركزًا مفتوح للعلاج الطبيعيي، والاستشفاء بمساعدة الطبيعة، خاصة الأمراض الجلدية.

تقع سفاجا، التي يشبه تكوينها الجغرافي حدوة حصان، على بعد 60 كم جنوب مدينة الغردقة، على شاطئ البحر الأحمر.

يقول الدكتور هاني الناظر، المشرف على برامج السياحة العلاجية بوزارة الصحة، رئيس المعهد القومى للبحوث السابق، إن الاستشفاء البيئي هو استخدام عوامل البيئة المختلفة في علاج مرض ما، مثلما يحدث في سفاجا.

يوضح أن سفاجا تُختار كمان مثالي لعلاج الصدفية، بالاعتماد على المياه المالحة والأشعة فوق البنفسجية، كما أن نسبة الأملاح الموجودة في مياه سفاجا توجد بنسبة 50 ألف جزء في المليون، وهي نسبة عالية جدًا.

إلى جانب أن الجبال القريبة من شاطئ سفاجا، تعد حاجزًا طبيعيًا ضد الرياح، وهذا هو السبب في أن الغلاف الجوي خال من الأتربة، ونتيجة لذلك فإن كمية الأشعة فوق البنفسجية، تصل إلى الأرض أعلى بكثير من أي منطقة أخرى، ما يساعد على سهولة العلاج، لذلك تعد سفاجا مقصدًا للمرضى من جميع دول العالم.

يساعد ارتفاع نسبة الملوحة إلى سهولة الطفو فوق الماء، وهو بدوره يساعد على تحسين الدورة الدموية.

وبحسب بحث أعده الناظر، في 2016  فإن في شمس سفاجا المشرقة طيلة العام، ساهمت في شفاء 90% من أفراد عينة مكونة من 80 مصابًا بالصدفية.

جلسات العلاج المناخي استمرت لنحو 12 أسبوعًا، وتنوع ما بين الاستحمام في مياه البحر عالية الملوحة، ثم التعرض للشمس على فترات محددة، من أجل دعم الجلد لإفراز فيتامين د.

الدراسة تشير إلى أن موقع سفاجا قرب الجزر والشعب المرجانية يؤدي بدوره إلى انخفاض سرعة تيار المياه وزياة نسبة الملوحة بنحو 30% عن المعدل الطبيعي، بالإضافة إلى توفر كميات كبيرة من الأملاح والمعادن.

الدكتور حسن جاد الرب ، أخصائي أمراض جلدية بسفاجا، يقول إن سبب شفاء المرضى من الصدفية بسفاجا، يمكن تفسيره علميًا بأن الجلد يتم غسله بالمياه المرتفعة ملوحتها، ثم يتعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وهذان الأمران يلعبان دورًا مهمًا في اختفاء المرضى، فالاستحمام في تلك المياه ينتج عنه تبادل للأيونات من خارج الجلد وداخله، ما يسبب اتزان في انقسام خلايا الجلد

يصيف أن مرض الصدفية هو مرض جلدي مزمن ناتج عن خلل في الجهاز المناعي، ويظهر على هيئة مساحات حمراء سميكة تكسوها قشور فضية اللون تشبه الصدف، هذه المساحات تظهر عادة في بداية المرض في مناطق الكوعين والركبتين وفروة الرأس، وقد تنتشر لتشمل أجزاء عديدة من الجسم.

ويأخذ المرض أشكالًا عديدة مثل الصدفية الجغرافية،على هيئة مساحات متعددة الشكل بالجسم، أو صدفية الثنايا، أو صدفية الأعضاء التناسلية، وهناك تلك التي تصيب الأظافر وأحيانًا تصيب المفاصل بنسبة لا تتعدى 10% من حالات الإصابة العامة، كما أن هناك الصدفية الاحمرارية والصدفية الصديدية وعمومًا فإن الصدفية مرض جلدي غير معد على الإطلاق.

هناك قرى سياحية متخصصة في العلاج بالدفن في الرمال السوداء، من أشهرها قرية “العقب” للعلاج بالمجان وقرية “مينافيل”، وتوفر العلاج بالتنسيق مع المركز القومي للبحوث.

إلى جانب ذلك، فإن سفاجا تعد مقصدًا للشفاء من مرض الروماتويد وآلام المفاصل، عن طريق الدفن في الرمال السوداء، التي تحتوي على أملاح الذهب وبعض النظائر المشعة، ما يسهم في تخفيف الآلام.

وتحتوي الرمال السوداء في مدينة سفاجا علي ثلاث عناصر نشطة إشعاعيًا بنسبة غير ضارة، ومنها اليورانيوم والثاليوم، وكذلك تحتوي علي عدد كبير من المعادن والأملاح المعروفة.

ويجرى علاج المريض من خلال جلستين يوميًا، لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، إذ يدفن جسده في الرمال التي تجهز وتوضع على الشاطئ، مع تغطية الساقين فقط والوجه من أشعة الشمس.

الدكتور مصطفي إسماعيل، الخبير الجيولوجي البيئي، يقول إن الفرق بين الرمال السوداء والعادية، هو أن الثانية تتكون من السيليكا وثاني أكسيد السيليكون مع بعض العناصر الأخرى مثل الحديد والألومنيوم، أما الرمال السوداء فهي رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة. وتتركز الرمال السوداء بفعل تيارات الشاطئ على الحمولة، التي تصبها الأنهار في البحر، وتتكون من المعادن الثقيلة وتواجد في مصر ما بين دمياط وكفر الشيخ حتي العريش.

يتابع أن للرمال السوداء أهمية أقتصادية كبيرة لأنها تتكون من المعادن الثقيلة ومن أهمها: الألمنيت والروتيل وإكسيد الحديد والزركون والجارنت والمونازيت والسليكات الثقيلة.

ويرى الدكتور إسماعيل أن رمال مدينة سفاجا هي خليط بين الرمال العادية وبين السوداء، لذلك تعلب دورًا مهمًا في علاج الأمراض الجلدية بفعل تأثير تلك المعادن، كما أن البحر الأحمر عبارة عن فالق كبير “شرخ”، يخرج من جوفه المواد المنصهرة، ما يجعل درجة حرارة مياه  البحر الأحمر عالية عن غيره من البحار.

يتابع أن الرمال السوداء تحتوي علي عدة معادن تختلف في تركيبها الكيميائي وخصائصها الطبيعية، من أهم هذه المعادن الألمنيت والروتيل وأكسيد الحديد الماجنتيت والزركون.

يضيف أن الرمال السوداء تحتوي على كثير من الغازات النادرة منها الذهب، الذي يقدر بنحو نصف جرام في الطن، والكاسيتريت (أكسيد القصدير) والإيلمنيت والروتيل، وتستخدم في إنتاج معدن التيتانيوم، الذي يصنع منه هياكل الطائرات والصواريخ ذات الارتفاعات العالية، لمقاومة الظروف الجوية.

أما الروتيل فهو المادة الأساسية في صناعة البويات (الأصباغ)، ويستخدم الزركون في تزجيج الخزف، كما يستخدم في المفاعلات النووية، بالإضافة إلى احتوائها على أكسيد الثوريوم، الذي يستخدم في المفاعلات النووية للإنتاج الطاقة.

توجد الرمال في 11 منطقة علي سواحل مصر المطلة علي البحر الأبيض المتوسط، من رشيد حتي رفح بطول 400  كيلو متر، وتبدأ من إدكو شمالي محافظة البحيرة، وتمتد حتى رفح.

وتنتشر التركيزات العالية من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية فى الرمال الشاطئية فى أربع مناطق على ساحل، وهي دمياط، ويبلغ الاحتياطي نحو 300 مليون متر مكعب، وشاطئ البرلس بمحافظة كفر الشيخ، ويبلغ الاحتياطي 200  مليون متر مكعب، ومنطقة العريش ورفح مبحافظة شمال سيناء باحتياطي يقدر بـ 200 مليون متر مكعب، والسهل الساحلي الممتد من شرق بحيرة البردويل.

يقول الدكتور باسم زهير، الأستا المساعد بكلية العلوم قسم الجيولوجيا- جامعة بنها، تحتوي الرمال السوداء على معادن تدخل في صناعات دهان الطائرات مثل الإلمنيت وصناعة البويات، بالإضافة إلى استخراج معدن التيتانيوم الذى يدخل فى صناعة الطائرات.

فضلًا على معدن الزيركون الذى يستخدم فى صناعة السيراميك والعوازل والأسنان التعويضية، إضافة إلى صناعة الحديد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل