المحتوى الرئيسى

المدارس التجريبية.. تعليم بلا فصول وحضور «غير إلزامي»

03/18 13:44

تنتاب أولياء أمور طلاب المدارس التجريبية حالة كبيرة من الغضب، لعدم توافر أماكن كافية لأبنائهم فيها، رغم قبولهم رسميًا منذ بداية العام.

الأزمة بدأت إثر قبول مديريات التعليم بالوزارة طلبات الالتحاق المقدمة من جميع التلاميذ فى مرحلة رياض الأطفال، فوق سن ٥ سنوات، رغم عدم توافر أماكن كافية فى الفصول، ما تجلى بشكل خاص فى المدارس التجريبية.

«الدستور» استعرضت آراء أولياء الأمور حول الحلول التى قدمتها مديريات التربية والتعليم لتجاوز الأزمة، ورصدت الأوضاع المشابهة فى بعض المحافظات، وتوجهت للمسئولين عن هيئة الأبنية التعليمية لسؤالهم عن كيفية تجاوز الأمر فى السنوات المقبلة.

أولياء أمور: المسئولون قالوا لنا: «احمدوا ربنا إننا قبلنا ولادكم».. ونرفض مسكنات الوزارة

شكا أولياء أمور بعض طلاب المدارس التجريبية فى محافظة القاهرة من تصرف مديرية التعليم مع أبنائهم، واكتفائها بتسجيلهم وتسكينهم على الورق فقط، فى أى مدرسة، حتى لو كانت بعيدة عن محل سكنهم، على أن يسدد أولياء الأمور الرسوم فقط، دون إلزام التلميذ بالحضور أو المتابعة.

الأمر نفسه تعرض له أولياء أمور الطلاب فى محافظة الجيزة التى اكتفت بتقسيم التلاميذ إلى مجموعات تحضر إلى المدارس بالتناوب، بحيث لا يزيد حضور التلميذ للمدرسة على ٣ أيام فى الأسبوع.

ورفض عدد من أولياء الأمور ما اعتبروه مسكنات من المسئولين، لأزمة قابلة للانفجار بداية العام الدراسى المقبل، مع انتقال أبنائهم إلى الصفوف الدراسية دون وجود أماكن حقيقية لهم، مؤكدين أن الحلول المقترحة من مديريات التعليم أثارت الارتباك فى حياة الأسر، خاصة فى مسألة ذهاب ورجوع التلاميذ من المدرسة، وقالت دعاء العطار، ولية أمر أحد التلاميذ، إنها ومجموعة من الأمهات تقدمن بعدة شكاوى لمحافظ القاهرة، نظرًا لعدم موضوعية الحلول المقترحة من مديرية التعليم بالقاهرة، معتبرة أن المديرية تهدف إلى ترحيل الأزمة للسنوات المقبلة، دون حلها، على أمل تغيير المسئولين عنها، أو إخلاء مسئوليتهم لبلوغهم سن المعاش.

وأضافت: «التلاميذ وأولياء أمورهم يتحملون النتائج الكارثية لهؤلاء، ولا بديل عن بناء مدارس وفصول جديدة لاستيعاب التلاميذ، وعدم حل المشاكل بطريقة المسكنات». وفى الجيزة، قال عمرو الجمل، ولى أمر أحد التلاميذ، مقيم بمنطقة العمرانية بالجيزة، إن نجله لا يدرس بشكل حقيقى فى مدرسة «يوسف جاد الله»، التى جرى تسكينه بها من قبل المديرية، مشيرًا إلى أن تخصيص ٣ أيام فقط للدراسة فى الأسبوع غير كافىٍ لتنمية المهارات، أو غرس السلوك الصحيح فى الطلاب.

وأضاف: «المدرسة لا تقوم بدورها تجاه التلاميذ فى هذه المرحلة العمرية، والكثافات تجاوزت ٦٠ تلميذًا بالفصل الواحد، وكلهم صغار يحتاجون للاهتمام والرعاية، ولا يعقل أن نقبل بهذا الوضع خلال السنوات المقبلة، خاصة أننا هربنا من المدارس الحكومية لأنها مرتفعة الكثافة، والوضع الحالى يشير إلى أن التعليم فى النوعين أصبح يعانى من نفس المشاكل».

وكشفت فتحية سعد، ولية أمر أحد الطلاب أنها فوجئت بقيام مديرية التربية والتعليم بالقاهرة بتوزيع ابنها فى إدارة تعليمية بعيدة عن محل سكنه، ضمن تنسيق المرحلة الثالثة، موضحة أنها عندما حاولت مناقشة المسئولين كان رد أحدهم: «أولياء الأمور عليهم أن يحمدوا ربنا لأننا قبلنا أبناءهم».

وقالت: «أنا أم لـ٣ أطفال، ٢ منهم فى مدرسة تجريبية، والأخير تم توزيعه فى مدرسة، وتسكينه فى مدرسة بعيدة، والمشكلة الكبرى أن المديرية رفضت إعطاء أى وعود بتسكين ابنى جوار محل سكنه، لأنها لا تعلم هل سيتم بناء فصول أو مدارس جديدة فى منطقتها أم لا». من جانبه، قال يحيى إكرام فهمى، مدير الجمعية المصرية للمدارس الخاصة فى روكسى: «كثافة التلاميذ فى رياض الأطفال بالمدارس التجريبية وصلت إلى نحو ٦٠ طفلًا فى الفصل الواحد»، مضيفًا أن العديد من أولياء الأمور سجلوا أبناءهم فى مدرسة تجريبية، فى الوقت الذى جعلوهم ينتظمون فى الدراسة بمدارس خاصة.

وأوضح أن الإدارات التعليمية الكبرى بالقاهرة والجيزة تعانى من مشكلة كبرى فى إيجاد أماكن لطلاب رياض الأطفال فى العام الدراسى المقبل، فى ظل كثافة الفصول، وتزايد الأعداد.

هيئة الأبنية: نحتاج 155 ألف فصل إضافى والمحافظات: مشكلتنا أقل حدة من العاصمة

قال اللواء يسرى عبدالله، رئيس هيئة الأبنية التعليمية، إن مشكلة المدارس التجريبية تدخل ضمن الأزمات، التى تسعى وزارة التعليم، بقيادة الوزير الدكتور طارق شوقى، إلى علاجها بشكل جذرى، فى الفترة المقبلة.

وأوضح أن الحكومة بدأت منذ العام الماضى فى تنفيذ خطة استراتيجية لتطوير التعليم، تستهدف بشكل رئيسى إتاحة مقعد دراسى لكل طالب يلتحق بصفوف التعليم، مع خفض الكثافات داخل الفصول، والقضاء على نظام الفترة الثانية فى كل المدارس، من خلال بناء حوالى ١٥٥ ألف فصل دراسى، خاصة فى المدارس التجريبية، وأضاف: «سيشهد هذا العام طرح ٢١ ألف فصل إضافى، بعدما وصل التمويل اللازم لها من الحكومة، بالإضافة إلى تحسن الأوضاع، نظرًا لانطلاق مشروع الشراكة مع القطاع الخاص، الذى سيقضى تمامًا على المشكلة».

وتابع: «بالنسبة لمشكلة المدارس التجريبية فى القاهرة والجيزة، تعمل الهيئة بالتنسيق مع المحافظين على بناء عدد من المدارس، خاصة فى المناطق العمرانية الجديدة، التى تتوافر بها قطع الأراضى اللازمة، من أجل تلبية الطلب على هذا النوع من المدارس».

وختم حديثه بقوله: «المشكلة الكبرى التى تواجهنا هى عدم توافر قطع أراضٍ صالحة فى الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية فى هذه المحافظات، وهو ما نحاول حاليًا التغلب عليه». بدوره، قال طه عجلان، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، إن الأزمة تتكرر كل عام، وتكون هناك مشكلة فى إيجاد أماكن للطلاب المتقدمين للالتحاق بالمدارس التجريبية، وتنتهى عادة بتوفير قاعات لاستيعابهم.

وأشار إلى أن المديرية نجحت العام الماضى فى حل المشكلة، ووفرت أماكن وقاعات دراسة لجميع الأطفال فوق سن ٥ سنوات، مضيفًا: «القليوبية تنتظر حصر أعداد المتقدمين هذا العام، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتوفير القاعات لاستيعاب الطلاب، بالتعاون مع هيئة الأبنية التعليمية».

وفى البحيرة، رأى محمد سعد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، أن الأزمة أقل حدة بكثير من مثيلتها فى محافظتى القاهرة والجيزة، نظرًا لطبيعة البحيرة التى يغلب عليها الطابع الريفى، باستثناء بعض المناطق.

وأشار إلى أنه يجرى حاليًا تخصيص ٣ قطع أراضٍ لبناء ٣ مدارس، بالتعاون مع هيئة الأبنية التعليمية، بالإضافة إلى المدرسة اليابانية، التى ستقلل الضغط على المدارس الأخرى، وتستوعب الطلب المتزايد على هذا النوع من المدارس، مؤكدًا أن الحل الوحيد للأزمة يكمن فى بناء أكبر عدد ممكن من المدارس فى أسرع وقت، وتدريب معلمين مؤهلين للتدريس بها.

وأضاف: «محافظة البحيرة من أقل المحافظات فى أعداد التلاميذ الموضوعين على قوائم الانتظار لدخول المدارس التجريبية»، موضحًا أن قائمة الانتظار فى العام الماضى كانت تضم ٦٠٠ طفل فقط، فى الوقت الذى تجاوزت فيه قائمة القاهرة ٢٠ ألف تلميذ.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل